التحول الوطني هو حلم وطن وضرورة حتمية فرضتها الظروف وسبقتها إخفاقات سابقة في التحول والابتعاد عن الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي للدولة. كان هناك بالماضي غير البعيد محاولات كثيرة وخطط أكثر للنهوض بالاقتصاد وتنويع مصادر الدخل ولكن الإخفاقات كانت حليفة هذه المحاولات. والمتابع للخطط السابقة أو الإستراتيجيات السابقة في التحول الوطني يجد أنها كانت جيدة كخطة أو دراسة ولكن أخفقت في التطبيق. تعتمد الدولة في وضع خططها على مكاتب استشارية عالمية تتسم بوضع خطط وتوصيات جميلة ومستقبل أجمل ولكن كل هذا على الورق وعند بدء الدولة في التطبيق تصطدم بالواقع الذي يحول هذه الخطط والدراسات إلى هدر مالي وإرباك لقطاعات الدولة المختلفة. ومن خلال ذلك يجب التنويه أن وضع الخطط والدراسات من قبل المكاتب الاستشارية العالمية ليس بالأمر الصعب ولكن الصعوبة والمحك الحقيقي هو في تطبيق هذه الخطط إلى واقع ملموس وعدم إهدار الموارد في خطط جميلة على الورق ولكن مستحيلة التطبيق على الواقع. ومن هذا المنطلق يجب أن يكون لدينا مثال لدولة أو أكثر نجحت في التحول الوطني ومعرفة الصعوبات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها ونجحت في تطبيق هذه الخطط. ومن المهم استقطاب مسؤولين من تلك الدول ممّن قاموا بأنفسم بوضع وتطبيق خطط التحول الوطني في دولهم وتمكينهم من المشاركة في وضع ومراجعة وتعديل خطط التحول الوطني والأهم المشاركة الحقيقية في تطبيق هذه الخطط على أرض الواقع لدينا. لنكن واقعيين؛ المسؤولون لدينا ليس لديهم الخبرة والتجربة الحقيقية في تطبيق التحول الوطني وأي إخفاق في التطبيق سيكلف الكثير من الموارد الضخمة التي رصدتها الدولة لتطبيق التحول الوطني. الخطط السابقة في التحول الوطني كانت تفتقر إلى الشمولية وتوحيد قطاعات الدولة نحو أهداف محددة. خطة التحول الوطني الحالية أو رؤية 2030 بقيادة عرّاب الاقتصاد الجديد الأمير محمد بن سلمان، هي أول خطة تعمل على توحيد جميع قطاعات الدولة نحو تحقيق أهداف محددة وواضحة، ونتمنى أن يكون تطبيق هذه الخطة بنفس براعة ما كتب بها.