بدأت المواجهة التي كانت تثير مخاوف بين الانفصاليين الكاتالونيين والسلطات الاسبانية أمس بتدخل الشرطة لمنع اجراء الاستفتاء على استقلال المنطقة في مواجهة آلاف من سكانها المصممين على التصويت. ومن جيرونا الى برشلونة وفيغيراس، تجمع آلاف الكاتالونيين أمام مراكز الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء الذي منعه القضاء الاسباني لكن السلطة الكاتالونية أصرت على المضي قدما فيه في تحد غير مسبوق للدولة الاسبانية. وبدأت الشرطة الوطنية الاسبانية مصادرة صناديق وبطاقات اقتراع في المنطقة مع فتح مراكز الاقتراع صباح أمس، كما أعلنت وزارة الداخلية. وقالت الوزارة في تغريدة مرفقة بصور وضعتها عند الساعة التاسعة (07,00 ت غ) "هذه هي الصناديق والبطاقات الأولى التي صادرتها الشرطة في برشلونة"، مؤكدة أن "رجال الشرطة يواصلون انتشارهم في كاتالونيا". وذكر شهود عيان أن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي بينما قال آخرون انها قامت بضرب متظاهرين في برشلونة بالقرب من مدرسة في وسط المدينة اقتحمتها الشرطة لمصادرة صناديق اقتراع ما أدى الى سقوط جريحين على الأقل. وفي جيرونا دخلت شرطة مكافحة الشغب بالقوة الى مركز الاقتراع الذي يفترض أن يدلي فيه رئيس كاتالونيا. وأظهرت مشاهد التلفزيون عناصر من الشرطة المسلحة يحطمون الباب للدخول الى المركز الرياضي الذي تم اختياره كمكتب للتصويت. لكن الرئيس الانفصالي كارليس بيغديمونت تمكن من المشاركة في الاستفتاء، كما ظهر في صور بثتها السلطة التنفيذية على حسابها على تويتر. وقال المتحدث باسم الحكومة خوردي تورول في مؤتمر صحافي "الحكومة اليوم في موقع يسمح لها بالتأكيد بإجراء الاستفتاء على تقرير المصير مع الضمانات التي وعدنا بها". وأكد أن السلطة التنفيذية لديها "احصاء شامل" يسمح للناخبين بالتصويت في أي مكتب في المنطقة. وأكدت سلطات كاتالونيا أنها أقامت 2300 مركز اقتراع ليتاح ل5,3 ملايين كاتالوني التصويت. وكان الانفصاليون الحاكمون في كاتالونيا منذ سبتمبر 2015 دعوا في السادس من سبتمبر الى هذا الاستفتاء على الرغم من حظره من قبل المحكمة الدستورية وغياب التوافق داخل مجتمع كاتالونيا نفسه في هذا الشأن.