اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    نفاد تذاكر مواجهة إندونيسيا والسعودية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    اليوم بدء الفصل الدراسي الثاني.. على الطريق 3 إجازات    20,124 مخالفاً في 7 أيام وإحالة 13,354 إلى بعثاتهم الدبلوماسية    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    اختلاف التقييم في الأنظمة التعليمية    مهرجان الزهور أيقونة الجمال والبيئة في قلب القصيم    المتشدقون المتفيهقون    الإستشراق والنص الشرعي    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    أهم باب للسعادة والتوفيق    الفرصة المؤكدة و مغامرة الريادة في كفتي ميزان    أغرب القوانين اليابانية    «مزحة برزحة».. هل تورط ترمب ب«إيلون ماسك» ؟    أكثر من 92 ألف طالب وطالبة في مدارس تعليم محايل    سعرها 48 مليون دولار.. امرأة تزين صدرها ب500 ماسة    «مَلَكية العلا»: منع المناورات والقيادة غير المنتظمة في الغطاء النباتي    منتخبنا فوق الجميع    في دوري الأمم الأوروبية.. قمة تجمع إيطاليا وفرنسا.. وإنجلترا تسعى لنقاط إيرلندا    شارك في الطاولة المستديرة بباكو..الجاسر: 16 مليار دولار تمويلات البنك الإسلامي للمناخ والأمن الغذائي    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان الشراكة الإستراتيجية    14% نموا في أعداد الحاويات الصادرة بالموانئ    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    ضبط أكثر من 20 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    اكتشاف تاريخ البراكين على القمر    «واتساب»يتيح حفظ مسودات الرسائل    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    عروض ترفيهية    المملكة تستعرض إنجازاتها لاستدامة وكفاءة الطاقة    أشبال الأخضر يجتازون الكويت في البطولة العربية الثانية    ضمن منافسات الجولة ال11.. طرح تذاكر مباراة النصر والقادسية "دورياً"    الابتسام يتغلّب على النصر ويتصدّر دوري ممتاز الطائرة    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    ابنتي التي غيّبها الموت..    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    «الجودة» في عصر التقنيات المتقدمة !    ألوان الأرصفة ودلالاتها    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات يتعهد بتحقيق أهدافه    الزفير يكشف سرطان الرئة    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التطرّف الناعم.. «الوعي» سلاح المرأة ضد مخاطر الاختراق
نشر في الرياض يوم 19 - 09 - 1438

لا تزال المرأة الحلقة الأهم في منظومة الوقاية وحماية الأبناء من منزلقات التطرف والإرهاب وصمام الأمان للجيل من أي أفكار دخيلة على المجتمع أو من مساع التنظيمات الإرهابية لجر الشباب وصغار السن للإرهاب والتكفير والتفجير والتطرف، الأمر الذي يستلزم أن تكون المرأة على قدر من الوعي والإدراك لأهمية دورها في هذا الجانب، إلا أن الخطورة تكمن عندما تشذ بعض النساء عن هذا الواقع والدور المؤمل منها لتكون هي المغذي لفكر الابن بالتطرف والأفكار الدخيلة إما جهلاً أو قصوراً في الوعي وفي إدراك مخاطر ما تقوم به، وعلى الرغم من أن انخراط المرأة في الإرهاب لا يعد ظاهرة، إلا أن وجود أي مؤشرات للتطرف أو اللاوعي في هذه المنظومة كفيل بخروج الابن من محيط أسرته وقد نشأ على بدايات التطرف والانحراف، فصناعة التطرف في المنزل تتأثر بشكل كبير بالمرأة التي يفترض أن تكون صمام الأمان ضد المنظمات المتطرفة والإرهابية.
دخول المرأة بؤر الإرهاب أكثر خطراً من دخول الرجل لأنها تمثل مصدر التغذية الفكرية لأبنائها أكثر من الأب الذي إن رفضت المرأة فكره تستطيع التأثير على أبنائها، وتصحيح مفاهيمهم خاصة إن كانت على مستوى من التعليم والوعي وهذا لا يلغي خطورة الفكر عند الطرفين، ولكن عمق وشدة الخطورة عند المرأة أكثر، فالتطرف بكل أشكاله وأنواعه يساهم بشكل كبير في خلق بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية للوصول إلى عقلية الشاب أو الفتاة.
ندوة "الرياض" تناقش لهذا الأسبوع أهمية الوعي لدى المرأة كصمام الأمان لوقاية الأبناء من التطرف والانحراف ودورها في متابعة الأبناء من أي بوادر أو سلوكيات انحراف، إلى جانب خطورة وجود أي بوادر تطرف لدى المرأة على الأبناء والبنات والأسرة في تنشئة الأبناء وتوجيههم لمحاضن الإرهاب والتطرف تأثراً بوالدتهم، وأهمية وعي المرأة في التصدي لمخططات اختراق الأسرة التي تسعى لها المنظمات الإرهابية.
