بات استخدام هذا المصطلح جزءاً من الأطروحات الإعلامية العربية، وبعض الطرح الإعلامي السعودي، واستخدامها يأتي دلالة على تغير المنهج الدبلوماسي السعودي، واللافت أن توظيف دلالته يختلف من كاتب لآخر ومن إعلامي لآخر، ومن منصة إعلامية لأخرى، فإن كانت مُحبة قرأتها بعين المحب الراضي والمتفائل، وإن كانت المنصة الإعلامية من فصيلة المدفوع لهم فإنك ستقرأها بمنظور المتشائم الكاره الباحث عن السلبيات وإن كانت في خياشيم السمك، بمعنى أن موضوعية الطرح لديهم غائبة بل ولا تحضر لا في شأنهم المحلي ولا في الشأن الخارجي ولنا فيما تقوم به الجزيرة مثال مستمر في حماقاتها، ولنا في بعض منصات الإعلام اللبناني شواهد أخرى حيث بلغ بهم الكذب والافتراء حد السفاهة ولا أعرف مع عودة رئيس الوزراء الحريري لبيروت بعد جولة دبلوماسية كيف سيبررون كذبهم، خاصة وأن السعودية الجديدة لم تعد بئر نفط بل عقولاً يصعب ابتزازها. السعودية الجديدة المهم واللافت فيها أنها لا تتوقف كثيراً وسريعة التغيير مع وضوح للرؤية متقدمة الخطى، ساعات الليل عمل وساعات النهار عمل، تنظر للأمام دون أن تفقد هويتها، ودون أن تقيدها مفاهيم لا تسمن ولا تغني من جوع مثل الخصوصية التي قيدت حركتنا لسنوات لنكتشف أنها ضد مصالحنا وليست جزءاً من هويتنا. الأنظمة الحاكمة بصفة عامة لتضمن استمرارها ونجاحها لابد أن تستوعب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بعناصرها المحلية والخارجية وأن تتعامل معها بجدية، فالإيجابي تحتويه وتستفيد منه للاتقاء والتقدم، والسلبي تعمل على الحد منه واجتثاثه قبل أن ينخر في عمق المجتمع ويؤثر على الشأن المحلي وربما أيضاً الشأن الدولي. السعودية الجديدة وخلال أشهر استطاعت تحريك ملفات محلية كان المتابع المدرك والملم بالشأن المحلي يعي أن فتحها سيكون التحدي الأكبر والأخطر، وبالتالي سيأخذ تدرجاً زمنياً متباعداً خلال أشهر لا تزيد على أربعة تم تحجيم رموز الصحوة، ومواجهة عملية للفساد، وتم السماح للمرأة بالقيادة.؟؟ ثلاث محاور لملفات صعبة كان يتوقع الأكثر تفاؤلاً أن معالجتها سيأخذ سنوات، اليوم الجامعات تقصي المتطرفين بل وتعتبره أولوية، المال العام استعاد هيبته، مدارس تعليم القيادة بدأت التجهيز لاستقبال المتدربات من سيدات المملكة العربية السعودية والمقيمات، كل ذلك بمنتهى الهدوء ودون ضجيج. السعودية الجديدة دولة تجيد بناء التحالفات السياسية والعسكرية بقوة تؤمن أن صناعة التغيير لا يقوم بها الضعفاء سياسة تؤمن أن المهادنة لا تكون على حساب الوطن ومصالحه ولا تكون على حساب مستقبل الوطن وأمنه واستقراره، كما أن السعودية الجديدة باتت تصنع الحراك المحلي خارج نمطية المعتاد وقيود الخصوصية إلى حيث يكون المجتمع السعودي ومؤسساته وتشريعاته مماثلاً لغيره من المجتمعات المعاصرة دون المساس بهويته التي تميزه ولا تجره للخلف. السعودية الجديدة قائمة على الرجل والمرأة على حد سواء.