رحب مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة المنعقدة الثلاثاء الماضي بما دعا اليه المؤتمر العربي العشرون بضرورة رصد ظاهرة التطرف النسوي في الجامعات والمدارس , واهمية تحصينهن من الجنوح للتطرف وما يترتب عليه من ممارسات قد تؤدي للإرهاب. تشبع المرأة بثقافة التطرف يشكل خطرا اكثر من الرجل..., وفي عدة مقالات سابقة أشرت الى خطورة تطرف المرأة الأم او المعلمة في المدرسة او الاستاذة في الجامعة...., وخطورتها في الجمعيات الخيرية وفي مراكز التدريب وفي الاعلام وحيثما وجد التطرف وجد الخطر... ترحيب مجلس الوزراء بهذه التوصية يعتبر حجر زاوية لضرورة قيام المسؤولين في كافة المؤسسات الحكومية والخاصة بمواجهة هذه المشكلة التي تحدثنا عنها كثيرا ولكن دون ان نلمس مواجهة فاعلة ولاجتثاثها من جذورها.. ولعل اكثر مؤسسة متوقع منها الحراك الاكثر في مواجهة ثقافة التطرف واحلال ثقافة اكثر تسامحا وقدرة على التعايش وتقبل الآخر هي المؤسسات التعليمية بكل اشكالها... تمثل المؤسسة التعليمية حجر زاوية مهمة في بناء الفكر وتكوين شخصية المواطن , نعم زاد مشاركو المؤسسة التعليمية في بناء منظومة فكر الطفل والشاب مع تزايد المنصات الاعلامية , إلا ان قيمة واهمية تأثير المؤسسة التعليمية مازال فاعلا مع الجنسين , مع تأكيد للمرة المليون ان خطورة تطرف المرأة يفوق خطورة تطرف الرجل , فالأم تغذي ابناءها بفكرها اكثر من الأب وخاصة في مجتمعنا حيث ارتباط الابناء بالأمهات كما تشير الدراسات اكثر من الآباء لأسباب مختلفة منها زيادة نسبة الطلاق واتساع قاعدة احتضان الأم للأبناء,او انشغال الآباء بالعمل أو لقناعة الآباء بان التربية مهمة الأم..., بصرف النظر عن كل ذلك تبقى مواجهة التطرف الفكري عند النساء في غاية الأهمية.. ولن يتحقق ذلك الا بمواجهة قوية وفاعلة للتطرف داخل المؤسسات الحكومية عموما وخاصة في وزارة التعليم حيث تتمركز بعض العناصر المقاومة للتغيير بشكل واضح جهلا منها او رغبة في استمرارية التزمت والتشدد. تنويع النشاط والانفتاح على ثقافة متنوعة تربط النشاط بجمال الابداع مثل الفنون بكل انواعها من شأنه ان يدعم العودة للتوازن الفكري عند الطالبات ,ممارسة الرياضة تساهم في تفريغ الطاقات الجسدية وتجديد النشاط ربط الطالبة بالمتغيرات المؤسسية والثقافية والعمل التطوعي وفتح نوافذ التعايش بين المدرسة بطالباتها والمجتمع بحراكه يمثل نقطة مهمة لإحداث التغيير وتخفيف ثقافة التشدد التي تنمو غالبا مع العزلة... الاستفادة من برنامج خبرات في تطوير المحتوى العلمي والفكري لدى المعلمات ,مع ضرورة الاهتمام بالعناصر الشابة على وجه الخصوص , والاهتمام بحضور المؤتمرات العلمية...,وفي الجانب الآخر لابد من الالتفاف على المراكز التدريبية ومراكز البحوث النسائية التي للأسف في بعضها تجد ثقافة التشدد والتطرف ارضا خصبة نتيجة سيطرة بعض العناصر المتشددة فكريا عليها مع ملاحظة بُعدها عن المؤسسات الرقابية فالقطاعات النسائية غالبا خارج الرقابة والمحاسبة من المؤسسات المختصة...,مواجهة التطرف النسوي يمثل مسؤولية وطنية مهمة لعل مجلس الأسرة يضعها على قائمة أولوياته.