وشارك في هذه الندوة كل من: كوثر الأربش -كاتبة وعضو اللجنة الأمنية بمجلس الشورى، ورقية الهويريني -أكاديمية وكاتبة في الشأن الأمني والاجتماعي، ود. الجازي الشبيكي -أكاديمية ومختصة في الشأن المجتمعي، وتواصيف المقبل -باحثة في الشأن الأمني.ليست بمعزل عن الاستهداف
بداية حول ما يخص استهداف الجماعات الإرهابية والتكفيرية للمرأة، قالت كوثر الأربش: لم تكن المرأة بمعزل عن الاستهداف سابقاً، حتى تصبح مستهدفة اليوم، فهي منذ البداية جزء من التطرف، ولعلكم تعلمون أن الإرهاب لم يأت هكذا صدفة، أما بخصوص استهداف المرأة من جماعات التكفير والإرهاب، فقد ظهرت بسبب انتقال أدوارها من الحضن والتربية إلى حمل السلاح وممارسة القتل، وبالتالي تغير دورها الفعلي من حاضنة كأم ومربية إلى مسلحة وأصبحت تجرؤ على أن تتبنى بعض وسائل التعذيب ضد بعض النساء الخارجات على التنظيم، وتتولى بشكل مباشر تعذيب المرأة بدون أي تردد، وهناك أسباب مشتركة بين الرجل والمرأة تجعلها تلجأ إلى التطرف والعنف، وهناك أسباب خاصة بالمرأة جعلتها تمارس الإرهاب والتطرف، وإذا تم تشخيص الشخص الذي يبحث عن الإرهاب والتطرف سواء كان الشخص رجلاً أم امرأة نجد أنه شخص مزعزع ومتألم نفسياً.
وأشارت كوثر الأربش إلى أن هناك تقارير كثيرة تشير إلى أن التنظيمات الإرهابية مثل داعش تتبنى تعاملات ثنائية مع عناصرها، وخصوصاً المرأة، وأن التعامل الثنائي يتكون من شقين، وهذان الشقان يولدان نوعاً من التناقض الكبير والصراع العنيف داخل العنصر النسائي، والشق الأول: يتمثل في امتهان المرأة وتحقيرها، ومن الجانب الآخر يعطون المرأة مهراً ويضعونها في مناصب معينة ومراكز قيادية كبيرة، وبالتعمق في الحديث عن الجانب الأمني بالنسبة للمرأة لما لذلك الجانب من أهمية في نفسية المتطرف وخصوصاً نفسية المرأة، إذ نجد البحوث التي تحدثت عن نفسية المتطرف في أن الجماعات الإرهابية تتبع التكتيك المتعلق بنفسية المتطرف من أجل أن يتم هدم الشخص داخلياً ثم يعطى كرتاً يؤدي إلى الرفع من المعنويات بإعطائه شيئاً من القدرة على التصرف بممارسة العنف والتطرف.
وقالت: لعلكم تلاحظون الخطاب الذي كثيراً ما يقوم بامتهان المرأة وتجريدها من كرامتها، بينما الرجال يختلفون حيث يعطون الحور العين ويعطون العديد من المزايا منذ بداية انضمامهم إلى التنظيم الإرهابي، بينما يمارسون تحطيم المرأة منذ البداية ومن ثم يعطونها شيئاً من المزايا.
أما الشق الثاني: إن كل إنسان في هذه الحياة يبحث عن وجوده بأي شكل من الأشكال، وأثبتت كذلك الكثير من البحوث أن أغلب المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية ماضيهم مرَّ بكثير من التهميش، والغربة والاضطراب النفسي، وقد يصل الإنسان إلى درجة عالية من العلم ولكنه من الداخل النفسي يشعر بالاغتراب والتهميش.
اللعب على وتر العاطفة
أما مايخص إمكانية مساهمة الخصوصية التي تتمتع بها المرأة للتنظيمات الإرهابية، وإقناعها بالتطرف واللعب على وتر العاطفة، قالت رقية الهويريني: في الحقيقة إن موضوع تطرف المرأة يعد موضوعاً معقداً جداً حيث تفاجأنا في المجتمع بحضور نسائي مع الجماعات الإرهابية، وإذا تأملنا المجتمع السعودي نجد أن المرأة تتبع الرجل وتبحث عن إمرة الرجل، فكل السيدات اللاتي انضممن للجماعات الإرهابية باعتبارهن تابعات لشخص الرجل، وكل ذلك جاء نتيجة لما مررنا به من صحوة شديدة أدت إلى تدمير فكر المرأة.
وأضافت: لاشك ان من رسخ هذه الفكرة هم "الإخوان"، وقد كنت أذهب مع الوالدة إلى المسجد وكنا نستمع إلى إمام المسجد وهو يتحدث عن "الجهاد الإخواني"، ونحن باعتبارنا نساء لم نستطع الذهاب إلى أماكن الجهاد لذا كنا نتبرع بالأموال وبالمصوغات الذهبية من خواتم وغيرها، كل ذلك بسبب الشحن اليومي الذي كنا نسمعه عن الجهاد وما يتم إعداده للمجاهدين من عتاد ومؤن، وكانت فكرة الجهاد آنذاك مسيسة، ورأينا المجتمع ينساق وراء السياسة، حتى أصبحت عملية قتل أحد الأقارب شيئاً مفرحاً وفيه يتبادلون التهاني، وكنت أستغرب كيف تلجأ امرأة لديها مشاعر الأمومة إلى الابتهاج بفقد زوجها أو أحد أشقائها.
