نظم انفصاليو كاتالونيا مسيرة حاشدة في مدينة برشلونة أمس، إحياءً ل «اليوم الوطني» للإقليم ودعماً لاستفتاء يعتزم تنظيمه حول الاستقلال، وحظرته السلطات الإسبانية. وغالباً ما يستغلّ الانفصاليون «اليوم الوطني» لكاتالونيا للمطالبة بدولة مستقلة، علماً أنه معروف ب «لا ديادا»، ويحيي ذكرى سقوط برشلونة في 11 أيلول (سبتمبر) 1714 في نهاية حرب خلافة في إسبانيا، انتصر فيها مطالب بالعرش ينتمي الى عائلة بوربون. وتصاعد التوتر بين مدريدوبرشلونة، منذ جمّدت المحكمة الدستورية الإسبانية الاستفتاء المقرر في 1 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بعد طعن قضائي من رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، اذ تعتبر الحكومة أن الاستفتاء مخالف للدستور الذي ينصّ على أن إسبانيا دولة غير قابلة للتقسيم. وتعتزم حكومة رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بيغديمونت إعلان الاستقلال في الساعات ال48 التي تلي الاستفتاء، إذا فازت فيه. وحضّ بيغديمونت المطالبين بالاستقلال على النزول في الشارع، لإظهار دعمهم الاستفتاء، وكتب على موقع «تويتر»: «أن نخرج بقوة يوم لا ديادا ضروري لكي ينجح الاستفتاء». وأضاف في إشارة الى الإسبان: «سنتفوّق عليهم بطريقة سلمية وديموقراطية، كما يحدث دائماً، وفي 1 تشرين الأول سنتفوّق عليهم في صناديق الاقتراع. الحكومة أعدّت كل شيء». وشدّد على أن «صناديق الاقتراع توحّد ولا تقسّم»، وزاد: «ما يقسّم وما يؤذي الديموقراطية هو عدم السماح بالتصويت». وأعلن أن لدى السلطات في الإقليم صناديق اقتراع وأوراق تصويت مخبأة وجاهزة للتوزيع في أي لحظة، علماً أن الشرطة دهمت مكاتب صحيفة محلية ومطبعة يُشتبه في أنها شاركت في طبع بطاقات الاقتراع. وقال الناطق باسم حكومة كاتالونيا جوردي تورول: «التاريخ اختارنا. إنه شرف كبير لكنه مسؤولية كبيرة أيضاً». وأضاف في لييدا، وهي مدينة لا يريد رئيس بلديتها تسهيل تنظيم الاستفتاء: «على الجميع أن يسأل نفسه: ماذا سأفعل في 1 تشرين الأول؟ المساعدة على التصويت أم المساعدة على منعه؟». وفي ذروة الحركة الموالية للاستقلال عام 2012، خرج حوالى مليون شخص إلى الشوارع. لكن استطلاعات رأي أظهرت انحسار دعم الاستقلال، وبات مؤيّدوه أقلية. لكن معظم الكاتالونيين يريدون تنظيم الاستفتاء على الاستقلال.