لا يوجد معيار مشترك يُمكن استخدامه لإجراء المقارنة للمساواة بين بترول حوض بيرميان الأمريكي وبترول حوض الغوار العظيم. لأن بترول بيرميان هو من البترول الصخري غير التقليدي وتختلف طريقة إنتاجه وتكاليف استخراجه عن طريقة إنتاج وتكاليف استخراج البترول من حوض الغوار الذي هو أرقى وأسهل أنواع البترول التقليدي. لقد بدأ إنتاج بيرميان في بداية القرن الماضي عام 1921 عندما كان الإنسان الأمريكي يقف على مفترق الطرق ليختار لأول مرة نوع الوقود الذي يستخدمه في سيارته التي كانت في بداية انطلاقتها حينذاك. فهل يختار السيارة الكهربائية بتكاليفها العالية ومسافاتها القصيرة وبطاريتها الثقيلة أو السيارة العملية ذات الاحتراق الداخلي التي تسير على البترول. وهكذا أدى انتشار السيارات إلى الارتفاع التدريجي في إنتاج بيرميان إلى أن وصل 959 ألف برميل في اليوم عام 1958 لتلبية الطلب على البنزين. ثم عندما اكتملت وانتشرت الطرق السريعة في أنحاء أميركا ازداد الطلب على السيارات وبالتالي واصل إنتاج بيرميان الزيادة سنة بعد سنة إلى أن وصل إنتاجه إلى ذروته عام 1973 عند مستوى 762.9 مليون برميل في السنة وهو يساوي 2.09 مليون برميل في اليوم. بعد عام 1973 مباشرة أشرقت شمس الغوار العظيم من جوف الصحراء العربية وسطع ضوؤه فعمّ الشرق والغرب بخيراته لرخص وجودة وغزارة بتروله فانطفأت شمس بيرميان وبدأ إنتاجه ينخفض تدريجيا سنة بعد سنة إلى أن انخفض إنتاجه إلى أقل من 300 مليون برميل في السنة كما كان في بداياته قبل عام 1958. وبقي إنتاج بيرميان على هذا المستوى المنخفض إلى عام 2006 حيث احتكر الغوار مركز الصدارة وأصبح مضرب المثل في عظمته وتسيّده دون منازع على جميع حقول البترول في العالم. استمر إنتاج بيرميان عند مستواه المنخفض واستمر بترول الغوار في آداء دوره بجدارة بإمداد العالم بما يحتاجه من البترول إلى عام 2008. حيث أصبح الطلب على البترول أكبر من قدرة الغوار وحده على سد الفجوة في أسواق البترول وقفزت أسعار البترول عالياً ونظر العالم نحو الغوار مستنجداً به ليغطي الفرق كالعادة. وصدر تقرير وكالة الطاقة (IEA) لعام 2010 يقول: إن إنتاج المملكة سيصل 14.6 مليون برميل ولكن صرح معالي المهندس النعيمي بعدها أن طاقتنا الإنتاجية لن تزيد على 12.5 مليون برميل. وهكذا بدأ إنتاج بيرميان يعود للارتفاع منذ عام 2008 مدفوعاً بارتفاع أسعار البترول فبلغ الآن مليوني برميل في اليوم وبدأ البعض يزعم مُبالغاً أن البترول الصخري سيُغرق العالم ولن تجد أرامكو من يشتري منها بترول الغوار.