وأشارت الهويرني أنه هنا وفي مثل هذه المواقف نلاحظ مدى تبعية المرأة القوية للرجل بحيث تنفذ ما يراه الرجل بدون نقاش، ولعلكم لاحظتم ذلك التناقض العجيب وقد كتبت عن ذلك مقالاً بعنوان: (نساء القاعدة وسيدات الشورى) ظهر التناقض عندما دخلت السيدات مجلس الشورى حيث رأينا البعض متأزم نتيجة دخول المرأة السعودية مجلس الشورى، وعندما تم القبض على إحدى المطلوبات رأينا نموذجين مختلفين يعيشان في المجتمع السعودي، نموذج يرفض دخول المرأة في مجلس الشورى حيث موقع السلم، بينما النموذج الآخر لديه تسامح شديد مع المرأة المتطرفة ويبحثون لها عن الأعذار، ولو تتبعنا النساء اللائي انضممن إلى القاعدة أو إلى داعش، نجد تعاطفاً معهن نتيجة للعاطفة المليئة بالحشو الفكري.
وأضافت إننا أكملنا ثلاثين عاماً من الحشو العاطفي والفكري، ولاحظنا أنهم يحركون كل شيء في سبيل اقناع المرأة بهذا الحشو العاطفي، ومن هنا أرى أن قضيتنا أصبحت معقدة لأنها صارت قضية فكرية في الدرجة الأولى، سواء لدى الرجال أو لدى النساء.
أسر مفككة
وعن الدور الذي من الممكن أن تقوم به المرأة لتصبح صمام أمان ضد الفكر المتطرف، وكيف يمكن رفع الوعي داخل المنزل وأن تكون جبهة مساندة للجهود الأمنية، رأت د. الجازي الشبيكي أنه ينقصنا الكثير من الإحصاءات الدقيقة والدراسات المعمقة التي تبيّن دور المرأة المباشر في العمليات الإرهابية والتطرف، معزية ذلك إلى ردود الفعل القوية لأي حدث يقع، ومحاولة معالجة ردود الفعل بشكل مجزأ وليس بالشكل الجذري القائم على إحصاءات دقيقة توضح ما إذا كان تطرف المرأة ظاهرة أم لا؟
وتابعت: كذلك أرى أننا نفتقر إلى الدراسات الاجتماعية التي تبين لنا هذا الدور غير المباشر للمرأة خصوصاً فيما يتعلق بالتشدد وأثر التربية في البيوت، لهذا أرى أنه لابد من وجود دراسات وإحصاءات تبنى عليها جميع القضايا التي تتعلق بالمجتمع وبظاهرة تطرف المرأة، كما أنه من الملاحظ أن لدينا العديد من الكراسي المختصة بالإرهاب، والوسطية والاعتدال في جامعاتنا مثل جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، وجامعة الملك سعود وكرسي الملك فيصل في جدة، إلا أنها تعمل منعزلة عن بعضها؛ بمعنى أن كل كرسي يؤدي دوره بعيداً عن الكرسي الآخر، إذ ليس بينها أي ارتباط.
مشيرة إلى أن هذا يجعلنا نعيد النظر في هذه الكراسي بحيث يتم توحيد الجهود مع إيجاد المعلومات التراكمية التي يمكن أن نستفيد منها، ودراسة المجموعات التي تم القبض عليها لمعرفة السمات المشتركة بينهم من أجل الوصول إلى دور التربية والأسرة في هذا المجال.
وأكدت د. الجازي أنها اطلعت على دراسات متفرقة توضح أن أغلب من تم القبض عليهم من الإرهابيين والإرهابيات هم من أسر متفككة، وليس هناك ارتباط بين الدين الحقيقي والتطرف والإرهاب، وبالعكس وجد الكثير من المتطرفين ليس لديهم التزام بالدين الحنيف، بل الكثير منهم تعرضوا لغسل أدمغتهم.
اختراق الفكر
وعن الدور الذي تعمد إليه التنظيمات الإرهابية بجعل الإعلام الجديد وسيلة لاختراق فكر المرأة، وكيف يمكننا حماية المرأة ووقايتها، بحيث يصعب اختراقها فكرياً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، رأت كوثر الأربش بأن هناك مسؤولية كبيرة جداً ملقاة على عاتق المرأة السعودية، ولعلنا نلاحظ في المجتمع ظاهرة فشل الزواج التي لا يتحملها الرجل بل تتحملها المرأة، كذلك فشل تربية الأطفال وانحراف البعض منهم، تلقى المسؤولية فيه على الأم وليس على الأب، وللأسف الشديد دائماً تحمَّل المرأة مسؤولية الفشل في العائلة من حيث الطلاق، ومن حيث سوء تربية الأطفال، الأمر الذي يترتب عليه أن تأخذ المرأة موقفاً دفاعياً عنيفاً تجاه المجتمع خوفاً من التأنيب واللوم والعتب.
