لو قيل لمشجع هلالي قبل عدة أشهر، وتحديدًا قبل قرار السماح بالتعاقد مع حارس أجنبي؛ إنَّ الهلال سيتعاقد مع الحارس العربي القدير علي الحبسي، وأنَّه سيكون احتياطيًا للحارس المحلي عبدالله المعيوف في الدوري، وخارج قائمة الهلال في آسيا؛ لضحك ذلك المشجع بلا شك، ولكان اعتبر الأمر مجرد نكتة، لكن الأمر تحول بقدرة قادر وفعل فاعل إلى حقيقة لم تستوعبها بعد الشريحة العظمى من جماهير الهلال، فيما ذهب الباقون بلا حول منهم ولا قوة إلى خيار "دياز أبخص" و"الإدارة أبخص"!. لو أن دياز الأبخص والإدارة الهلالية الأبخص قررا منذ البداية عدم حاجة الفريق لحارس أجنبي وأكدا أن الهلال مع المعيوف ما عليه خوف لكان الأمر أهون، ولو أنهما ضربا بقوة في صفقة المهاجم لكان القلق الهلالي أخف، لكن أن تحضر حارسًا بحجم الحبسي ومهاجمًا بأرقام ماتياس، ثم تبعد هذا عن الآسيوية وتضم ذاك فليس من حقك أن تطالب الجماهير وعشاق النادي بالتعقل والهدوء، لأنك أنت من صنع المشكلة، وأنت من خلق الأزمة التي ربما يذهب ضحيتها المعيوف أو الحبسي أو ماتياس أو جميعهم، لكن الأكيد أن الهلال سيكون هو العنصر الثابت في معادلة الخسارة!. إن كانت إدارة الهلال قد استشارت رامون دياز في حاجة الفريق لحارس أجنبي وفي الحبسي تحديدًا وأخذت الضوء الأخضر لمفاوضة الحارس والتعاقد معه بمبلغٍ ضخم ثم قرر دياز أن يجلسه بجانبه في دكة الاحتياط محليًا وفي المدرجات آسيويًا فهذا عبث فني من قبل الأرجنتيني العجوز، وعبث بمقدرات النادي وأمواله، والتي كان بالإمكان الإفادة منها في جلب مهاجم كبير إن كان دياز يرى أن المعيوف يكفي ويوفي، وإن كانت إدارة الهلال قد جلبت الحبسي لمجرد إثبات الطناخة أو تلبية لرغبة شخصية شرفية دون الرجوع لدياز والاستئناس برأيه فتلك كارثة إدارية لا تقبل من إدارة نجحت في الفترة الماضية في كسب ثقة ومحبة الجماهير بعد نجاحها في التعامل مع الكثير من الملفات وحسمها للعديد من الصفقات!. الآن لم يعد للكلام الكثير من القيمة، بعد أن ضيع الهلاليون اللبن في الصيف، وكما يقول المثل الشعبي: "أمر الله شق القربة"، لذلك لم يعد أمام الهلاليين الآن إلا انتظار نتيجة سياسة دياز أبخص، والأمل بألا تكون نتائجها مشابهة لنتائج سياسة "دونيس أبخص"، وإلى أن يتحدد ذلك عليهم مجددًا التعايش مع قرار يكاد المدرج يجمع على رفضه، بل لا أبالغ إن قلت إن هذا القرار ربما ساهم في خفض سقف طموحات الجماهير على الصعيد الآسيوي تحديدًا، بعد أن رفعها في الأشهر القليلة الماضية استقرار الهلال فنيًا وإداريًا، ودعمه بصفقات محلية مميزة، إضافة لصفقة الحبسي.. الذي حبسوه!.