تواصلت ردود الأفعال المنددة الأربعاء بالقرار الأميركي المرتقب حول إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل سفارة الولاياتالمتحدة إليها. وعبر مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإماراتية أحمد عبدالرحمن الجرمن، عن قلق دولة الإمارات البالغ والعميق مما يتردد في وسائل الإعلام عن عزم الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وقال الجرمن إن "الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالاً كبيراً بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي ويخالف القرارات الدولية والتي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها". وحذر من أنه سيكون لهذه الخطوة تداعيات بالغة الخطورة وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام، كما أن من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى. كما شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على موقف بلاده الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة. وأكد السيسي، خلال اتصال تلقاه من نظيره الأميركي، على ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط. وحذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من "تبعات خطيرة" للقرار الأميركي. وحض الملك عبدالله، ماكرون على "دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية لتمكينهم من إقامة دولة فلسطينية مستقلة استناداً إلى حل الدولتين". وأعرب نائب رئيس الجمهورية العراقي إياد علاوي عن تضامنه الكامل مع موقف القيادة والشعب الفلسطيني والمواقف العربية والإسلامية والدولية الرافضة لنقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى القدس الشريف. وقال علاوي: "كان الأجدر بالولاياتالمتحدة العمل على تعزيز فرص إحلال السلام الشامل والعادل في الشرق الاوسط بعيداً عن هذه الخطوة التي قد تؤدي إلى تعويق مسيرة السلام". وعبرت وزارة الخارجية الألمانية عن قلق ألمانيا من اندلاع اشتباكات عنيفة في الشرق الأوسط عقب تقارير عن اعتزام الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضافت الوزارة في تحديث لتوصيات السفر "اعتباراً من السادس من ديسمبر 2017 ربما تخرج مظاهرات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.. ولا يمكن استبعاد وقوع اشتباكات عنيفة". ونصحت الوزارة المسافرين الألمان للقدس بمتابعة الموقف عن كثب عبر وسائل الإعلام المحلية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن القرار الأميركي يمكن أن يثير صراعات دينية جديدة في المنطقة. ونقلت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية للأنباء عن يلدريم القول "إن الاعتراف المرتقب أو اعتزامها نقل السفارة إليها، سيشكلان في جميع الأحوال قراراً غير قانوني من شأنه تعقيد المشاكل في المنطقة". وأكد رئيس الوزراء التركي أهمية عدم إقدام الرئيس الأميركي على الإدلاء بأي تصريح من هذا القبيل بالنسبة لمستقبل المنطقة من جهة، والسلام العالمي من جهة أخرى. وذكر وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أنه يتابع بقلق التقارير عن القدس. وأردف جونسون للصحفيين في بروكسل: "فلننتظر لنرى ماذا سيقول الرئيس ترمب بالتحديد.. لكن تعلمون إننا نتابع التقارير التي سمعناها بقلق لأننا نعتقد تماماً أن القدس يجب أن تكون جزءً من تسوية نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتابع أن بريطانيا ليس لها "أي نية" في نقل سفارتها إلى القدس. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وجهت انتقادات شديدة إلى الخطط الأميركية في هذه المسألة محذرة من "أي تحرك" يمكن أن يقوض أي آلية سلام محتملة". وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في مؤتمر صحافي "نحن قلقون إزاء تصعيد محتمل للتوتر". وأكد أن "على كل الأطراف المعنيين أن يفكروا في السلام والاستقرار الإقليميين وأن يتوخوا الحذر في أعمالهم وتصريحاتهم ويتفادوا تقويض أسس تسوية للقضية الفلسطينية ويتجنبوا التسبب في مواجهة جديدة في المنطقة".