وأضافت: كثير من النساء لا يتعاملن بالتربية بإخلاص ولا يتعاملن بالقيم والمُثل، وإنما تتعامل فقط بالخوف من اللوم وتظل تكافح حتى يكون أولادها كما يريد المجتمع، وتحرص كذلك أن يكون زواجها ناجحاً لا من أجل السعادة بل من أجل ألا تلام من المجتمع، أما فيما يتعلق باختراق فكر المرأة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فإن ذلك يعود إلى الخوف الشديد الذي ينتاب المرأة لدينا من أن تلام من قبل المجتمع، وتظل في موقع اللوم على الدوام، وهذا ما يجعلها سهلة جداً لإيصال أي مفهوم يؤدي إلى التطرف، وأكبر مفهوم يؤدي إلى التطرف هو عبارة عن شعارات الإرهاب الخاصة بصناعة الموت، حيث نرى أن جميع التنظيمات الإرهابية تحب الموت أكثر من حبها للحياة.
والسؤال المطروح هو كيف نحمي المرأة من استغلالها بهذه الدرجة؟ إذ ليست هنا آلية محددة ولا خطة معينة لحماية المرأة، ولكن المطلوب هو تكثيف تعليم المرأة وتحسين تعليمها أكاديمياً، وتربوياً، ويجب توعية المجتمع بشكل كامل بمسألة المساواة بين الرجل والمرأة حتى يتم تخفيف عبء المسؤولية على المرأة، وعلى جميع الجهات والقطاعات الحكومية والأهلية والمؤسسات التعليمية مسؤولية نشر توعية المرأة، ولابد من انتقال المجتمع من مستوى وعي إلى مستوى وعي آخر، وعندما تتخلص المرأة من عبء المسؤولية وضغط المجتمع عليها فإنها بلاشك ستتصرف بعفويتها وفطرتها بدون أن تروّج لثقافة الموت.
دور المرأة الحقيقي في المجتمع
أما ما يخص آلية حماية العقول النسائية أمام الغزو الفكري الذي يحدث لدينا، إما بالانحلال، أو بالتطرف والتشدد والانغلاق، قالت د. الجازي الشبيكي: يجب ألا ننسى أن الله سبحانه وتعالى خاطب الرجل والمرأة على السواء في العديد من الآيات، ولكننا للأسف في المجتمع جعلنا المرأة على الدوام تابعاً للرجل، وقد كان للمرأة دور كبير في عهد الرسالة، وكان لها كذلك دور كبير في المجتمعات وعليها مسؤوليات كبيرة باعتبارها شريكة للرجل في الحياة وإعمار الأرض وفي جميع مجالات التنمية.
وتابعت بأنه للأسف تم إبعاد المرأة عن دورها من قبل الرجل مما جعلها مهمشة حتى أصبحت بدون قوة داخلية ترسخ اعتزازها بوظيفتها داخل المجتمع، حيث تم سلب دورها الحقيقي الخاص بشراكتها للرجل، مما جعلها تحرص على البحث عن أشياء تثبت بها ذاتها بأي شكل من الأشكال لهذا وجدناها تتجه إلى التشدد والتطرف.
ورأت أنه يجب على علمائنا الأجلاء تبيان دور المرأة الحقيقي في المجتمع، وإعطاءها الفرصة الكاملة حتى تشارك بفعالية في المجتمع بدون أن تخل بدورها الرئيسي وهو الدور الأسري، وهذا الدور الأسري لا يعتمد على عدد الساعات التي يمكن أن تقضيها المرأة في العمل خارج البيت، وإنما المشكلة تكمن في كيفية قضاء المرأة لهذه الساعات، خاصة وأن المرأة حينما تخرج إلى العمل لا تترك مهامها كأم ومربية وزوجة، والرجل شريك لها في الحياة الزوجية، وفي الناحية التربوية من حيث التعليم.
الرقابة على المحتوى
وفي سؤال عن الدور المطلوب من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين تجاه الجيل الناشئ، لوقايتهم فكرياً، قالت د. الجازي: لابد من تكثيف الرقابة على المحتوى التعليمي الذي يقدم في المدارس والجامعات، ومعرفة ما يقدم من علوم داخل المدارس والجامعات لأن ترك الأمر إما لجهات متحللة أو جهات متشددة أمر غير مرغوب فيه، لهذا لابد من وجود التواصل لمعرفة محتوى ما يقدم من مواد علمية ولابد كذلك من رفع الوعي لدى المدرسين والأساتذة والمسؤولين عن التربية.
