يمنّي الهلاليون النفس في ترويض هذه البطولة الآسيوية في ظل الأفضلية لفريقهم ومشاركات متوالية ومستوياته ونتائجه لافتة خلال النسخ المنصرمة، لمضاعفة ألقابه الآسيوية المختلفة بين "دوري وكأس وسوبر"، وكان يفعل ذلك عام 2014، لولا الأحداث التي صاحبت مواجهة إياب النهائي أمام سيدني الأسترالي، من فضائح تحكيمية آسيوية كانت العنوان الأبرز لمنعه من تحقيق اللقب، وشهدت إيقافاً للحكم الياباني سيئ الذكر، وكشف العديد من التلاعب والرشاوي بالنتائج، وهي صفحة كانت مؤلمة، نجح نجوم "الزعيم الملكي" في طيها ليعود في النسخة الحالي أكثر قوة وتوهجاً وعنفواناً كعادته، نظير ما يملك من نجوم محليين وأجانب مميزين تحت إشراف جهاز فني بارع بقيادة الأرجنتيني رامون دياز، وخلفهم إدارة نموذجية بقيادة الأمير نواف بن سعد، ليستأسد في دور المجموعات ويحقق صدارة مجموعته الرابعة ب12 نقطة، متفوقاً على بيروزي والريان القطري والوحدة الإماراتي، وفي دور ال16 يتجاوز استقلال خوستان الإيراني ذهاباً وإياباً، وفي دور ربع النهائي تفوق على العين الإماراتي إياباً وتعادل ذهاباً، ومن ثم التأهل إلى الدور نصف النهائي وكسب بيروزي ذهاباً بنتيجة 4-صفر، ثم تعادل إياباً 2-2، ليتأهل مباشرة لملاقاة بطل الشرق اوراوا الياباني، ولن يكون الطريق سالكاً أمام ممثل الوطن في نيل مراده فخصمه عنيد ولديه أسلحة خطيرة. أكثر ما يخيف المشجع الهلالي والوسط السعودي الرياضي الذي يأمل في تحقيق منجز للوطن التراخي أمام اوراوا ريدز، وربما الجزم بأنه أسهل من شنغهاي أو غوانزو الصينيين، بينما الحقيقة تقول إن وصول الفريق الياباني لهذه المرحلة لما يأت من فراغ؛ فهو فريق صعب ومنضبط تكتيكياً، ويعلم دياز جيداً بشراسته، ولا يمكن الاستهانة به، ولكن يبقى الهلال الآخر متمرساً ومتمكناً، مما يؤكد أننا أمام نهائي صعب بكل المقاييس على نجوم "زعيم آسيا" أن يدركوا جلياً بعد وصولهم لمرحلة الحسم أن النهائي سواء بالرياض أو في طوكيو لن يكون سهلاً وينتظرهم مع مدربهم عمل جاد لرسم خطة نهائي يغلفها الإصرار والعزيمة من اللاعبين والإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم لتحقيق إنجاز جديد، يؤكد أنهم "أسياد القارة". وعلى كل هلالي خصوصاً اللاعبين والمدرب أن يضعوا بالاعتبار أن الفترة المتبقية قبل النهائي لن تكون سهلة، وهذا يحتاج لإعداد نفسي مختلف من الجهاز الإداري والفني، تفادياً للضغوطات على الفريق ما بين مشاركة قارية وأخرى محلية، وأكثر ما يمنح المزيد من التفاؤل بين أنصار "الزعيم" أن ثلاثاً من بطولاته على مستوى القارة بجميع المسميات، كانت أمام فرق يابانية هي جابيليو وشيميزو وناغويا.