يمثل الفنان ناصر القصبي رقماً ثقيلاً في الموسم الرمضاني يصعب على بقية النجوم منافسته، فهو إلى جانب موهبته الكوميدية، وثقافته ونجوميته، يتواجد في قناة مهمة هي MBC التي تعد الأولى عربياً وتضمن النجاح لأي عمل، فكيف بمسلسل ناجح مثل "سيلفي"؟. لذا فإن إعلان القناة عن إيقاف "سيلفي" بسبب انشغال القصبي بمسلسل "العاصوف"، يعد فرصة كبيرة لبقية النجوم لتسجيل حضور مميز في شهر رمضان المقبل. في مواسم سابقة كان عبدالله السدحان، وحسن عسيري، وفايز المالكي يقدمون مسلسلات كوميدية ذات مستوى منافس، لكنهم يُظلمون بوجودهم في قنواتٍ لا تهتم كثيراً بتسويق أعمالها، فيذهب جهدهم سدى، بسبب طغيان المسلسلات التي تبثها وتسوق لها MBC. في رمضان المقبل سيكون للتلفزيون السعودي فرصة غير عادية لاستعادة ثقة المشاهد وضمان متابعته، خاصة مع التطورات المتلاحقة التي يعيشها بعد تعيين الإعلامي الكبير داوود الشريان رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وتعيين خالد مدخلي مديراً للقناة الأولى، وبعد اللقاءات المتتالية التي عقدها معالي وزير الثقافة والإعلام مع المبدعين السعوديين، ومن بينهم منتجي الدراما. تحركات كبيرة قد تثمر عن عودة عبدالله السدحان بمسلسل خاص به، والثلاثي حسن عسيري، وفايز المالكي، وراشد الشمراني بمسلسل آخر، إلى جانب حضور متوقع لصناع الدراما الشباب، الأمر الذي سيعيد للقناة السعودية الأولى وهجها الرمضاني الذي اعتاده المشاهد في التسعينيات، خاصة في الفترة الذهبية التي كانت مُلكاً حصرياً للتلفزيون السعودي قبل مزاحمة القنوات الخاصة منذ نحو عشر سنوات. إن غياب ناصر القصبي عن "الكوميديا" الرمضانية هذا العام، سيمنح هذه الجهود التي بذلها التلفزيون السعودي فرصة للظهور والوضوح أمام الجمهور، وقد نشهد في رمضان المقبل استحواذاً مطلقاً من القناة السعودية الأولى على الفترة الذهبية لأول مرة منذ سنوات، شريطة أن تبذل القناة جهداً في التسويق لأعمالها الرمضانية قبل شهر أو شهرين من بداية الشهر الفضيل، وذلك عبر جميع الأقنية الإعلانية المتاحة. التلفزيون السعودي يمتلك جميع المقومات التي تجعله القناة الأكثر متابعة في رمضان، فالمحتوى الذي يبثه مقارب لمحتوى القنوات المنافسة، كما أنه لا يعاني من ضغط "التهديد" المالي الذي يعانيه القطاع الخاص، وهو قادر على جلب نجوم بحجم السدحان، وعسيري، والمالكي، ولم يكن يحجب جهوده في المواسم السابقة سوى "وهج" ناصر القصبي وقوة حضور القنوات الخاصة، وهذا العامل -أو العائق- قد أزيل الآن ولم يعد هناك ما يقف في وجه عودته إلى سابق عهده.