واعتقدت د. الجازي أن هناك تقصيراً في عملية الاجتهاد والقياس اللذين يعتبران من أهم الأساليب التي يجب أن تتبع في إصدار الأحكام الشرعية، والمؤسف أننا نسينا الاجتهاد والقياس وفقه الواقع، حيث أصبحنا لا نعطي هذه الأساليب أهمية في الوقت الحاضر، مؤكدة مسؤولية العلماء في تبيان هذا الشيء وأن ينزلوا في مستوى الخطاب لكل المستويات الفكرية، فيجب عليهم أن يقوموا بتبسيط المعلومات والعمل على توصيلها للناس وحثهم على حب الحياة والبناء والعطاء، وأرى أن تكون الجهات التعليمية على قدر كبير من الوعي، والمتابعة الدقيقة للمناهج دون الحد من انطلاقه وقدراته في المجالات التعليمية وأن يتم التعرف على أفكاره التي تؤثر على جيل كامل، ولا ضير إذا كانت هناك رقابة أمنية على الأفكار التي تقدم لهؤلاء الأجيال خصوصاً في هذه المرحلة التي نعيشها التي تتطلب رقابة صارمة على المعلومات والأفكار التي تقدم لأبنائنا، وإذا وجدنا أن هناك خللاً في الأفكار المقدمة يجب علينا أن نحتوي هؤلاء الشباب بأن نحرص على أن تصل لهم المعلومة الحقيقية من علمائنا أنفسهم.
التيار المتطرف
من جانبها طالبت تواصيف المقبل بحماية المرأة من التيار المتطرف الذي يسيطر على العقول مشيرة إلى وجود اتجاهين مختلفين وسط الطلاب، فهناك مجموعة متطرفة ومتشددة ومجموعة منحلة تماماً، مطالبة الجهات المسؤولة أن تتعرف جيداً على الأساتذة الذين يقومون بتدريس الطلاب والطالبات، ومراقبة المحاضرات الدعوية في الجامعات.
وتابعت: الأمر الآخر يجب أن نقوم بتصحيح بعض الأفكار التي يعرضها البعض، لهذا يجب أن يكون هناك تعاون وتكاتف بين الجهات التعليمية والوزارات الأخرى مثل وزارة الداخلية ووزارة الإعلام وبين وزارة التعليم لأن الشباب لدينا يثقون في رجال الدين والعلماء والدعاة والأمر المهم هو العمل على تمكين المرأة في المراكز القيادية.
نشر الوسطية
وعن الدور المطلوب من المرأة في تنشئة أبنائها والتأثير في محيطها وأن تكون صمام أمان قالت كوثر الأربش: حينما أتحدث عن تأثيري وقدرتي على نشر الوسطية، فإنني أؤكد أن الوسطية موجودة في الأساس في نفس كل مسلم وكل إنسان لأن الشخص يحتاج إلى الهدوء والسلام والمحبة، فالوسطية تجلب الراحة النفسية لكل شخص، وإذا نظرنا للموضوع من جانب المتطرفين اليساريين نجد لديهم ضخاً غير أصيل في الإنسان، وكذلك من جانب المتطرفين اليمينيين فيهم ضخ ولكنه ليس أصيلاً في الإنسان، لذلك ركزت على لعب دور مهم في جوهر الإنسان الحقيقي القائم على الصدق والمحبة، والسلام، وهذه هي قناعتي الشخصية.
وقالت يجب أن نؤمن بأن الإنسان بجوهره خيّر وطيب وفي داخله لؤلؤ مضيء يحتاج فقط إلى شيء من نفض الغبار العالق فيه وفي الواقع أود أن أؤكد شيئاً مهماً وهو أن ما أقوم به ليس شيئاً ممنهجاً وإنما فقط تصرفت بصدق، وهذا الصدق هو طبيعتي منذ الصغر، حيث تعاملي مع الجميع بصدق وبطبيعة عفوية محضة مع التركيز على الخير الموجود في الإنسان.
وأضافت بأن انضمام المرأة إلى التنظيمات الإرهابية ليست ظاهرة وأن من غرر بهم من الشباب في تنظيم داعش أو القاعدة نجد أن أسرهم لم يكونوا راضين عن انضمامهم لهذه التنظيمات الإرهابية.
توعية وتثقيف الأسرة
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في توعية الأجيال بأهمية الوسطية، قالت تواصيف المقبل: أعتقد أنه يجب على المرأة ألا تربي أولادها على أسلوب التقشف الزائد والزهد في الحياة، وألا تقلل من قيمة الحياة أمامهم وتصيبهم بالإحباط وعدم الاستمرار في الطموح، فهناك أمهات يقولن لبناتهن إن الشهادات واللهث وراء الدراسات لا تفيد بشيء، وهذه الكلمات تدل على أن الوسطية غير موجودة في بعض منازلنا مما يشجع إلى التشدد والتطرف وأن ما نسمعه ونشاهده نتيجة للتيارات الفكرية التي مررنا بها منذ ثلاثين عاماً، وهنا أرى أنه يجب أن يتدخل الإعلام بنشر الوعي، وتثقيف الأسر لأن المرأة الآن أصبحت قارئة ومطلعة وخصوصاً في الإعلام الجديد.
