حين تدخل المرأة في بيئة الارهاب فإنها تمثل خطورة نوعية تفوق خطورة الرجل خاصة في منظومة الاسرة حيث يتشرب الصغار فكرهم وثقافتهم وقيمهم من الأم ويشربونه مع حليبهم. محاولة مي الطلق وامينة الراشد الهروب الى اليمن بهدف الالتحاق بداعش في سورية.. مع اطفالهما تمثل صفعة لكل من يقلل من تذكيرنا دائما بخطورة الفكر المتطرف وانغماسه في عالم المرأة.. لكل من يقلل تذكيرنا بما يدور في الاماكن المغلقة التي تقوم فيها تلك النسوة بالدعوة للفكر المتشدد الى حد التطرف.. والمنغمس في رغبة واضحة للجميع في اثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار الوطني ومحاولة الهروب تلك ليست سوى رأس الجبل لعمق فكري متغلغل بين الكثير من نساء دور الذكر والمراكز الدعوية واستغلال بعض التجمعات النسائية لبث فكرهن المتطرف بين النساء عموما والصغيرات منهن على وجه الخصوص.. ولعل استقراء الخريطة الاجتماعية لهذا الفكر يؤكد تنامي تاثير البيئة النسائية على اتساع قاعدة التطرف حيث نجد امرأة تسجد شكرا لان ابنها استشهد في سورية واخرى تتباهى احتفالا بالتحاقه بمجاهدي النصرة كل ذلك يأتي تاكيدا على دور الام في تعزيز ثقافة التطرف وضرورة معالجة ذلك من جذوره.. وربما يزيد حضور المرأة في عالم التطرف والارهاب بعد اعلان المملكة موقفها من تلك التنظيمات الارهابية وتجريم الملتحقين بها.. نتيجة انحسار الدور المعلن للرجل. لن اقف كثيرا عند هروبهما دون علم اسرهما ودون علم آباء اطفالهما ولن اقف عند سفرهما كل تلك المسافة بدون محرم. ولن اقف كثيرا عند خلوتهما بأغراب طوال الطريق من القصيم الى جازان فهما ذهبتا بمعية غرباء مع اطفال دون السادسة من اعمارهم بنية الجهاد مع داعش كل ذلك سنتركه للمحتسبين ضد رياضة البنات في مدارسهن وبين نساء مثلهن.. حالة التطرف الديني تجعلنا نفترض من باب المنطق انهما تثقفتا دينيا الى حد التخمة وان التطرف جاء بعد ان تجاوزتا حدود الفهم العام الى ادق التفاصيل بمعنى انهما ادركتا الحلال من الحرام، وتعرفان الاختلاف بين الخلوة بمعاييرها الشرعية، والاختلاط.. وان ما قامتا به لا يتفق مع دين ولا عرف ولكنه ينسجم تماما مع الحراك السياسي من منطلق الغاية تبرر الوسيلة.. فهما تعلمان يقينا ان حراكهما من المحرمات والشاهد انهما خرجتا دون اذن ولي امرهما ودون علم آباء أبنائهما. في المقابل تلك السيدتين هل تمثلان نفسيهما ام هما مجرد امرأتين خرجتا من مجموع يتحرك بيننا ويحمل خطابا في ظاهره التدين وفي مضامينه الداخلية يحمل حراكا ينزع نحو الفتنة والعمل الارهابي داخليا وخارجيا؟ في جانب آخر من مشهد الدعم الاجتماعي لحراك هؤلاء النسوة نجد انهما خرجتا مع مبالغ مالية كبيرة.. لن أسال من اين اتت فهذا شأن امني اثق تماما في قدرة وزارة الداخلية على معرفة كافة تفاصيله.. ولكن اجزم من واقع قراءة للمشهد الاجتماعي ان جزءا من تلك الاموال جاء عبر استغلال عواطف نسائنا ببعض المحاضرات حيث يعلو الخطاب الديني الكثير من المجالس.. ويتعمقن في تحريك المشاعر.. واستغلال حالة الحماس التي تصيب النسوة ثم تبتدئ حملات لجمع التبرعات واداء بعض المهمات مثل القاء المحاضرات في المدارس وعند مراسم العزاء حيث يتحولن الى متحدثات بعلم يتدفق غزارة دون اي حس انساني. حبن تذهب مي وآمنة لسورية ملتحقتين بداعش فهما تعلقان الجرس فقط.. نعم هما امتداد لفكر هيلة القصير ولكن اخطر حيث انهما جاءتا في مرحلة مهمة كشفت فيها المملكة ممثلة بالامر الملكي الذي جرم اصحاب هذا الفكر وبيان الداخلية الذي حدد تلك المجموعات وعلى رأسها داعش.. ذهابهما بهذه الجسارة يكشف عن تحرك الخلايا النائمة في اتجاه آخر حيث تحريك المرأة في البرنامج الارهابي خاصة مع مراعاة المؤسسة الامنية لخصوصية المرأة مجتمعيا من ناحية، وسهولة ممارسة الانشطة الفكرية واللوجستية بعمومها في عالم المرأة المختبئة بعيدا عن انظار المؤسسات الأمنية.. والرقابية.