قبل أن أبدأ حواري التخيلي وأطرح أسئلتي المشروعة على الباشا الأرجنتيني رامون دياز مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، لا بد أن أؤكد إعجابي الكبير بهذا المدرب، ولازلت أقول إنَّه يقدم عملًا كبيرًا مع "الزعيم"، وإنَّه محظوظ بوجوده، كما أنَّ دياز محظوظ بوجوده مع هذا النادي الكبير بتاريخه ورجاله ونجومه وجماهيره، والذي يتمنى أي مدرب يقدم إلى منطقة الخليج أن يكون مدربًا له؛ لما يملكه من مقومات تساعد أي جهاز فني على النجاح، ولما يمثله اسم الهلال من إضافة كبيرة لسيرة أي مدرب!. لكنَّ عمل دياز مثل أي عمل بشري لا بد أن يشوبه ما قد يثير بعض التساؤلات التي نقلتها هنا، وكثير منها طُرح في الإعلام أو في مواقع التواصل أو في مجالس الرياضيين، لكنَّ أيًا منها لم يجد إجابة شافية، والإجابات الشافية دائمًا ما تكون كفيلة بمنح الاستقرار واستدامة الثقة بالعمل وصاحبه، والأسئلة بحد ذاتها لا تهدد الاستقرار ولا تسلب الثقة، ما لم تُترك بلا إجابة!. لماذا وافق دياز على التعاقد مع لاعب بتواضع الأورغوياني ماتياس بتريوس في أهم منعطف للفريق الأزرق وقبل دخوله مرحلة الحسم الآسيوية؟! ولماذا أصر على إضافته للقائمة الآسيوية كأجنبي رابع على الرغم من بوادر فشله التي ظهرت في معسكر النمسا؟! ولماذا لم يبادر بإصلاح الخطأ والمطالبة بلاعب آخر يصنع الفارق قبل رفع القائمة؟!. ولماذا أصر دياز على ماتياس، واستشاط غضبًا على جماهير الهلال التي هتفت ضده، وكابر في إشراكه في بعض مباريات الدوري بحجة إعداده للمباريات الآسيوية، ثم أبعده في مباراتي الحسم أمام أوراوا الياباني مفضلًا إشراك مختار فلاتة الذي أبقاه في ثلاجة البدلاء حتى في المباريات التي لعبها بصف الاحتياط؟!. لماذا أبعد دياز ماجد النجراني بعد المباراة التي تلت تألق اللاعب في الدقائق التي لعبها أمام الباطن وتألق فيها بصناعة هدفين في 20 دقيقة؟!. هل كان من الممكن أن يقلب دياز الطاولة على أوراوا الياباني ببدلاء اكتشف لاحقًا أنهم لا يستحقون التواجد في قائمة ال18 أمام الفتح؟!. كيف يشرك دياز مجاهد المنيع المنقطع عن المشاركة لفترة طويلة في مباراة الفتح الصعبة على حساب الأجهز مختار فلاتة؟! وماذا يمكن أن يفعل دخول فلاتة في آخر دقيقة أمام الرائد والفتح؟!. ماذا فعل دياز لتجاوز مشكلة الضعف التهديفي والعجز الهجومي الذي تؤكده الأرقام مقارنة بنسب الاستحواذ الذي لا يكفي الحاجة دائمًا؟!. أسئلة مشروعة طرحت هنا وهناك، لكنها ظلت بلا إجابات مقنعة، ولعل صحفيًا فطنًا ينجح في استنطاق الباشا والخروج منه بإجابات توضح الكثير، وتلغي هذا الغموض الذي يلف عمل المدرب الأكثر تميزًا في الدوري السعودي؛ والذي لا أزال أرجو أن يستمر مع الفريق الأزرق أطول فترة ممكنة!.