وأضافت بأن الإعلام لن يستطيع أن يقوم بدوره إلا بوجود قرار رسمي يوجه العلماء والدعاة بأن ينزلوا في خطاباتهم إلى مستوى الناس وإرشادهم إلى الدين الصحيح النابع من الكتاب والسنّة والشريعة السمحة، ومن هنا أؤكد أن هذا القرار مهم جداً في مثل هذه القضايا لمساعدة الجهات التعليمية والعلماء من أجل أن يتم توصيل الأفكار المعتدلة التي تعلم الناس حب الحياة وتحبيبهم في الدين الحنيف الذي ينادي بإعمار وحب الحياة.
دور المرأة ليس أمومة وتربية فقط
وفي سؤال للزميلة رحاب الرميح عن أكثر المفاهيم المغلوطة عن المرأة، قالت د. الجازي الشبيكي: أعتقد أن المرأة دورها منحصر في الحياة الأسرية، حيث ما زالت هذه الفكرة من أكثر المفاهيم المغلوطة ضد المرأة، في حين أن الله تعالى خاطب المرأة وتم تكليفها بأمور كثيرة في هذه الحياة ولم يقتصر التكليف على الرجال فقط، ولدينا أكبر مثال وهي السيدة خديجة -رضي الله عنها- التي اشتهرت بالعمل في التجارة وكيف استطاعت أن تدير تجارتها، وكذلك أم سلمة -رضي الله عنها- إذاً من المفاهيم المغلوطة ألا يحصر دور المرأة في الأمومة وتربية الأطفال، كذلك دورها الفكري في المجتمع مهمّش، ومن ذلك الخلط في المفهوم الخاص بالاختلاط والخلوة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة ولم يقل لا تختلط المرأة بالرجال، فهناك لبس بين الاختلاط والخلوة وهذه من المفاهيم المغلوطة التي أدت إلى عرقلة أمور كثيرة بالنسبة للمرأة وتم تعطيلها من المشاركة في قضايا كثيرة تتعلق بالحياة العامة.
ومن المفاهيم المغلوطة كذلك اعتبار المرأة أنها رمز الخطيئة، وأنها أساس الشر فهذه المفاهيم وغيرها يجب أن يتم تصحيحها من قبل فقهائنا قبل المؤسسات التعليمية والإعلامية، لأن لديهم تأثيراً كبيراً وقوياً على جميع أفراد المجتمع بحكم أن مجتمعنا مجتمع إسلامي محافظ.
كيف نعزز «الوعي الأمني» في الأوساط النسائية؟
في سؤال للزميلة هتاف المحيميد قالت فيه: بأنه من الملاحظ في الأوساط النسائية وتحديداً في الاجتماعات العائلية أن بعض النساء ليس لديهن الوعي الكافي بالعمليات الأمنية التي تتم، وأهميتها، وما يتم فيها، حيث نجد تخوفاً أو عدم فهم حيال ذلك، متسائلة كيف يمكن أن نعزز الوعي الأمني في الأوساط النسائية؟
وأجابت كوثر الأربش: في الحقيقة أنه ليس كافياً أن يتم توعية المرأة أمنياً بل نرى أن السوشل ميديا اتجهت إلى «أنسنة الإعلام والفكر سواء على الصعيد الإداري أو غيره، وذلك بأن نجعل بعض الأفكار الجامدة ممزوجة بشيء من العاطفة سواء في الجوانب الإدارية أو الاقتصادية أو السياسية أو الإعلامية، فإنك عندما تشحن الفكرة بالعاطفة والتي تتمثل في الغضب والغيرة والحمية والإيثار كلها حالات عاطفية في هذه الحالة ستصل فكرتك مباشرة لكثير من الناس، والإعلام يسعى إلى أن يصل خبر التبليغ ولكن المطلوب ألا ترسل الأخبار بشكل (صم)، بل لابد من تغليف الفكر والخبر بشيء من العاطفة حتى يكون قريباً من النفس ومعاصراً، وله علاقة مباشرة بالبيئة التي يعيش فيها الشخص.
يريدونها مؤدلجة وتابعة وأداة لهم
أكدت رقية الهويريني في تعليقها على سؤال حول واقع الوسط الدعوي والتوعوي للمرأة، أن الوضع بائس بحكم ما رأيته وعشته، أما ما يتعلق بالوضع الدعوي فإننا نجد الخطاب المتطرف المتشدد يتضمن كراهية الحياة حتى أصبحت منهجاً، وحينما نحضر جلسة دعوية فكرية نجد الداعية تحرض على الموت، وتحرض كذلك على أن تكون المرأة أداة فقط، وألا يكون لها رأي، وعندما يكون لها رأي فإن ذلك يدل على خروجها عن نطاق الأنوثة لديهم، مثلما قالت مي زيادة: (إنه إذا تثقفت المرأة قالوا عنها استرجلت.. والمرأة لا تحب أن يقال عنها إنها امرأة مسترجلة..)
وأضافت: عندما نتأمل البنات أو السيدات اللاتي التحقن بالجماعات الإرهابية نرى أن هؤلاء وجدن بيئة خصبة تحقق لهن احتياجاتهن الذاتية.
