سيقع الهلاليون في خطأ كبير؛ وسيقدمون أكبر خدمة لخصومهم ومنافسيهم إن هم صدقوا أنَّ ما حدث للفريق أمام الفتح والفيصلي كان مجرد كبوة أو هبوط اضطراري مؤقت في المستوى ناتج عن الإرهاق أو بعض الغيابات العناصرية، فالفريق منذ بداية الموسم وهو يعاني أمام فرق الوسط والمؤخرة حتى في ظل اكتماله، والجميع يتذكر الطريقة التي فاز بها الهلال في الدور الأول على الفيحاء وأحد والباطن والقادسية والتعاون، وكيف ابتسم له الحظ في كثير من هذه المباريات، وكم حبس أنفاس عشاقه فيها، وخرج بفوز من عنق الزجاجة!. الفريق "الأزرق" منذ بداية الموسم ظهر فاقدًا للكثير من مقومات الهلال القوي الذي يضرب بقوة ويسعد عشاقه، والسبب في ذلك حسب رأيي يعود لبعض الأخطاء الإدارية والفنية والاختيارات الخاطئة التي وقعت بها إدارة الهلال ومدرب الفريق رامون دياز. الهلال هو أقل المستفيدين من قرار الستة أجانب، وهو حتى الآن لا يستفيد من قرار السماح بالحارس الأجنبي بسبب قناعات غريبة، وهنا لابد من اتخاذ قرار إداري وفني حازم وجريء، إمَّا الاستفادة من الحارس الأسطوري علي الحبسي كحارس أساسي مكان المجتهد عبدالله المعيوف في الفترة المقبلة، أو وضع حد لهذا الهدر الفني والمالي وإعارة الحبسي واستبداله بلاعب في مركز يحتاجه الفريق. إصرار دياز على إشراك نواف العابد وهو في أسوأ حالاته الفنية فيه تقزيم للهلال وتحطيم للبدلاء المتحفزين، وكان يفترض أن يبعد الهلاليون نواف من حساباتهم في هذه المرحلة تحديدًا، وخاصة بعد تصريحه الذي يبرر فيه هذا الأداء الباهت بالإصابة. الهلال سجل 21 هدفًا حتى الآن متساويًا بذلك مع الرائد متذيل الترتيب، وكثيرًا ما كان يعاني من بطء التحضير وصعوبة الصناعة ثم التسجيل، حتى أمام الفتح الذي يصارع الهبوط ويلعب بعشرة لاعبين، وهذا يعني بلا شك ضرورة أن يضع الهلاليون ثقلهم في استقطاب صانع ألعاب وجناح يملكان الحلول المتعددة في الشق الهجومي، والنظر في مدى القدرة على إيجاد بديل أفضل لريفاس الذي كان محظوظًا بتقبل الجمهور الهلالي له بعد صدمة الجميع بالمقلب ماتياس، لكن الهلال يستحق مهاجمًا يبحث عن الشباك، لا مهاجمًا يبحث عن نفسه. يجب إعادة النظر في الدكة "الزرقاء" والتخلص من المجاملات وإبعاد كل لاعب لا يملك الإضافة ولا يستطيع أن يصنع الفارق، مع استمرار إعطاء الفرصة للاعبي الأولمبي المتميزين مثل مهند فلاتة وناصر الدوسري ومتعب المفرج. الاستقرار التدريبي مطلب، ودياز مدرب كبير كما قلت سابقًا، وبقاؤه ضرورة، والعودة لدوامة تغيير المدربين شرٌ لا حاجة له، لكن لا بأس بعد تجديد الثقة به من مناقشته في العديد من القرارات الغريبة والقناعات التي ثبت فشلها!. عض إبهامك يا رئيس الهلال وأعد للهلال وجهه الجميل كما فعلت سابقًا، المدرج "الأزرق" يثق أنك ستفعل.