تجددت الاشتباكات بين مليشيا الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدد من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء بعد فشل الوساطة القبلية في احتواء التصعيد المتزايد بينهما، واستمرت الاشتباكات لليوم الثاني أمام اللجنة الدائمة لحزب المخلوع في منطقة حدة جنوبي العاصمة. وأكد شهود عيان ل"الرياض" أن مليشيا الحوثي فرضت حصاراً مسلحاً على منزل وزير الداخلية بحكومة الانقلاب اللواء محمد القوسي الموالي للمخلوع صالح، وذلك بعد يوم واحد من اقتحام مليشيا الحوثي جامع الصالح وفرض حصار مسلح على منازل أفراد من عائلة صالح في الحي السياسي وشارع صخر وسط صنعاء. وأسفرت المواجهات الدائرة منذ الأربعاء في عدد من شوارع صنعاء عن مقتل ستة مسلحين من أنصار صالح و16 حوثياً، واعتقلت مليشيا الحوثي خمسة من عناصر الحرس الموالي لصالح بينهم ضابط رفيع وقائد حراسة منزل طارق نجل شقيق المخلوع، فيما احتجزت القوات الموالية لصالح عدداً من العربات العسكرية التابعة للحوثيين، وتسببت الاشتباكات بإغلاق عدد من الشوارع وسط خوف وهلع السكان. وأكد حزب المخلوع صالح تعرضه لعمل انقلابي من مليشيا الحوثي، عقب قيام مئات من العناصر التابعين لمليشيا الحوثي مدججين بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والأطقم المسلحة باقتحام جامع الصالح وأطلقوا قذائف آر بي جي وقنابل يدوية داخل الجامع وحاصروا أفراد حراساته الاعتيادية المتواجدة في الجامع بحسب البيان. وشكا في بيانه من تعرض منازل أفراد عائلة صالح في صنعاء لحصار مسلح يفرضه الحوثيون منذ ظهر الأربعاء، مؤكداً انتشار مليشيا الحوثي حول مساكن وممتلكات خاصة بعائلة صالح، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى. ورغم كل ذلك، أفاد الحزب أنه أرسل وساطة من أجل تهدئة الموقف، وأن صالح وحزبه لم ولن يكونوا سبباً في أي من هذه الممارسات والتصرفات التي وصفها باللا مسؤولة. غير أن حزب المخلوع وبلغة غير مسبوقة في مواقفه إزاء شريكه الحوثي منذ اشتراكهما في الانقلاب على الدولة اليمنية في سبتمبر 2014م، أكد دعمه للتصدي المسلح لهجوم عناصر الحوثي الذي تعرض له أفراد عائلة صالح الأربعاء، كما أعلن تمسك الحزب بحق الدفاع عن ممتلكاتهم الخاصة من عدوان الحوثي. واعترف أن الحزب تغاضى عن كل الاقتحامات والتصرفات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية ضد مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أنه لم يتوقع أن يصل الأمر بالحوثيين إلى اقتحام مساكن وممتلكات خاصة بأفراد من عائلة صالح. وأشار الحزب إلى أن الاستمرار في الاقتحامات المسلحة من قبل الحوثي لمؤسسات الدولة ودور العبادة والمحاكم، إلى جانب عدم احترام بنود الشراكة بين حزب صالح وحلفائه وجماعة الحوثي وحلفائها يعتبر عملاً انقلابياً. وحمل مليشيا الحوثي كامل المسؤولية عن كل قطرة دم سالت، وحذرها من كل التصرفات والممارسات التي قال البيان إنها تهدد وحدة الصف بينهما. وقالت مصادر يمنية مطلعة ل"الرياض": إن صالح دعا قيادات قبلية موالية له للاستنفار ورفع الجاهزية والاستعداد لتنفيذ أي توجيهات عسكرية بقطع إمدادات الحوثيين في مناطق بني مطر وعمران وسنحان وهمدان، في حين وصلت تعزيزات حوثية كبيرة إلى صنعاء قادمة من محافظات ذمار وصعدة وحجة. وذكر شهود عيان أن عناصر حوثية حفروا أنفاقاً بجوار المعهد العالي للقضاء في صنعاء وانتشر عشرات القناصة في عدد من المباني والتباب وفي المنازل المحيطة بمساكن وممتلكات عائلة المخلوع صالح وقيادات حزبه.