يرتبط التواصل ارتباطاً وثيقاً بسلوكيات ذوي اضطراب طيف التوحد، ويعتبر السلوك لغة بديلة لدى هذه الحالات مما يجعله -ونتيجة حتمية لافتقاده أساليب التواصل الفعلية المتعارف عليها في الحياة العامة- يسلك مسلكاً سلوكياً معيناً للتعبير عن ذلك، وهو ما يمكن أن يطلق علية الأسلوب الخاص لذوي التوحد لإيصال ما يرغبونه من خلال هذا السلوك، ومهما تكن السلوكيات -مقبولة أو غير مقبولة- فهي تمثل نمط تواصل لا يستطيع ذوو التوحد تحديد معايير قبوله اجتماعياً أو عدم ذلك، وقد يقرأ سلوكيات ذوي التوحد المقربون منه، ويعرف أنه عندما يكرر سلوكاً معيناً فهو يريد الحصول على شيء ما. ولكن تظهر وتتفاقم المشكلة بشكل أكبر عندما ينتقل هذا الطفل إلى بيئة أخرى ليس متعارفاً عندها أن هذا السلوك يعني الحصول على ما يتم حصوله عليه في أسرته، لذلك من المهم أن يتم تدريب الطفل على أساليب التواصل الصحيحة المتعارف عليها علمياً لتحقيق أقصى استفادة ممكنة له، فكلما كانت بدائل التواصل واضحة ومتعارفاً عليها سهل على الجميع تحقيق هدف الحالة.. ومن المهم أيضاً أن نعرف أن سلوك الفرد يرتبط بقدراته الإدراكية والعقلية واستجاباته للأوامر، وقدرته على تحليل المعطيات اللغوية بسهولة. أيضاً يفتقد ذوو التوحد إلى فهم تبادل الأدوار أثناء عملية التواصل مع الآخرين، وهذا أحد أهم الأسباب التي يصعب معها أن تتم متابعة حديث أو طريقة تواصل فعالة عند ذوي الأداء الجيد منهم، ونظراً لأنهم جميعاً يعانون من مشكلة فهم اللغة بشكل مجرد فهم لا يدركون معنى التشبيه أو التفسير بأكثر من معنى مما يجعلنا نحذر من استخدام عبارات في غير محلها مع ذوي التوحد. من المهم جداً في فترة ومرحلة التدخل المبكر الذهبية عند ذوي التوحد التركيز على تكوين مهارات تواصل فعالة خلال هذا العمر مما سيترتب عليه فرصة أكبر لتطوير تلك المهارات التواصلية، ويلاحظ عند بدء تدريب طفل توحدي أنه يتم التركيز على تطوير المهارات التواصلية حيث من خلالها يتم إيصال كافة أنماط التدريب له بشكل أيسر. يجب أن نقنع أنفسنا كعاملين مع ذوي التوحد أن سلوكيات الأطفال لا تعني إثارة غضبنا أو العناد أو عدم الرغبة في الاستجابة، بل قد تعني أنه غير مدرك لما تود منه أن يحققه، مما يعني أن مشكلة ضعف التواصل أثارت لديك سوء فهم لسلوكه هذا. من المهم لك أن تبتكر وسائل تواصلية فعالة مع ذوي التوحد سواء أسرة أو مدرسة أو مركزاً، ويتم التعميم بها وربطها بالمثير، وتقليل المشتتات في حياة ذوي التوحد وتعاملاتهم، ومن اللائق أن يكون لديك هدف يتم التدريب عليه باستمرار حتى وإن كنت في نشاط آخر، والدمج جزء مهم في تطوير سلوكيات ذوي التوحد وإكسابهم مهارات تواصلية مع الأقران.