داخل دهاليز الاجتماعات الدولية والقارية يوجد الكثير من الأسرار والتربيطات الجانبية والتوجهات الجغرافية تصل حد تبادل المصالح عياناً بياناً وهو ما يوجه صوت القرار المطلوب لكون القرار يبدأ من قاع التوصية ليمر بمطبخ اللجنة المعنية ثم التصديق النهائي لدى المكتب التنفيذي وهو أعلى جهاز إداري بالمنظومات الرياضية!! في السنوات العشر الأخيرة أتيحت لي الفرصة لحضور عشرات الاجتماعات الدولية والقارية موفداً من قبل صحيفتي (الجزيرة) وأحيانا بدعوة من تلك المنظمات.. أعرف الكثير من الشخصيات وقد استطعت الفوز بثقتها على الصعيد الإعلامي.. كما كنت شاهد العصر على مواقف وأحداث مثيرة أدرك تماماً أسرارها الخفية التي ربما أجمعها في كتاب يوماً ما.. تلك الخبرة المتواضعة تجعلني أحد الإعلاميين الذين يحق لهم الحديث حول موضوع ممثلي الرياضة السعودية في الاتحادات الدولية والقارية بعد أن أصبحت عبارة (ضعف ممثلينا بالخارج) موضة يحاول بعضهم زرعها إجبارياً في عصب كل موضوع يطرح على الصعيد الخارجي..!! منطلقات تلك الموضة الغريبة التي طافت علىكثير ممن أتفاجأ بطرحهم أو تعليقاتهم تجعلني أضع عدداً من المسببات لوجودها وهي كالتالي: - بعضهم كان يتلذذ بالتهام كعكة المناصب الخارجية (العضويات) حيث كان طلب الترشيح يأتي من الفيفا والاتحاد القاري ليختفي بدرج مكاتبهم ويتم توزيعه بينهم بالكتمان وبالدور وهكذا منذ ثلاثين عاماً والكوادر السعودية محرومة من التمثيل الخارجي ولذلك سبّب لهم الوضع الحالي صدمة يحاولون اغتيالها بكثرة التشكيك بممثلينا الحاليين بعد أن فقدوا الكثير من السفريات السياحية على رقبة بند الانتداب المسكين..! - فريق آخر يسير وفق المثل الشهير (مع الخيل يا شقرا) فإن تم انتقاد ممثلينا صار مع المنتقدين دون أن يبحث عن حقيقة الوضع أو دقة مضامين النقد..!! - فريق ثالث عجز عن الوصول للتمثيل الخارجي وجننه ثقة الاتحادات القارية أو الفيفا بممثلينا الذين بعضهم أصبح يترأس لجانا وصاحب قرار مع أن هذا الفريق كان (يفحط) للوصول لنصف منصب لكنه فشل أو تم تجريبه وأثبت فشله وهو يحارب الآن لتشويه سمعة ممثلينا في كل منبر يصل إليه..! - الفريق الرابع أخذ النقد لممثلينا من منطلق شخصي بحت.. أي أن الدعوى تحد أو غيرة أو حسد أو عداوة شخصية أو من باب التعصب للأندية .. هؤلاء ثرثارون لكن مصداقيتهم لدى القارئ منخفضة ولا يشكلون قيمة حقيقية في هذا الموضوع..!! - فريق لا يعرف التغيرات التي طرأت على الشؤون الدولية والقارية ويظن أن الزمن هو الزمن والتغيير الحاصل مجرد برستيج فقط..!! خلال السنوات العشر الأخيرة تبدلت الأحوال عاماً بعد آخر وتعقدت أكثر فعقد الألماس الذي قال لي أحد سكرتارية مكتب شيخ من الخليج أنه أهداه يوماً لزوجة هافيلانج بناء على طلب معزبه لا يمكن اليوم أن يحقق هدفاً فالزمن غير الزمن والأمور تتعقّد، ولم يعد هناك سوى قليل جدا من المجاملة كثير جدا من المخرجات وتنفيذ المتطلبات فالعيون التي من الممكن أن تضع العصابة عليها أصبحت أقوى معصماً منك بل وأقوى دافعية منك!!. - لا يمكن لممثلينا أن يقنعوا القارة بأننا نستطيع تنظيم كأس آسيا ونحن نعجز عن تنظيم مباراة نهائية محلية..!! - لا يمكن إطلاقاً أن ننسف تطور الآخرين وتطورهم وأحلامهم وعملهم