ناقش خبراء في السياسة والإعلام والبحوث، في جامعة زايد في إمارة أبوظبي، خلال ندوة لمركز المزماة للدراسات والبحوث تحت عنوان "مخاطر السياسة القطرية على أمن المنطقة"، حيث وضع الدور الخطير الذي تلعبه الدوحة والجزيرة تحت المجهر، وعُرضت تفاصيل تجارب عن قرب مع مخططات أشبه بانتشار خلايا خبيثة في جسد المنطقة. وامتازت "ندوة مخاطر السياسية القطرية على أمن المنطقة" بنوعية الخبراء والمختصين الذين شاركوا فيها وما قدموه من إثباتات وأدلة قاطعة على إرهابية النظام القطري واستهدافه لأمن واستقرار الشعوب والمنطقة، وهم: الدكتور سالم حميد رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث، ومحمد فهمي مدير قناة الجزيرة الإنجليزية سابقاً، ويوسف البنخليل رئيس تحرير صحيفة الوطن البحرينية وأمجد طه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني وأبحاث الشرق الأوسط، والصحفي المصري عادل حمودة. الجمعيات الخيرية غطاء لأهداف الدوحةوطهران بنشر الفكر المتطرف قطر مولت جماعة "الإخوان" في مصر بنحو ثمانية مليارات دولار حيث أكد الدكتور سالم حميد أن مفهوم السيادة لا يعطي الحق للأنظمة بإلحاق الضرر بالدول والشعوب الأخرى، ولا يمكن لنظام الحمدين أن يستمر في التآمر ضد الإمارات وباقي دول المنطقة تحت مبرر سيادة الدولة. وأكد أمجد طه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني وأبحاث الشرق الأوسط أن هدف النظام القطريوالإيراني من إرسال المساعدات وتأسيس الجمعيات الخيرية هو التدخل وتكوين الجماعات لاستخدامها أدوات ضغط وتحريض المواطنين ضد الأنظمة والتجسس ونشر الفكر المتطرف عن طريق هذه الجمعيات وعقد الندوات وشراء بعض الشخصيات. وخلال الندوة قدم محمد فهمي عدداً من الوثائق والشهادات من بعض العاملين في قناة الجزيرة تثبت إرهابية القناة ودعمها للفكر المتطرف ووجود علاقات بينها وبين شخصيات وجماعات متطرفة، وأكد فهمي أن القناة تحولت إلى جزء من الصراع في أحداث المنطقة بدعم الإرهابيين مادياً وليس صوتاً إخبارياً كما تدعي، حيث ترى قناة الجزيرة أن من حرية الصحافة والإعلام دعم الإرهاب والترويج لأفكاره، ونوه إلى أن هذه القناة تعرض مراسليها لخطر القتل وتعمل جاهدة من أجل حرف الرأي العام العربي والغربي، وأنها تستخدم تقنيات الصيد لاختراق الإيميلات والحصول على المعلومات، وأثبت فهمي من خلال عمله فيها أنها اخترقت كافة الأعراف والقوانين الإعلامية ولا يمكن الثقة فيها وبما تنشره أبداً ولا يمكن العمل فيها. إضافة إلى ذلك مايقدم من الرشاوي التي تستخدمها قطر في الترويج لسلوكها من خلال شراء الأقلام واستمالة الذمم بالأموال، وقال: "المال أصبح له قوة في الصحافة الغربية والدليل على ذلك هو نشر صحيفة "واشنطن بوست" لخبر اختراق الإمارات لوكالة أنباء قطر الرسمية "قنا" وقد تم ذلك برشوة قطرية". وتطرق يوسف البنخليل إلى أوهام النظام القطري في سعيه إلى تحويل قطر إلى قوة إقليمية عظمى، وأكد أنه لا يمكن لقطر بسياساتها الخاطئة وعلاقاتها مع أنظمة وتنظيمات إرهابية أن تصبح قوة إقليمية كما تخطط، لأنه ينقصها كافة عوامل القوة الإقليمية، وباعتبار أن البنخليل متدرب سابق في أكاديمية التغيير، فقد أكد أن هذه الأكاديمية هي فتنة قطرية تستدرج الشباب إلى تدمير الأوطان، حيث كانت تدرب شباب خليجيين ما عدا القطريين والعمانيين على العمل على قلب أنظمة الحكم. وخلال الندوة كشف أمجد طه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني وأبحاث الشرق الأوسط معلومات خطيرة حول أنشطة مسؤولين في النظام القطري، وأكد