عاشت الكرة السعودية خلال الفترة الماضية وتحديداً بعد وفاة الأمير فيصل بن فهد وعبدالله الدبل رحمهما الله ضعفاً واضحاً وحضوراً باهتاً على مستوى التمثيل في المناصب القارية بعدما كانت كلمتها مسموعة في الاتحاديين الدولي والآسيوي، بدليل العلاقات المميزة مع رئيس "الفيفا" السابق البرازيلي جواو هافيلانج ومن بعده السويسري جوزيف بلاتر ومسؤولي الاتحادات القارية الأخرى، إلا أن ذلك تراجع فيما بعد خصوصاً في عهد الاتحاد السعودي برئاسة أحمد عيد، وكان هذا الحضور عبارة عن تولي مناصب ك"ترضية" لا أقل ولا أكثر، بل إنه في كثير من الأحيان لا نعرف من هو ممثل المملكة في الاتحاد الآسيوي، وعلى الرغم من أن ياسر المسحل كان تمثيله مقبولاً بحكم علاقاته القارية، إلا أن أحمد عيد دخل على الخط وانتزع عضوية المكتب التنفيذي ولكن من دون فائدة تذكر. كانت الكلمة للأعضاء في شرق القارة، فهم الذين يؤثرون في القرارات خصوصاً على مستوى التحكيم والانضباط، وعلى الرغم من أن بعضها كان مضراً بالمنتخبات والأندية السعودية إلا أن الممثل السعودي كان دوره "السمع والطاعة" من دون أن يستغل عضويته وما يكفله له النظام بالاعتراض والتأثير لصالح رياضة بلده، وكسب تأييد الأطراف الأخرى، بل إن بعض هؤلاء الأعضاء يدافعون عن الكثير من القرارات التي يضر بعضها بأنديتنا ومنتخباتنا، والكل يتذكر كيف أيد المتحدث الرسمي السابق باسم الاتحاد السعودي عدنان المعيبد العقوبات التي أوقعها الاتحاد الآسيوي ضد الهلال، بينما هذا الاتحاد القاري يصمت أمام تجاوزات الأندية الإيرانية التي حولت مباريات كرة القدم إلى إرهاب بكل أسف، وسط صمت مطبق وقرارات خجولة من رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان آل الخليفة، على الرغم من خطورة الموقف وتمادى الإيرانيون بتجاوزاتهم، فضلاً عن كوارث التحكيم في نهائي 2014 للأندية وما لحق بممثل الكرة السعودية من ضرر، اكتفى من خلاله آل الخليفة بالوعد أنه لن يتكرر. بالأمس كان الصوت السعودي الرياضي يصل جميع أرجاء القارة الآسيوية من خلال تصريح رئيس مجلس هيئة الرياضية مع الزميل تركي العجمة في برنامج "كورة"، وهو الصوت الذي حرك المياه الراكدة وفتح الملفات وكشف المستور- وأصبحت الاتهامات محصورة بمسؤولين ظننا أنهم يعملون لصالحنا أو على الأقل الحياد-، إذ أكد عدم الصمت السعودي على الممارسات للاتحاد القاري ومن يوعز له بإلحاق الضرر ضد كرة القدم السعودية، وهذا يعني أن "ما فات ما مات" ونتمنى من ممثلي الوطن في آسيا أن يعلنوا موقفهم، وما هو رأيهم بما يحدث، وهل هو بعلمهم أم أنهم معزولون عن طبخ القرارات الخطيرة التي تدفع ثمنها الرياضة السعودية؟.. على الأقل يعلنون التنحي لتبرئة موقفهم وأنهم ليسوا مجرد أسماء "بصمنجية" يصوتون مع ما يريده الاتحاد الآسيوي.