على إثر دعوة للمؤتمر السنوي الذي يقيمه معهد الشرق الأوسط بواشنطن مؤخراً حدثت وما دار من نقاشات على هامش المؤتمر وبرنامج الزيارة مع عدد من المستشارين والخبراء وأعضاء من الكونغرس والباحثين السياسيين الأميركيين في موضوعات ومحاور عدّة حول العلاقات الخليجية - الأميركية وملفات المنطقة ذات العلاقة ليس بدءاً من ملف سورية واليمن ولا انتهاءً بملف إيران والتنظيمات الإرهابية بوجه عام في كفّة وبين السعودية الجديدة أو قائد مملكة المستقبل كما قد وصفها البعض بصورة خاصة أو بكفة أخرى والإجابة عن السؤال الكبير: ماذا يحدث في السعودية؟! ليس غريباً أن تميل كفّة النقاش حول السعودية وأن يكون مداره حول الأمير محمد بن سلمان بصورة غير مسبوقة من الاهتمام والشغف الأميركي الأمر الذي يجعل من عرف الأميركيين ويدرك أبعاد تفكيرهم ورؤيتهم وقياسهم للأمور يُثمّن قيمة حدث استفتاء قرّاء مجلة "التايم" الأميركية عن الشخصية العالمية الأكثر تأثيراً في 2017، حينما اكتسح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الاستفتاء متفوقاً على الرئيس الأميركي ترمب والرئيس الروسي بوتين وذلك ضمن قائمة تضم 33 شخصية منهم زعماء دول ومشاهير وشخصيات سياسية من بلدان عدة. وفي توصيف تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الأخير وما كتبته، إن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "يعيد هندسة المملكة"، مشيرة إلى أن رؤية 2030 التي يعد مهندسها تحمل الكثير من الإصلاحات الكبيرة والمهمة على جميع الأصعدة من حيث إن الأمير محمد بن سلمان يقود المملكة إلى مستقبل أكثر انفتاحًا وقوة بعيدًا عن النفط، ويضخ الحياة في جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، وهي إصلاحات يثني عليها العالم أجمع. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الهندسة الاجتماعية هي عمل صعب جدًا، وليس سهلاً، وفشلت فيه عدة دول، إلا أن الأمر يختلف في السعودية، فالمجتمع مؤيد بشكل كبير للإصلاحات الجديدة وطريقة عمل ولي العهد، ويتضح كل ذلك من ردة فعل المجتمع "المتفائلة" و "الإدارة السعودية بدأت في مبادرات رفيعة المستوى وتعزيز ثقافة المعرفة والابتكار، وعلى سبيل المثال مدينة "نيوم"، وهي مدينة المستقبل والذكاء الصناعي، واجتماعيًا المملكة تقود المجتمع إلى تسامح أكبر وإسلام معتدل والتعايش إلى جانب الجهود المبذولة في مجال الصناعة والاستثمار والسياحة. وإن السعوديين اليوم أكثر فخرًا ببلادهم واعتزازًا، وهم جادون في بناء بلادهم بأنفسهم، وهذا يتضح من خلال توجههم بشكل كبير تجاه الوظائف في القطاع الخاص، واكتسابهم مهارات كبيرة ولغات مختلفة، وأيضًا تأييدهم لكل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وشعورهم بالرضا عن بلدهم، وما يؤكد ذلك أنه عند الحديث مع المواطنين السعوديين حول رؤية 2030 يرددون "سوف ندهش العالم". فقوّة مهندس مملكة المستقبل داخلياً وخارجياً في آنٍ واحد الأمير الشاب محمد بن سلمان أنّ كاريزماه جمعت بين الذكاء والحنكة والحزم وقوة العزم والتي أثبت فيها أنه قائد ورجل المهمات الصعبة وأنه جاء في وقت عصيب على كل المنطقة في ظل تبدّل المحاور والتحالفات ومحاولات إعادة رسم الخرائط، وعلّقت أنظار العالم بالرياض!.