كنت ممَّن أبدى تحفظًا وتخوفًا من إصرار الأرجنتيني رامون دياز على إبعاد الحارس العماني الخبير والقدير علي الحبسي عن قائمة الفريق المشاركة في دوري أبطال آسيا، لأني كنت وما زلت أرى أن الحبسي أكثر خبرة وقدرة من الحارس الآخر عبدالله المعيوف على منح لاعبي الهلال قبل جماهيره الشعور بالراحة والاطمئنان على مرمى الهلال، إضافةً إلى قناعتي التي ازدادت اليوم بأن اللاعب الأجنبي الذي يرغب دياز بضمه بدلًا من الحبسي لا يملك القدرة على صنع الفارق مع "الزعيم" محليًا فضلًا عن أن يصنع الفارق معه في الأدوار الإقصائية من البطولة القارية! لا أزال أرى اليوم ذات الرأي، بل لو سألت جل الهلاليين اليوم عن اللاعب الذي سيختارونه لو عاد بهم الزمن بضعة أيام وأتيح لهم الاختيار والمفاضلة بين الحبسي والأورغوياني بريستوس ماتياس لاختاروا الحبسي دون أي تفكير، ليس تقليلًا من المعيوف، بل تفضيلًا للحبسي على المهاجم الأجنبي الذي جاء ليُعين فردد عشاق الهلال بعد مشاهدته: الله يعين! ما سبق لا يعني أن نتجاهل المستوى المميز والمتصاعد الذي يقدمه الحارس السعودي الدولي عبدالله المعيوف؛ الذي لا يجب أن يهضم الهلاليون حقه، ولا أن يجعلوه ضحيةً للقرار الفني والإداري الذي تم من خلاله التعاقد مع الحبسي ثم إبعاده عن الآسيوية، فالمعيوف رغم كل هذه الضغوطات الرهيبة والموقف الحرج الذي وجد نفسه فيه استطاع أن يقهر كل الصعوبات والتحديات، وأن يتفوق على نفسه ويكسب الرهان مع الجميع من خلال تألقه في لقاء الذهاب أمام العين، وتصديه لأكثر من هدف محقق، وفوزه بجائزة أفضل لاعب في اللقاء، وإجباره للجميع على التصفيق له، وتعزيز الثقة به كحارس متألق يستحق أن يحمي عرين "زعيم آسيا". أما دياز فكان يمكن أن يكون له نصيبه من الثناء والتصفيق والتهنئة بتألق المعيوف ونجاح رهانه عليه، لو أنَّ المهاجم الأجنبي الذي اختاره ليحل مكان الحبسي يملك أدنى درجات ومقومات اللاعب المحترف الذي يمكن أن يصنع شيئًا للهلال، لكن دياز باختياره لماتياس أفقد نفسه أحقية التهنئة على نجاحه في الرهان على المعيوف، لأنه ساهم في نهاية الأمر في حرمان الهلال من الحبسي ومن مهاجم يصنع الفارق. أعود للمعيوف الذي تفوق على نفسه وانتصر على كل الظروف والعقبات، وقدم نفسه بشكل رائع وثوبٍ جديد استحق معه جائزة الأفضلية في لقاء الذهاب أمام العين، واستحق قبلها العودة لصفوف المنتخب، وإذا ما استمر في هذا العطاء والتركيز والتألق فسيكون الحارس السعودي الأول بلا منازع، وسيجد الحبسي صعوبة في خطف الفرصة منه، وحينها لن يكون ذلك بقرارٍ فني، بل بقرار جماهيري.