الدؤوب في الوقت الذي كانت الرياضة لدينا نائمة تنموياً وللأسف لا نخجل ونحن نرمي التهم على ممثلينا..!! - في السابق كان رئيس أي اتحاد يملك صوتاً رفيعاً وقوة لا يستهان بها وهو ما يجعل العلاقة مع هذا الرئيس تعني الكثير من الانسيابية والكثير من الدعم.. اليوم كل العيون مفتحة.. الاحتجاجات جاهزة.. الكل يريد.. الفارق هم يعملون.. نحن نتسول وزارة المالية لاعتماد مخصصات تطويرية..!! - القرارات تكون غالباً بناء على التصويت.. في السابق لم يكن هناك سوى فريق يتحكم بالتهام كعكة القرارات.. اليوم لا وألف لا.. مصالح الدول تنامت وارتفعت حد المطالبة بتعويض الإجحاف التاريخي لها..!! - لدينا في كرة القدم حوالي ثلاثة عشر ممثلاً في الفيفا والاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو أعلى رقم تاريخي للكرة السعودية.. أيضاً لدينا منجزات لممثلينا لكنهم لا يرغبون بالإفصاح عنها حتى لا تستثير أحداً فالعمل الصمت يحقق الكثير من الفوائد..! ممثلونا هم من أبعد مباراة دور الستة عشر بدوري أبطال آسيا لتاريخ لا يتعارض مع يوم الفيفا..!! لم يخرجوا ليعلنوا ذلك..!! ممثلونا هم من حافظ على مشاركة أربع فرق سعودية في دوري أبطال آسيا لعامين متتاليين برغم أن هناك اشتراطات لم تطبق وتم التعهد بتطبيقها في الوقت الذي كان هناك اتحادات تتمنى نصف مقعد..!! ممثلونا هم من أثبتوا قوتهم وعملهم المميز ليترأسوا لجنتين مهمتين وليمثل أحدهم القارة باللجنة التنظيمية لكأس العالم بجنوب إفريقيا والآن يتم اعتماده ممثلاً آسيوياً ببطولة القارات القادمة بالبرازيل..!! ممثلوناكانوا الأعلى صوتاً في كل الاجتماعات والأقوى حجة وحصلوا على ما يريدون في مناسبات عديدة كما هو الحال لاتحادات تحصل أيضا على ما تريد..!! ممثلونا هم من أنشأ لجنة المسؤولية الاجتماعية آسيوياً دون ضجيج لتصبح أهم واجهة بالقارة..!! ممثلونا يواجهون المواقف بكل شفافية ولذلك يحظون باحترام آسيا كلها..! بعضهم يريد أن تكون طلبات السعودية كلها مجابة.. يريد أن يعيد عقارب الزمن.. يقارن بين مرحلتين مختلفتين راغباً في الحصول على ذات النتيجة.. أمر محال.. مستحيل..!! المفحطون عن بعد والذين وجدوا أن النويصر والمدلج وصلا لرئاسة أهم لجنتين بالقارة الآسيوية ومرشحان لتسنم مناصب دولية هامة بجهدهما وعملهما يشكلان خطراً على طموحاتهما الفاشلة منذ زمن يكذبون على المتلقي حينما يقحمان كل إخفاق على ضعف تمثيلهما..!! العالم يعمل بجد وبقوة.. نحن نسير كالسلحفاة.. كيف يمكن لممثلينا أن يقنعوا العالم بأننا الأفضل.. الأجدر.. الأحق.. بالله عليكم أجيبوا؟؟ من حق الآخرين أن يأخذوا مثلنا وأن يحاربوا لذلك.. نحن نريد كل شيء لنا وفي صالحنا.. أو سنتباكى على حال ممثلينا.. فعلاً أمر عجيب جداً..!! ما كنت أود أن أخوض في هذا الموضوع لولا معرفتي التامة والتاريخية بما فعله النويصر والمدلج منذ أول يوم وطأت قدمهما الاتحاد الآسيوي وحتى اللحظة.. للتاريخ فقد ظلما كثيراً إعلامياً.. كما ظلم آخرون مثلهما.. العزاء الوحيد أن ممثلينا بالطريق لتسنم مناصب عالمية فيما المفحطون عن بعد لا زالوا يحلمون بربع منصب على الأقل يتباهون به أمام أطفالهم..!! قبل الطبع: كثير من الناس تستطيع أن تجعلك تبتسم.. يبقى المحك فيمن يجعلك ترتقي..!!