«عنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات».. «الشرط الأساسي والجوهري للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير». هكذا بدا واضحاً في حديث ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ل«واشنطن بوست» أمس الأول أن خطط الإصلاح تقترن في ذهن القيادة السعودية برغبة الشعب في الإصلاح والتغيير. وواضح أيضاً أن القيادة تستعين بنتائج قياسات الرأي العام من خلال الاستطلاعات. وكل ذلك مرتبط بالشفافية في قياس مؤشرات الأداء والنتائج، إذ لم يخف الأمير محمد بن سلمان سعادته بهبوط عجز الميزانية، وارتفاع الصادرات غير النفطية. لكنه أقر بأن «البطالة والإسكان لا يزالان يمثلان مشكلة». وأعرب ولي ولي العهد عن تفاؤل بلاده بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي رأى أنها نجحت في استعادة تحالفات الولاياتالمتحدة مع حلفائها التقليديين، وهو حدث تجسد الأسبوع الماضي في زيارة وزير الدفاع جيمس ماتيس للمملكة، وتأكيدات وزير الخارجية ريكس تيلرسون خطورة إيران على أمن المنطقة. ...وعند ال«واشطن بوست» الخبر اليقين حسن النجراني (المدينةالمنورة) hnjrani@ لم يعد الخبر اليقين فقط عند «جُهينة» كما يقول المثل العربي، بل توسعت الأخبار ذات اليقين، لتشمل ما قد يأتي من شرق الأرض وغربها، فما أوردته صحيفة الواشطن بوست في عددها الصادر قبل أمس من حوار مع ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حول رؤية المملكة، حمل أخباراً يقينية للمستثمرين الأجانب وللشباب السعوديين في الداخل، ومدى رغبة المملكة الحقيقية في أن تذهب للمستقبل بخطى واسعة وواثقة. الحوار حمل ارتياحاً جلياً، وقدم أجوبة لاستفسارات شتى، وجعل للطريق خريطة واضحة ترسم مملكة المستقبل، وكيف ستمضي في عباب التفوق، لتضع لها بصمة في خريطة الدول المتقدمة، فقد حمل حوار الواشنطن بوست رسائل للداخل، إذ أوضح الأمير أنه شاب و70% من مواطني المملكة شباب، وأنه سيعمل على تطوير المجتمع مع الحفاظ على الدين والتقاليد، ولن تعود حقبة ما بعد 1979، فهي الحقبة التي يرى ولي ولي العهد أن الثورة الخمينية لعبت دوراً في سوداويتها، وأن البطالة والإسكان سيتحسنان بحلول العام 2019-2012، وأن الإيرادات غير النفطية ستنمو 12% هذا العام. «الواشنطن بوست» والتي تعد أقدم صحيفة في المنطقة (تأسست في عام 1877) تملك انتشاراً واسعاً، لذا حملت رسائل للمستثمرين الأجانب بأن «حقبة 1979 قد ولت» وأن الاستثمار سيكون آمناً من خلال خصخصة 5% من شركة أرامكو السعودية، كما ستنشئ صناعة سلاح محلية وستنتج سيارات، وهذا غير كاف، إذ ترى المملكة أن جزءاً كبيراً من توافد الاستثمار الأجنبي هو عملية إحلال السلام، وعن ذلك يقول الأمير الشاب «المملكة تهدف إلى إقناع روسيا بأنها رهان أفضل من إيران في المطقة، وأن تنسيق السياسة النفطية معها سيكون أهم صفقة لموسكو في العصر الحديث، وغير بعيد فإن أمريكا التي تقع في أقصى الغرب سيعيدها ترامب إلى مسارها الصحيح». الخبر اليقين في «الواشطن بوست» يعود إلى أنها الصحيفة الأكثر تداولاً في عاصمة القرار واشنطن، وتتم طباعتها على الشكل التقليدي الكبير المتعارف عليه في الصحف، وكذلك طباعة الصور بالألوان وباللونين الأبيض والأسود. وفازت الصحيفة ب47 جائزة بوليتزر، منها ست جوائز بوليتزر منفصلة عام 2008، كثاني أكبر عدد من الجوائز يمنح لصحيفة في سنة واحدة، كما حصلت على 18 زمالة نيمان، و368 جائزة من جمعية مصوري صحفيي البيت الأبيض.