في أمثالنا الشعبية: "قال خذ خير.. قال ما معي ماعون" .. ويضرب فيمن تحصل له الخير وعافه دونما سبب أو مبرر منطقي؛ وهو ما ينطبق تمامًا على حالة إدارة الهلال التي استطاعت أن تجلب حارس مرمى بقيمة وقامة وخبرة وقدرة الأسطورة العمانية علي الحبسي قبل أن تُفاجأ بموقف السيد رامون دياز مدرب الفريق الذي لايزال يُصر على إبقاء الحبسي إلى جواره في بنك الاحتياط. لا شك أن مستوى الحارس الآخر عبدالله المعيوف تطوَّر كثيرًا في الفترة الماضية، ولا شك أنه يستحق الدعم والتشجيع، لكن القول: إن الحبسي يستحق البقاء احتياطيًا لأي حارس عربي في الوقت الحاضر فيه الكثير من التجني والمبالغة، والقول بأن بقاء المعيوف بديلًا للحبسي فيه إحباط وتحطيم للحارس المجتهد هو قولٌ مفعم بالعاطفة والتراجيديا، كما أن فيه تغليب للمصلحة الخاصة للاعب على المصلحة العامة الفريق. قبل انتهاء المهمة الآسيوية تفهم الهلاليون –أو على الأقل بعضهم- وجهة نظر دياز في إبعاد الحبسي والاعتماد على المعيوف، وتقبل الكثيرون على مضض حقيقة أن الهلال تخلى عن الحبسي من أجل لاعب مثل ماتياس، واعتبروا ما حدث مجرد خطأ في الحسابات الفنية والإدارية، لكن بقاء الحبسي حتى الآن وبعد انتهاء المشاركة الآسيوية بعيدًا عن شباك الهلال أصبح أمرًا مزعجًا، ولا أبالغ إن قلت أنَّه كفرٌ بالنعمة يمارسه رامون باشا. لا يمكن القبول بأي حالٍ من الأحوال بهذا الوضع على أنه وضع طبيعي وصحيح، فالحبسي كلف النادي أموالًا طائلة، وهو محسوب ضمن الأجانب الستة؛ ورأيي أن أي أجنبي لا يستطيع أن يحجز مكانًا في التشكيلة الأساسية، أو على الأقل لا يشارك بصورة مستمرة كورقة رابحة هو هدرٌ فني ومالي لا يمكن قبوله أو تبريره. أجزم أنَّ أي فريق عربي يحلم بأن يكون الحبسي حاميًا لعرينه، لكن بما أن "دياز أبخص"، وبما أن دياز مازال يرى أن دكة الاحتياط هي المكان الأنسب للحبسي؛ فالهلاليون أمام أمرين لا ثالث لهما: إمَّا أن يقتنع الباشا دياز بأن مصلحة الهلال تقتضي مشاركة هذا الحارس المميز في الفترة المقبلة، أو أنَّ على إدارة الهلال أن تخرج من هذا المأزق بالبحث عن إعارة الحبسي خلال الفترة الشتوية والاستفادة من مكانه ومبلغ إعارته بلاعب أجنبي في أي مركز يمكن أن يفيد الفريق بشكلٍ أكبر من وجود الحبسي على الدكة. الاستمرار في إبقاء الحبسي مجمدًا في دكة الاحتياط هدرٌ فني أولًا ومالي ثانيًا، وبذخ لا يتحمله الهلال في المرحلة المقبلة، لذلك على دياز أن يجد مكانًا للحبسي في ماعونه، أو فإنَّ على إدارة الهلال أن تتحرك سريعًا لاستبداله –ولو مؤقتًا- بلاعب يناسب ماعون الباشا.