لا يمكن التقليل من أهمية كأس الخليج ولا من تاريخه ولا حتى من مخرجات المشاركة في دوراته الماضية، فهذا الكأس أو تلك الدورة تمثل الكثير لدى كل شرائح الرياضيين في دول مجلس التعاون الخليجي والتي ارتبطت مع هذا الحدث منذ أن بدأت من البحرين الحبيبة وإلى أن وصلت للكويت الغالية. لا يمكن لأي قلم أو ناقد أو محلل أن يقفز عن تاريخ هذا الحدث المهم بالنسبة لنا كخليجيين لكن مع هذا التأكيد نحن أمام مرحلة أو منعطف مهم يحتم علينا كسعوديين اختيار القرار الصائب الذي ينسجم مع تحديد الأولويات في خارطة العمل المقبل لاسيما ونحن ندرك أن المنتخب ينتظره مشاركة كبيرة وكبيرة جدا تتمثل في نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 ومن هذا المنطلق جاءت الضرورة لاختيار منتخب رديف للأول لكي يخوض غمار "خليجي 23" في الكويت وهي في قناعة كل الرياضيين تعتبر خطوة سليمة وقرارا موفقا نجح فيه اتحاد الكرة ذلك أن تهيئة هذا المنتخب الشاب المطعم ببعض نجوم الخبرة أمثال أحمد الفريدي وسلمان المؤشر ومختار فلاته ومنحه الفرصة يشكل نقلة في القرار ونقلة في طريقة التفكير المقنع والذي تحتاج له كرتنا في واقع اليوم. الكل يعلم أن "مونديال روسيا" هو الأهم وأي ضغط على "الأخضر" ربما انعكس بتأثيرات سلبية على وضعيته الفنية والنفسية خلال فترة المقبلة. شخصيا أرى بأن إبعاد المنتخب الأول عن "خليجي 23 هو القرار الأنسب كما أرى كذلك أن هذا المنتخب الشاب سيكون له مشاركة قوية وفاعلة وسيقدم لنا صورة مشرفة بمستوياته العالية ونتائجه الجيدة بحول الله ولو عدنا للوراء قليلا وتذكرنا تلك الدورة التي شارك فيها الرديف في اليمن لأدركنا معنى الثقة ومعنى أهمية منح الفرص فتلك الأسماء الرديفة كانت على قدر كبير من المسؤولية وقدمت نفسها بالشكل المشرف واستطاعت أن تنافس وتصل إلى النهائي وتخسره أمام الكويت بهدف جاء من هفوة في الوقت الذي كانوا فيه طيلة تلك المباراة الأفضل والأقرب لنيل اللقب. اتحاد الكرة خطط صح وفكر صح ونفذ صح ونحن كمحيط رياضي متكامل نثق في هذا القرار ونثق في أن من يمثل المنتخب السعودي الغالي سيبذل عصارة ما يملك ليبقى دائما في ذات المكانة التي عرف بها. بالتوفيق ل"الأخضر" بكل من يمثله، بالتوفيق له في كأس الخليج وبالتوفيق للمنتخب الأول في مسيرة الإعداد التي تسبق مونديال روسيا والأمل في من يعمل ويقرر وفي من يخطط ويلعب كبير كما هي الثقة كذلك. ختاما تحديث قائمة أعضاء اتحاد الكرة وأعضاء مجلس إدارة اللجنة الأولمبية فيه من الذكاء والدهاء ما يجعلنا نقول ونكرر رياضتنا تحتاج للتخصص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. هذه الخطوة تعني لنا إشراقة تفاؤل بنتائج المستقبل الرياضي وسلامتكم.