يمر اليمن بأشد الفترات قسوة في تاريخه في ظل همجية عصابات الحوثي الإيرانية؛ حيث انتشرت رائحة الموت والدمار في كل مكان على وقع جرائم الحوثيين، الذين يصفهم الخبراء بالمغول الجدد، جراء بربريتهم التي تجاوزت وحشية التتار، باستهداف الأطفال والنساء واستخدام المدنيين دروعاً بشرعية واجتثاث المعارضين، وقصف المساجد والمدارس وتدمير الأخضر واليابس، وانتهاج حصار التجويع، والخطف والتعذيب حتى الموت، في جرائم تفتك بالإنسانية. المغول الجدد وضعت ميليشيا الحوثي الإيرانية اسمها ضمن همج التاريخ بأوجه شبه عديدة جمعت بينها وبين المغول؛ حيث تنفذ في الوقت الراهن حملات إبادة ضد معارضيها بعد إقدامها على قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والتمثيل بجثته، استمراراً لجرائمها البشعة التي وثقتها وزارة حقوق الإنسان اليمنية، فكشفت عن ارتفاع عدد ضحايا الهمجية الحوثية في من عام 2017 الجاري، ليبلغ (10811) مدنيًّا، بينهم أكثر من 1000 طفل، و600 امرأة، وإصابة (27077) مدنيًّا، بينهم (3325) طفلًا و(3875) امرأة. كما وثقت الوزارة اليمنية مقتل 700 مدني يمني وإصابة مئات آخرين جراء ألغام الحوثيين حتى مطلع 2017. كما شهدت نفس الفترة إقدام الحوثيين على الإخفاء القسري لأكثر من 14 ألف مواطن يمني يواجهون أبشع أنواع التعذيب، وبينهم من لفظ أنفاسه داخل المعتقلات الحوثية. وفيما يخص تجنيد الأطفال، اختطفت الميليشيا الإيرانية وجندت أكثر من 10000 طفل يمني -وفقا لحقوق الإنسان اليمنية-، وجعلتهم وقودا لمعاركها العسكرية ضد الشعب اليمني والقوات الشرعية، بعد حقنهم بالأفكار الطائفية والمتطرفة، كما عمدت بعد موتهم لتجميع جثثهم وإرسالها للمستشفيات، للكذب على وسائل الإعلام بأنهم أطفال مدنيون سقطوا في قصف للتحالف. ولم يسلم الصحفيون وأصحاب الرأي من أذى الحوثيين، فكشفت نقابة الصحفيين اليمنية عن ارتكاب الحوثيين 130 انتهاكا بحق الصحافة والصحفيين في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري، ضد 195 صحفيا ومؤسسة إعلامية، ما أسفر عن مقتل 3 صحفيين عمداً، وخطف 39، وتعذيب 28 آخرين وإعدام الصحفي يحيى الجبيحي دون محاكمة. وبهذا الصدد يقول محمد محسن أبو النور، خبير العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية، إن أوجه التشابه بين الحوثيين والمغول كثيرة ومتعددة، ويعد الحوثيون أكثر بربرية وهمجية وغباءً وحماقة من المغول، فبرغم أن المغول كانوا همجيين لكن كانت لديهم توجهات سياسية على المستوى الإستراتيجي، أما الحوثيون بهذا الشكل تخطوا الجماعات الهمجية والبربرية عبر التاريخ، وأعادوا اليمن إلى عصور الجاهلية وعصور ما قبل الإسلام. وأوضح أبو النور أن الحوثيين اعتمدوا على القتل والتصفية الجسدية على مرأى ومسمع من الجميع من دون الاحتكام إلى الدستور أو أي قوانين أو أعراف قبلية أو تقليدية، لافتاً إلى أن خطورتهم تزداد بخيانتهم للعهد والأمان مع كل حلفائهم، مثل ما تجسد بغدرهم بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بعدما أعطوه الأمان، ثم غدروا به وقتلوه، مضيفاً أن ما يدل على هذه الشهادات هو مغادرة علي صالح لمنزله دون قوات حماية. وأضاف أن الحوثيين ارتكبوا كل الجرائم والفظائع المخالفة للشرع الإسلامي والدستور والقانون والعادات والتقاليد اليمنية المعروفة من آلاف السنين وقبل البعثة المحمدية، بما يجعلهم مغول العصر. وقال الخبير السياسي طارق البرديسي: إن الحوثيين والمغول همج ويتشابهون في العمل على اجتثاث الآخر، ويدمرون الأخضر واليابس، ويتبعون أسلوب استمالة عناصر من المعسكر المضاد، مثلما فعل الحوثيون بتجنيد عناصر من المؤتمر الشعبي العام، كما فعل المغول في استمالة عدد من الخونة في الخلافة العباسية. والقضاء على الفكرة العروبية. الحل في الوحدة خلف التحالف الوضع اليمني المعقد سياسياً، جعل الخبراء الأمنيين يقدمون "روشتة" أمنية لاستعادة الأمن في البلاد والتخلص ممن عاثوا فيها فساداً، مشددين على أن توحيد القوى والقبائل اليمنية في وجه ميليشيا الحوثي الإيرانية، يعد الحل الأبرز والأقوى في كتابة نهاية الحوثيين، وقطع الطريق على التدخل الإيراني، وإعادة الأمن والاستقرار لليمن، فقال الخبير الأمني اللواء حسام سويلم، إن تحالف حزب المؤتمر والقبائل اليمنية مع قوات الشرعية والتحالف العربي ضرورة شديدة الأهمية للحسم العسكري ومواجهة ميليشيا الحوثي المسلحة، ويمهد الطريق لهم لحكم اليمن وإعادة الأمن والاستقرار لها، محذراً من أن التأخر في هذه الخطوة خطأ كبير، يمنح الميليشيا فرصة لإعادة الانتشار والهيمنة على الدولة اليمنية. وأضاف اللواء سويلم: "أبعاد الأزمة اليمنية واضحة جداً، فعلى مستوى الوضع السياسي إيران تستهدف جعل اليمن طريقاً للهيمنة على المنطقة، في غيبة إرادة عربية شاملة لمحاصرتها منذ بدأت بعهد حسن نصر الله في بيروت، كما تستهدف جعل البحر الأحمر بحيرة إيرانية وما يترتب على ذلك من الهيمنة على باب المندب وتهديد قناة السويس في مصر". وقال الخبير الإستراتيجي اللواء دكتور نبيل فؤاد، إن الأيام القليلة القادمة ستكون فيصل في الأزمة اليمنية، لأن جغرافية صنعاء تكشف أنها محاطة بعدة محاور جبلية، تسيطر عليها قوات حزب المؤتمر التابعة ل "علي عبدالله صالح" ويعرفونها جيداً، حيث تربط صنعاء بالعمق اليمني، مشددا على أن الوضع يتطلب تحالفا سريعا وقويا بين قوات المؤتمر وقوات الشرعية التي يرأسها الرئيس عبد ربه منصور، لكتابة نهاية المسلحين الحوثيين، بمنع وصول المساعدات لهم ووضعهم في حصار شديد داخل صنعاء. وأكد اللواء فؤاد، أن الإسراع في حسم الموقف في صنعاء بتحالف قوي بين قوات المؤتمر والشرعية يجعل حكم اليمن في أيديهم، بينما أي تأخر في التوحد والحسم يجعل الموقف في صالح المسلحين الحوثيين المدعومين إيرانياً، موضحاً أن الميليشيا ستستهدف نهب مخازن السلاح التابعة لقوات علي صالح، ومحاولة السيطرة على محاور صنعاء.