أن سفير قطر قد التقى مع شخصيات هاربة من العدالة الإماراتية في بريطانيا، وينسقون حالياً لمظاهرات أمام السفارة الإماراتية في لندن، وأضاف أن السلطات القطرية دفعت أموالاً طائلة للإفراج عن متهمين بالإرهاب ومنهم رشيد مصلي وأحمد مفرح أحد قيادات تنظيم الإخوان السرية، وأيضاً محمد الأحمدي أحد أعضاء القاعدة وهو مسؤول الملف اليمني في قناة الجزيرة حتى الآن، ومراد دهينة وهو إرهابي مطلوب للعدالة وكان يهرب الأسلحة للسودان، وهؤلاء الإرهابيون شوهدوا في مؤتمر نظمته قطر، واعتبر أمجد طه أن قطر في سلوكها التخريبي والإرهابي هي عبارة عن نسخة إيرانية في منطقة الخليج العربي، وكشف طه أن هناك جماعات إرهابية تعمل داخل الكويت متورطة قطر بدعمها، والكويت سينفذ صبرها قريباً من الإرهاب القطري، وختم كلمته بأن قطر ارتكبت جرائم وجنايات وتسببت بقتل وتدمير الشعوب العربية. وتطرق إبراهيم المقدادي إلى العلاقات والاتفاقيات العسكرية والأمنية بين طهرانوالدوحة، وما تتضمنه من تهديد على أمن دول الخليج بشكل خاص والدول العربية بشكل عام، وأكد وجود تكتم من كلا الطرفين على بنود هذه الاتفاقيات التي وصفها بالخطيرة، لا سيما أن بعضها يسمح بتواجد عناصر وضباط من الحرس الثوري وفيلق القدس على الأراضي القطرية وفي المياه الإقليمية لقطر أي المياه الإقليمية لدول الخليج العربي، وهو تهديد إيراني مباشر صنعته قطر ضد أشقائها العرب، وطالب المقدادي الأنظمة العربية بضرورة التحقق من تفاصيل الاتفاقيات التي عقدتها قطر مع إيران، وما يمكن أن تشكله من مخاطر على الدول الخليجية والعربية، وإضافة مطلب الكشف عن تفاصيل الاتفاقيات بين إيرانوقطر ضمن مطالب الدول المقاطعة لقطر لتصبح 14 مطلباً بدلاً من 13. كما كشف الصحفي عادل حمودة خلال الندوة عن أهم أهداف أنشطة الإخوان العلنية والسرية وهي تدمير أنظمة ومؤسسات الدول وخاصة الأمنية لإضعافها ومن ثم السيطرة عليها والترويج لأفكارها المضللة، وكشف حمودة أنه في إحدى اللقاءات التي جمعته بأمير قطر حمد بن خليفة السابق قد لاحظ أنه كان خفيفاً وضعيف الشخصية وحتى لم يكن يجيب هو على الأسئلة بنفسه، بل كان غيره من يجيب عنه، ما يعني أن هناك أياد خفية تدير قطر من الخارج عبر شخصيات نافذة في الداخل القطري، وكشف عادل حمودة أن قطر مولت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بنحو ثمانية مليارات دولار حتى الآن لتمكينهم للوصول إلى السلطة. وخلصت الندوة إلى مجموعة من النتائج تنوعت بين بيانات وتوافق للرؤى ومطالب ودعوات، وأكدت على عدة نقاط تهم الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي أبرزها: أن مقاطعة الدول العربية الأربعة لقطر كان قرار حكيماً وصائباً، وعاملاً مهما في حماية الأوطان والمواطنين، وأن هذا القرار يهدف إلى معاقبة النظام القطري مع الحرص على عدم إلحاق أي ضرر بالشعب القطري الشقيق. وأكدت الندوة أن النظام القطري متهم بدعم الإرهاب والتطرف وزعزعة أمن واستقرار الدول العربية، ولا يمكنه إنكار ذلك بعد تقديم الكثير من الأدلة والوثائق، لذا فإن استمرار أنشطة النظام القطري يعني مزيداً من الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة. ودعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد النظام القطري، وعدم استبعاد أي حل لإنهاء التآمر القطري ومعاقبة نظام الحمدين قانونياً، وإنهاء معاناة الشعب القطري وإنقاذ المكتسبات والثروات القطرية من أيادي أصحاب المشاريع التوسعية مثل إيران وتركيا وجماعة الإخوان. عادل حمودة: شخصية حمد بن خليفة مهزوزة