بين المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وكأس العالم مرحلة تحتاج الكثير من العمل، والتجهيز والتهيئة والوسائل الضرورية التي يعتمد عليها أي برنامج إعدادي لمثل هذه المناسبات الكبيرة. كل رياضي يثق باتحاد الكرة وبالعمل الذي سيتولاه عادل عزت في هذا الجانب؛ فالاتحاد نجح في إكمال مسيرة العمل مع الهولندي بيرت مارفيك وسينجح بإذن الله في توفير كل سبل النجاح للأرجنتيني ادغاردو باوزا لكي يقدم لنا منتخباً وطنياً يرفع رؤوس السعوديين هناك حيث موقع الحدث العالمي في روسيا. باوزا مدرباً، وماجد عبدالله مديراً، مع اتحاد الكرة، هذه الأدوار تتشارك في الهدف الذي يسهم في صناعة المناخ الجيد للاعبين هي ضرورة المرحلة القادمة، ذلك أن عملية التأهب والتجهيز يجب أن تبدأ باكراً حتى يصل "الأخضر" من خلال البرنامج الإعدادي لأعلى درجات القوة والقدرة على تقديم المستويات المشرفة في المونديال المرتقب والذي لم يعد يفصلنا عن مشاهدته إلا أشهر. فنياً نحن متفائلون بخبرة باوزا التدريبية، أقول نحن كذلك من دون الجزم بمدى ما ستسفر عنه التجربة أو بهذا الاختيار، كون المحك الحقيقي للحكم على أي مدرب يكمن في النتائج. المهم الذي نبحث عنه هو الحرص التام على توفير كل وسيلة إيجابية لدعم المنتخب إدارياً وفنياً ومالياً وحتى إعلامياً على اعتبار أن الإعلام يمثل الشراكة الحقيقية في تدعيم الثقة في "الأخضر" وفي نفوس لاعبيه، وإن كنت أرى بعض المحاولات التي تستهدف تحجيم دوره، وتقف ضداً لأي انتقاد يطال أي قرار أو نتيجة عمل. نتمنى من اتحاد الكرة بل ومن باوزا تحديداً العودة لذكريات أول مشاركة لمنتخبنا في نهائيات كأس العالم، وبالتحديد طريقة التحضير والإعداد من قبل المدرب الأرجنتيني أنذاك سولاري، والذي اعتمد على خوض العديد من اللقاءات الودية مع ترينداد، ونجح في تنفيذ خططه ونجح في زرع الثقة في اللاعبين، وبالتالي كانت النتيجة حضوراً مشرفاً أدهش العالم. الحدث ليس كأي حدث بل يعد الأهم والأبرز عالمياً، ولهذا نقول ارسموا ل"الأخضر" برنامجاً باكراً، واصنعوا لنا منتخباً وطنياً رائداً بمستوياته ومعنوياته وثقته في نفسه، فطالما أن المنتخب بات مشروع دولة فلابد وأن نراه مختلفاً ومبهراً يدخل المونديال برغبة إثبات أنه كبير آسيا وسيدها الوقور الذي عاد إلى قمته. مارفيك مرحلة وانتهت، والمنتخب السعودي لم ولن يتوقف على مدرب أو لاعب مهما كان هذا المدرب أو ذاك اللاعب. اليوم هنالك متغيرات حدث، مدرب جديد، وجهاز إداري جديد وربما لاعبون جدد، والأمل في أن نجد لهذه المتغيرات نتائج ترضي طموح الجمهور السعودي الذي لا تزال فرحة التأهل تكسو ملامحه. بالتوفيق ل"الأخضر" مع باوزا، ونجومنا قادرون على تجاوز المستحيل، وسلامتكم.