وفي سؤال عن واقع الأنشطة اللاصفية وهل لها تأثير؟
قالت رقية الهويريني: لاشك أن طبيعة الخطاب الذي يدعوا إلى التشدد والتحريض على كراهية الحياة لها تأثير، فالشخص عندما يكره الحياة فإنه بلاشك سيبحث عن الموت بأي شكل من الأشكال، وعندما أريد التعرف على أمهات صديقات بناتي أدخل على حساب الأم لأتعرف على البيئة فأجد أن البنت هي صورة كربونية من الأم، ونجدها مؤدلجة، وعندما تتم مناقشتها تبادر وتقول إن فلان قال كذا وكذا.. أين ما قاله الله؟ وأين قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأضافت: من هنا نلاحظ حرص هؤلاء على كسر ثقة المرأة في نفسها حتى تكون تابعة، لهذا حينما نتتبع خطوات الذين التحقوا بالجماعات نجد أنهم كانوا يبحثون عن مكان لتحقيق ذاتهم سواء كانوا شباباً أو شابات، لهذا لابد من إعادة النظر في الخطاب الديني لدينا وأن يتم إيقاف كل من يمارس الحشد الطائفي، وإيقاف كل من يحرض على التطرف والتشدد الديني، وأنه بدلاً من ممارسة أسلوب التكفير للآخرين، فيا حبذا لو تمت دعوتهم بالحسنى إلى الجانب المشرق في الدين الإسلامي وتحبيبهم فيه.
تعزيز الوسطية يبدأ من الأسرة
قالت رقية الهويريني في تعليقها على سؤال حول دور الأسرة الحقيقي في ظل الاستهداف الموجه من الإرهابيين والمتطرفين لضرب وحدتنا ولحمتنا: من المؤسف أننا أصبحنا نردد عبارة: إن الأسرة أصبحت لا تربي وحدها وإنما تشاركها التربية المدرسة ووسائل الإعلام والشارع، ولكن بالرغم من ذلك تظل الأسرة هي نواة المجتمع وأساسه، وتقع على عاتقها مسؤولية كبيرة جداً ولكن أصبحت المرأة مسؤولة عن كل شيء يتعلق بالأسرة، فهي تقوم بمتابعة الأولاد دراسياً وتربوياً لهذا يجب أن يتم التركيز على دور الرجل في الأسرة حتى تتحقق الشراكة بين الرجل وبين المرأة، إذ من المؤسف أنه إذا انحرف فرد من أفراد الأسرة يتم إلقاء اللوم مباشرة على المرأة، على ذلك أرى أن الأسرة هي النواة والأساس وتقع عليها المسؤولية الكبيرة أمام كل هذه المغريات التي يمر بها الشباب والشابات.
أما فيما يتعلق بالإرهاب فإنه في الأساس وبشكل عام ليس ظاهرة في المملكة، أي أنه لم يصل بعد إلى مرحلة الظاهرة، وإنما يمكن أن تصنفه بمشكلة اجتماعية، ولهذا فإن تطرف المرأة لم يصل إلى مرحلة الظاهرة والمطلوب أن نحرص على تمكين الشباب والشابات حتى يجدوا مكانة داخل الوطن.
وتابعت: لابد أن تقوم الأسرة ممثلة في الأب بمتابعة الأولاد بطريقة غير مباشرة، ومعرفة الأصدقاء والزميلات الذين يتعاملون مع أبنائنا، كما لا أريد أن أحمّل الإعلام ولا المدرسة ولا المجتمع مسؤولية تربية الأبناء، وإنما أحمّل الأسرة وتحديداً الأب والأم مسؤولية تربية الأبناء، ولا يجب عليهما التنصل عن مسؤوليتهما تجاه الأبناء والبنات، وفي الحقيقة إن تعزيز الوسطية يبدأ من الأسرة لأن أساس التربية يتم من الأسرة، لذا يجب على الأسرة أن تلتزم الوسطية بعدم التشدد الزائد والبعد كذلك عن الدلال الزائد والإهمال، ويجب على الآباء والأمهات بذل قصارى الجهد في الاهتمام بالتربية الصحيحة القائمة على الاعتدال حيث من الملاحظ أننا أصبحنا لا نعطي الأبناء الوقت والاهتمام المطلوب الذي يسمح لنا أن نحتويهم، ومعرفة حاجاتهم خصوصاً في مرحلة ما قبل المراهقة وما بعد المراهقة، واستثمار الوقت الاستثمار الأمثل بإيصال المعلومة التربوية الصادقة بحسن الإصغاء، وفتح باب الحوار، وزرع الثقة في الأبناء والبنات، وأن يكون الأب والأم هما القدوة المتحركة للأبناء المتضمنة الأساليب القصصية، والتعليم عبر الترفيه، وصقل المعلومات.
الأسرة المتشدّدة وازدواجية التعامل مع الأبناء..!
