باتت الأحداث الأخيرة موجعة للنظام الإيراني بعد توالي الانهزامات للأحزاب والميليشيات الإرهابية التابعة له في الدول العربية بعد سعيه الدؤوب بكل موارده لتغذية الصراعات والنزاعات في هذه الدول، وقيامه بتدخل سافر في شؤون بعض الدول العربية، كالمملكة والبحرينوالعراقولبنان وسورية واليمن، إضافة إلى تاريخه الطويل في دعم الإرهاب والميليشيات المسلحة الخارجة على القانون الدولي، وتفاخرها بأنها باتت تسيطر على أربع عواصم عربية وأنهم يدربون (200 ألف مقاتل) في هذه البلدان. فكانت الصفعة الأولى لطهران بقطع الهوس الإرهابي الإيراني خلال تصدي رجال الأمن في العوامية وضربهم بيد من حديد لكل من نفذ أو حاول أو سولت له نفسه لتعكير صفو تلك البلدة التي تعرضت للعديد من الأحداث الإرهابية من قبل مجموعة من الأفراد الذين تم تجنيدهم لتحقيق أهداف خارجية إيرانية، باعوا دينهم ووطنهم وذويهم، استهدفوا رجال الأمن، والمارة، نفذوا الكثير من الجرائم، رافعين شعارات وهمية ليس لها علاقة بهذا الوطن الذي تحكمه الشريعة الإسلامية السمحة، هدفهم من ذلك تسهيل تنفيذ إيران لمخططاتها الإجرامية. ثم تلتها صفعة البحرين التي قامت أجهزتها الأمنية بتنفيذ عملية استباقية، نتج عنها القبض على مجموعة من العناصر التي شكلت خلية، تتبع ما يسمى بتنظيم "سرايا الأشتر" الإرهابي التابع لإيران وضبطت 14 متهم من أعضاء الجماعة الإرهابية، رغم تهديدات الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس بإشعال ثورة في البحرين. وجاءت الصفعة موجعة لنظام الملالي بعد الانخراط السعودي بترتيب البيت الداخلي العراقي وعودته إلى الحضن العربي عن طريق بوابة الرياض من خلال تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، ثم دعم العراق الذي مزقته الحرب، ورفع مستوى التجارة والاتصالات بين البلدين، وإعادة فتح خطوط الأنابيب الضخمة التي تمر عبر المملكة من العراق إلى البحر الأحمر، والتي تم بناؤها خلال الحرب الإيرانية - العراقية، بعد أن كان الشعب العراقي يئن بين تنظيم داعش الإرهابي من جهة والحشد الشعبي الذي يعد مؤسسة طائفية تنتمي لإيران من جهة أخرى وأعماله الإرهابية. وتوالت الصفعات لملالي إيران المهوسة بالإرهاب بصفع ميليشيا «حزب الله» التي سرقت الدولة اللبنانية، وباعت سيادتها بتنفيذ المشروع الإيراني لتأجيج الفتن والصراعات المذهبية لتحقيق أطماعه السياسية على نفقة استقرار الشعب اللبناني، ليخرج رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واصفاً المشهد الذي يقدمه حزب الله بأنه مستورد من إيران، و"بعيد عن مصلحة لبنان ابتعاد إبليس عن الجنة"، ومشيراً في تغريدات عبر حسابه على "تويتر" إلى "أن حزب الله لا يفوّت أية مناسبة ليعلن من خلالها أنه قادر على وضع طائفة بكاملها في السلة الإيرانية" مضيفاً "لا توجد ساحة عربية واحدة تسللت إليها إيران، سواء عن طريق المال أو الأحزاب أو رجال الدين أو الحرس الثوري، إلا ونالت نصيبها من الانشقاق والفتن والصراعات المذهبية، ونحن في لبنان مطالبون، أن نحمي بلدنا وعيشنا المشترك". ومن أسوأ تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة تدخلها السافر في سورية بقوات حرسها الثوري، وفيلق القدس، وتجنيد ميليشيات حزب الله، والميليشيات الطائفية من عدد من الدول، إلى جانب بشار الأسد في قتاله لشعبه الذي نتج عنه مقتل أكثر من 400 الف مواطن سوري، وتشريد نحو 12 مليون منهم في أكبر مأساة يشهدها تاريخنا المعاصر، لتنطلق المملكة بسياسيتها الداعمة لجهود إحلال السلام ومواجهة الإرهاب، واستجابة لطلب المعارضة السورية لدورها كقبلة لإرساء السلام وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في المنطقة بجمع الأطراف السورية في وقت فقد فيه الداعمون أي بارقة أمل تشي باقتراب الحل في سورية؛ حيث رفضت الرياض إرسال حلفائها من المعارضة السورية إلى جنيف بموقف الضعيف، المهزوم على الأرض والمجبر على تقديم تنازلات على طاولة الحوار. ورغم توالي الصفعات على النظام الإيراني إلا أنه لا يزال يمارس أفعاله الشيطانية وتتمثل بوضوح في مد ميليشيا الحوثي -التي استقوت على اليمنيين بقوة السلاح- بالمتفجرات والأسلحة، والصواريخ البالستية والتي استهدفت مدينة الرياض مؤخراً، ليتلقى صفعة موجعة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي طهر صنعاء من الحوثيين ووجه الشعب اليمني بالانتفاض ضد الحوثي وجماعته ليظهر زعيم المليشيات الإيرانية عبد الملك الحوثي في خطاب انهزامي أطلق فيه عبارات وألفاظ مسيئة دون أن يخفي شعوره بخذلان القبائل اليمنية التي ضاقت ذرعاً بمليشياته وتصرفاتها المسيئة وانتهاكاتها ضد رجال القبائل طيلة الثلاث سنوات الماضية. ورغم تلك الهزائم لمليشيات إيران يشاهد المتابع تماهي خطاب قناة الجزيرة القطرية مع إعلام المحور الإيراني فيما يخص الحرب في اليمن، حيث باتت الجزيرة توفر غطاءً إعلامياً لوكلاء إيران الحوثيين، كما فعلت سابقاً في الحروب الست 2004 - 2010 بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ومع تتبع الخطاب الإعلامي للجزيرة القطرية إزاء الملف اليمني، يلاحظ: أن هناك انحيازاً في تغطيتها للأحداث لصالح إيران وأذرعها الإرهابية في اليمن، حيث أخذت التغطية في تلمييع الحوثيين وبالقدر نفسه التشنيع بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.