بقي الاتحاد السعودي لكرة القدم .. شمعة تنير الدروب لكل ما هو عربي في حمى الترشيحات للاتحادين القاري والدولي .. وربما ينسحب ذلك على باقي الاتحادات المحلية في كثير من المناسبات .. وهذه السياسة حرمت الكثير من الكوادر السعودية من تولي المناصب العليا قاريا ودوليا .. وأول ضحايا هذه السياسة عبد الله الدبل "رحمه الله" حيث كان بالإمكان أفضل مما كان بالنسبة لمشواره الزاهي في المناصب القارية والدولية..!! وتلك السياسة وإن كانت صالحة للمرحلة الماضية .. لتوحيد الصف العربي .. وتقوية صوته .. فإن ما هو مطلوب في المرحلة الراهنة يختلف تماما عن مرحلة "الشمعة التي تذوب من أجل الآخرين" .. خصوصا أن حجم ومكانة الرياضة السعودية في آسيا والعالم أكبر مما يمثله كادرها في المؤسسات الرياضية القارية والعالمية ..!! وفي السباق المحموم لرئاسة "الفيفا" بين ابن همام وبلاتر .. تعد الاتحادات الخليجية والعربية القاطنة في القارة الصفراء العدة لترشيح ممثلها لتولي منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي .. وقد شعرنا بتحركات مكثفة في هذا المضمار .. لكننا لم نشعر ولو للحظة واحدة أن هذا الطموح موجود داخل أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم .. وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب أو بعيد .. رغم أن الشخصيات المرشحة لهذا المنصب لا تحمل اتحاداتها أي لقب قاري .. وميزتها أنها تملك إمبراطورية من العلاقات في شرق وغرب ووسط القارة الصفراء ..!! وحتى نضع النقاط على الحروف .. علينا أن نعترف أن ما ينقص الرياضة السعودية هي العلاقات مع الاتحادات الأخرى .. والشخصيات المؤثرة في صناعة القرار .. وهذه السلبية لا يوجد ما يبررها في الوقت الراهن .. خصوصا في السباق المحموم بين الاتحادات لوصول ممثليها لأعلى المناصب ..!! الحقيقة لا أعرف سر هذا التواضع في لغة العلاقات الدولية والقارية بالنسبة للرياضة السعودية .. رغم ان مدرسة الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» بنيت على هذا الأساس .. وكانت لعلاقته المتميزة مع هافيلانج دور أساسي في تقدم الرياضة العربية .. ودور أيضا في صناعة القرار الدولي .. !! أعتقد انه حان الوقت لطي صفحة المجاملات وتقديم الآخر .. على حساب الاتحاد السعودي وكوادره .. والدخول في معترك المنافسة الشريفة على المناصب والمقاعد الآسيوية والدولية .. ولكن قبل كل شيء .. فإن المطلوب من اتحاد الكرة بناء إمبراطورية علاقات فهو سلاح العصر في الرياضة الحديثة .. والطريق المؤدي للعب دور أكبر في الساحتين الآسيوية والعالمية .. وبدون انتفاضة العلاقات .. فإن كل ما يبذل سيكون مجرد سراب .. وهذا ما أكدته الانتخابات الماضية بين ابن همام والشيخ سلمان آل خليفة ..!! وبصراحة أكثر المتابع البعيد للساحة الرياضية السعودية يدرك تماما أن مستوى العلاقات بين اتحاد الكرة والاتحادات القارية والدولية ضعيف جدا .. ولا يرتقي للنزول في خضم انتخابات ضخمة .. مثل منصب رئيس الاتحاد الآسيوي .. وهذه الإشكالية يجب حلها قبل فوات الأوان حتى على مستوى الأعضاء في اللجان الآسيوية ..!! الحقيقة لا أعرف سر هذا التواضع في لغة العلاقات الدولية والقارية بالنسبة للرياضة السعودية .. رغم ان مدرسة الأمير فيصل بن فهد "رحمه الله" بنيت على هذا الأساس .. وكانت لعلاقته المتميزة مع هافيلانج دور أساسي في تقدم الرياضة العربية .. ودور أيضا في صناعة القرار الدولي .. !!