أوضحت د. الجازي الشبيكي أن الأسرة المتشددة لديها الازدواجية في التعامل مع الأبناء وكل ذلك ناتج عما يشاهدونه عبر أجهزة الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، وما يتلقونه من زملاء السوء مما خلق شيئاً من التشويش الفكري، وكما نفتقد للدراسات والإحصاءات نفتقد كذلك للتكاملية في معالجة قضايانا، ولن يتم ذلك إلا بإصدار قرارات حازمة سياسية وسيادية، إضافة إلى ذلك أود أن أؤكد على أن أقسام الدراسات الاجتماعية لم تقم إلى الآن بإصدار دراسات مشتركة بينها في جميع الجامعات السعودية لتحديد الأسر التي ظهر فيها أشخاص -ذكوراً وإناثاً- إرهابيون ومتطرفون، وبماذا تتسم هذه الأسر؟ ولماذا ظهر فيها التطرف والإرهاب والعنف؟ وبالتالي يخرجون بتوصيات تستفيد منها الجهات الإعلامية في بث التوعية وسط المجتمعات والقطاعات التربوية، ويستفيد منها كذلك الجهات السياسية وصنّاع القرار من أجل إصدار قرارات رادعة.
وأشارت إلى أن للأسرة دوراً كبيراً باعتبارها أساس المجتمع، ولكن للأسف لم يعد للأسرة أي دور يمكن أن تلعبه في لجم جماح الإرهاب والتطرف، وحينما كانت الأسرة هي أساس المجتمع والمرأة على وجه الخصوص تقوم بدورها التربوي القائم على الفطرة السليمة لم نكن نرى مثل هذه الأحداث المؤسفة الناجمة عن الإرهاب والتطرف الفكري، فقد كانت المرأة حريصة على تربية أطفالها على حب الوطن والدين بعيداً عن التطرف والتشدد، أو الخروج على النظام وعلى رجال الأمن.
جيل غير قادر على تحديد مساره..!
حول دور المرأة في تحقيق مفهوم الأمن الشامل داخل البيت، قالت تواصيف المقبل: برأيي الشخصي أن المرأة حالياً تعيش مرحلة مشوهة، وهي عاشت في الماضي القريب مرحلة الصحوة وعادت إلى حالة تشبه حالة فك الحصار مما أدى إلى إنتاج جيل مشوه غير قادر على تحديد مساره، كما أني أرى أنه ليس هناك وسطية بين الشباب فبعضهم يتمنى رجوع زمن الصحوة والبعض الآخر لم يحدد مساره فيقع بين بين!
تواصيف المقبل: غياب دور المرأة يدفعها للبحث عن ذاتها وسط التنظيمات المتطرفة
وتابعت: الحلول لن تتم إلا بتكاتف جميع الجهات والمؤسسات وذلك بدعم المرأة وتمكينها وتعيينها في بعض المناصب القيادية بحيث تكون لها استقلالية في المجتمع، وأن يكون لها رأي وفكر، وألا تكون في الهامش دائماً، إذ إن كثيراً ما تؤكد الشابات أن لا دور لهن بل هن في الغالب مهمشات في المجتمع مما يدفع بهن إلى البحث عن ذاتهن وسط الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وليس هذا فحسب بل منهن من تقول أنها تسعى للبحث عن دينها وسط هذه التنظيمات المتطرفة.
وأضافت: ما زلنا نفتقد إلى النقد البناء، فأنا مثلاً حينما أكتب مقالة نقدية أنقد فيها أي سلوك متشدد أجد هجوماً من زملائي الشباب والشابات، ويتم تصنيفي بأنني ليبرالية، وللأسف حينما أسألهم عن معنى الليبرالية يقولون إنهم لا يعرفون معناها، بل ينتقلون مباشرة إلى التكفير وهذا دليل على ما أصاب المجتمع من تشويه فكري، حيث أصبح الشباب والشابات لا يعرفون معنى العلماني والليبرالي وغيرها من التصنيفات، كما أن منهج التاريخ في الماضي كان يضم جميع التيارات الفكرية، حيث يحكي لنا أستاذ التاريخ أنهم كانوا في الماضي يدرسون جميع التيارات الفكرية.
وعي المرأة فكرياً وثقافياً وتعليمياً يؤثر بدرجة كبيرة على باقي أفراد الأسرة
التطرف في الأوساط النسائية أكثر خطورة وتأثيراً
المناشط النسائية التوعوية تسهم في تكوين شخصية المرأة سلباً أو إيجاباً
اختراق فكر المرأة من التيارات المتطرفة دليل على وجود خلل كبير
نساء خلف القضبان يتحدثن ل«الرياض» (أرشيفية)
د. الجازي الشبيكي: أغلب المتطرفات من أُسر مفكّكة والدور التربوي مهم في المواجهة
كوثر الأربش: كثير من المنضمين للإرهاب مرّوا بمرحلة "التهميش".. ودائماً تحمّل المرأة مسؤولية الفشل في تربية الأبناء!
رقيّة الهويريني: الأسرة لم تعد المربّي الوحيد.. وهؤلاء يلعبون على وتر العاطفة!
حضور «الرياض»
أسمهان الغامدي
عذراء الحسيني
رحاب الرميح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.