أكد خبراء أن ميليشيا «حزب الله» أصبحت جزءاً لا يتجزأ من نظام الملالي الإيراني، موضحين أنها سرقت الدولة اللبنانية، وباعت سيادتها بتنفيذ المشروع الإيراني لتأجيج الفتن والصراعات المذهبية لتحقيق أطماعه السياسية، وذلك على نفقة استقرار الشعب اللبناني، بل والمنطقة العربية بأسرها، داعين إلى نزع سلاحه من خلال الإجماع العربي المدعوم بقرار أممي. وقال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، إن «حزب الله» يسرق الدولة اللبنانية، منذ أن تحول إلى حزب سياسي ينفذ السياسات الإيرانية بالكامل، ولا ننسى أنه احتل العاصمة اللبنانيةبيروت لمدة 72 ساعة وفعل بها كل ما يريده، وحجب انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان لمدة سنتين وأكثر، حتى استقطب ميشيل عون - الرئيس الموجود حالياً - لينصبه كرئيس موالٍ للحزب. وأكد اللواء علام أن «حزب الله» يُخيف الشارع اللبناني بشكل كبير جداً، ويؤثر في الرئاسة اللبنانية؛ لدرجة دفعت مندوب لبنان في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، إلى الاعتراض على قرار حظي بالإجماع من الدول العربية، بشأن إدانة «حزب الله»، باعتباره تنظيمًا إرهابيًا. وأوضح «علام» أن نصر الله وحزبه ينفذان أطماع إيران التي تؤجج الصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة؛ للتغطية على أطماعها السياسية في الدول العربية، مشيراً إلى أن شعارات المقاومة التي يستتر خلفها «حزب الله»، ظهر زيفها من وقت أن تبنى الخط المذهبي الحاد، وأصبحت أهدافه هي تحقيق الأطماع الإيرانية بالمنطقة، موضحاً أن إسرائيل قتلت في الفترة الماضية ثلاثة من كبار قيادات الحزب، ولم يحرك ساكناً، لأن فكرة المقاومة لم تعد واردة، إنما الحرب من أجل المذهبية والأطماع السياسية. وأكد خالد المجرشي، الكاتب والإعلامي، على أن «حزب الله» لم يعد حزباً سياسياً بل أصبح تنظيماً عسكرياً ذا جناح سياسي لا يمارس الدور السياسي إلا شكلياً بهدف تنفيذ الأجندات الإيرانية في لبنان؛ لإشاعة الفرقة بين الشعب اللبناني وتدميره، وإبعاد الدولة عن محيطها وعن الحضن العربي. وعن هوية «حزب الله»، أكد «المجرشي» أن الحزب تخطى مرحلة الولاء لإيران ليصبح جزءاً لا يتجزأ من نظام الملالي الإيراني، مشيراً إلى أن زعيم الحزب «حسن نصر الله» قطع حبال التواصل مع الدول العربية بدفعه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لعدم حضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، إضافة إلى وصفه للجامعة بألفاظ نابية لإخراج لبنان من الحضن العربي. وأكد أنه من الصعب نزع سلاح «حزب الله» اللبناني إذا بقي ميشيل عون في رئاسة لبنان، مشيراً إلى أن ذلك يحتاج إلى إجماع عربي، وقرار أممي دولي، حتى إذا اضطر الأمر لاستخدام القوة. وقال السفير المصري ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «حزب الله» يمثل دويلة إيران التي نمت داخل الدولة اللبنانية، وهو المتمرد الكبير على الساحة العربية التي ينادي الجميع باصطفافها، وتجنيبها ويلات الفتن والصراعات. وأكد الغطريفي أن «حزب الله» هويته وانتماءاته للنظام الإيراني وليست عربية، موضحاً أنه استهدف قطع آخر الحبال التي تربطه بالعرب من خلال تبنيه للسياسات الإيرانية العدوانية، وسيطرته على وزير الخارجية اللبناني الذي توارى عن حضور اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، ورفض وصف الحزب اللبناني بالإرهابي برغم إجماع الجميع والأدلة القوية على ذلك من ممارسات الحزب الإجرامية. وأضاف السفير الغطريفي أن «حزب الله» متشبع بالحقد الإيراني، ولا يمت للمقاومة بصلة بل يسهم في إضعاف الجيوش العربية من حول إسرائيل بحربه في سورية، ودعمه للمليشيات العراقية، والمليشيات الطائفية في المنطقة. وأصبح «حزب الله» اللبناني لغماً يتمثل في صورة حزب موالٍ لإيران، حيث ارتبط اسمه بالخلايا المتطرفة في الخليج والبلدان العربية، ففي الكويت كشفت أجهزة الأمن الكويتية عن تورط «»حزب الله»» في دعم وتدريب خلية العبدلي الإرهابية التي استهدفت قلب نظام الحكم بالدولة الخليجية التي طالبت بدورها، الحكومة اللبنانية بوقف انتهاكات الحزب لأمنها، كونه أحد مكونات الدولة اللبنانية. وفي بلد خليجي آخر وهو البحرين، أعلنت السلطات عن ضبط خلية إرهابية شديدة الخطورة مدعومة ومدربة من قبل «حزب الله»، من أجل إشعال المنامة بالتفجيرات والعمليات الإرهابية. ومن البحرين إلى سورية، ارتكب «حزب الله» اللبناني مذابح بحق مدنيين سوريين في قتاله إلى جانب قوات الأسد، كما تجرد من الإنسانية بحصار «التجويع» للمدنيين في عدة بلدات سورية منها مضايا والزبداني؛ مما نجم عنه أن لقى الكثير من سكانهماً حتفهم جوعاً. وحتى اليمن الذي أصبح حزيناً بجرائم الانقلابيين الحوثيين، لم يسلم من البصمات الإرهابية لميليشيا «حزب الله» اللبنانية، حيث قدمت قوات التحالف والحكومة الشرعية أدلة تكشف تورط المليشيا اللبنانية بدعم نظيرتها الحوثية وإمدادها بالسلاح والمستشارين العسكريين، وإقامة معسكرات تدريب للعناصر الحوثية داخل الأراضي السورية. وفي هذا السياق، كان معهد «غلوبال اينسايتس» البريطاني قد أكد في تقرير له، أن إيران تستنسخ ميليشيا «حزب الله» في البلدان العربية، مستغلة الانشغال بالحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، من أجل توسيع دورها التخريبي ونفوذها عبر بغداد ودمشق والامتداد إلى البحر المتوسط. وأشار التقرير إلى أن الطريق الإيراني من طهران إلى بيروت أصبح مصدراً لنقل الأيديولوجية والنفوذ الإيراني في عمق البلدان العربية، إضافة إلى نقل عناصر الحرس الثوري الإيراني والدعم اللوجستي والإمدادات. وأوضح أنه علاوة على استخدام «حزب الله» كأداة لدعم قوات الأسد في سورية، أصبحت في العراق أيضاً المليشيات الشبيهة بالحزب اللبناني والمدعومة منه بمثابة مجاميع قانونية مستغلة الحرب على داعش، مثل مليشيات (الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق والنجباء و»حزب الله» العراقي ومنظمة بدر وسرايا الخراساني). وأضاف التقرير أن الوضع في لبنان أصبح مماثلاً للعراق بعدما تغلغل «حزب الله» في الجيش اللبناني إضافة إلى الدعم الإيراني له بالمال والسلاح.