إيجابيات النت لا حدود لها، وليس من سلبياته أن بعض خريجي الثانوية والجامعات يجدون صعوبة في الكتابة بلغة عربية سليمة خالية من الأخطاء. القدرة على التعبير لدى الطلاب ليست بمستوى الجودة في السابق. يمكن أن نقول إن التقنية هي السبب ولكن هذا لا يحل المشكلة. التقنية خدمت الإنسان في كل مجال لكنها لم تمنع المدارس من تدريب الطالب في مرحلة مبكرة على القراءة والكتابة دون استخدام الكمبيوتر. ونضيف أيضاً أن التقنية التي تساعد الطلاب في إعداد البحوث لا تعني أن يتخرج الطالب من الجامعة وهو لا يعرف أساسيات إعداد البحوث. التقنية لا تعني هجر القراءة فلماذا كبرت الفجوة بين الطلاب والقراءة؟ ماذا نفعل في مدارسنا وجامعاتنا لتعزيز علاقة الطالب بالقراءة؟ بين جيل وآخر تحدث تغيرات تؤثر على حياة الناس وعاداتهم وأساليب عملهم ومصادر ثقافتهم. القراءة تأثرت بتطورات التقنية، الجيل الجديد يقرأ عن طريق النت ولذلك يرفض اتهامه بأنه لا يقرأ. التقنية جاءت لخدمة الإنسان، تساعده في الوصول إلى المعلومة بسرعة لكنها لا تمنع الإنسان من التفكير في كيفية الوصول إلى المعلومة وتحليلها والإضافة إليها. التقنية اختبار لإرادة الإنسان حتى لا تتحول إلى سجن ذاتي يعزل الإنسان عن عالم الواقع. كتبت مرة عن العلاقات الالكترونية على حساب العلاقات الإنسانية مشيراً إلى أن وسائل التقنية منتجات علمية رائعة لكن الإنسان الذي اخترعها أساء استخدامها فأصبحت تتحكم فيه بدلاً من أن يتحكم بها. التقنية بريئة لأن القرار بيد الإنسان، هو الذي يقرر متى ينشغل بوسائل التواصل الاجتماعي ومتى يجتمع بأفراد عائلته، هو الذي يستخدم لغة راقية أو لغة هابطة، هو الذي يستخدم الجوال أثناء قيادة السيارة ولم يفرض أحد عليه هذا السلوك، هو الذي يهرب من الواقع إلى العالم الافتراضي. التقنية تطورت في مجال الطب لكنها تصبح عديمة الجدوى بدون أخلاق الطبيب. في مجال الاتصالات يرى البعض أن من سلبيات التقنية إضاعة الوقت، وبث الإشاعات والمعلومات الخاطئة. وتلك تهم يمكن تحويلها إلى إيجابيات لأن تلك التقنية كشفت عن خلل ثقافي، كما ساهمت من خلال التطبيقات الإدارية في رفع مستوى الأداء والخدمات وجودة المنتجات والسرعة في الإنجاز وخفض التكاليف. يمكن القول إن استخدام التقنية في كل المجالات كمجال الأمن والطب والاتصالات والأسلحة هي اختبار أخلاقي. كما يمكن القول إنها في مجال التعليم مهمة لكنها في مجال التربية لا يمكن أن تكون بديلاً للإنسان. الملاحظ في الحديث عن (سلبيات التقنية) التركيز على مجال الاتصالات وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي. وهنا نقول إن العبارة الصحيحة هي (إساءة استخدام التقنية) وهذا الاستخدام السيئ ممكن أن يحصل في مجال الاتصالات وفي مجالات أخرى وأكثرها خطورة مجال الأمن. أما في مجال التعليم فإن التقنية بكل إيجابياتها وهي كثيرة لا تغني عن المعلم ودوره التربوي في بناء شخصية الطالب وتطوير مهاراته واكتشاف قدراته وتنميتها.