يعود الهلال غدًا الثلاثاء لمواجهة بيروزي الإيراني في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بعد أن أنهى مواجهة الذهاب برباعية نظيفة ومريحة، لكنها لا تزال غير كافية لإعلان الفرح رسميًا وتبادل التهاني بالوصول إلى نهائي القارة، وبدء الاستعداد لمواجهة شانغهاي الصيني أو أوراوا ريد الياباني. الحذر واحترام جنون كرة القدم وتقلباتها هما طريق الهلال الأسهل إلى النهائي، وإن أراد أن يتجاوز الإياب بأسهل الطرق وأقصرها وبأكبر كمٍ من المكاسب فعليه أن يدخل المواجهة وكأنها جديدة، من دون حسابات سابقة وثقة مفرطة بأن التأهل مسألة وقت، والاعتقاد بأن المباراة التي تنتظرهم مجرد أداء واجب، وإلا فقد يجد الهلاليون أنفسهم في موقف صعب لطالما وضعت فيه كرة القدم كل من استهان بها وبتقلباتها وجنونها وجنوحها إلى الغدر بكل من يأمن غدرها!. قبل أشهر استطاع برشلونة أن يقصي باريس سان جيرمان من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوزه عليه بنتيجة 6-1، بعد أن ظنَّ الجميع أن "الباريسيين" حسموا التأهل في لقاء الذهاب برباعيتهم النظيفة، وقبل أسابيع كاد غوانزو الصيني أن يكرر الحادثة بعد فوزه على مواطنه شانغهاي بنتيجة 5-1، بعد أن تراخى لاعبو الأخير وركنوا لنتيجة الفوز ذهابًا برباعية نظيفة، وكادوا أن يدفعوا الثمن غاليًا، وقبل أيام فقط استطاع بيروزي الإيراني أن يهز شباك خصمه استقلال خوزستان في الدوري المحلي بثلاثة أهداف في ثماني دقائق فقط، في أكبر تحفيز معنوي ترجمه الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش مدرب الفريق بعد المباراة بقوله إنَّ الثلاثية هي رسالة موجهة إلى الهلال، وأنَّه لا مستحيل في كرة القدم!. لاعبو الهلال ومدربهم الخبير رامون دياز سيكون عليهم أن يأخذوا رسالة برانكو على محمل الجد، ليس خوفًا منه ولا احترامًا له بقدر ما هو احترام لكرة القدم، أما المهمة التي لا تقل صعوبة عن التأهل للنهائي، فهي وجوب الحذر من الإنذارات التي ربما تحرم الفريق من أحد لاعبيه المهددين بالإيقاف عن ذهاب النهائي، فالهلال سيكون بحاجة لكل لاعبيه أمام الخصم الأقوى وفي المحطة الأهم في مشواره، ومن المهم جدًا أن يحذر المهددون بالإيقاف سلمان الفرج، وعبدالملك الخيبري، ونيكولاس ميليسي، ومحمد جحفلي، وسالم الدوسري من بطاقة تحرم الهلال أحد أسلحته المهمة، خصوصاً أنَّ نتيجة الذهاب ستساعد لاعبي الزعيم على اللعب بهدوء وتركيز بعيدًا عن الانفعال والضغط الذي قد يسيطر على الإيرانيين، والواجب أن يحذر لاعبو الهلال من أي محاولة إيرانية لجرهم إلى خارج النص، حتى يصلوا إلى النهائي مكتملًا ومستعدًا بكل أسلحته لاستعادة اللقب المسلوب!.