اهتمام كبير ودعم جديد، ومتابعة دائمة من ولاة الأمر لشتى المجالات ونهضة الوطن ورقي المواطن، ومواكبة التطلعات باستثمار الإمكانات المتاحة كافة، وحصد النجاح، والاستمرار في التصاعد والبقاء في القمة، أو العودة إليها عند التراجع وتوقف العجلة بعض الشيء، وما يسعد الجميع ويحفز من يعمل ويساعده على تخطي الحواجز أن عيون القيادة السعودية لا تتجاهل أي منجز وتقدير أي نجم والاحتفاء بأي إداري ناجح، ومد يد الدعم لأي حكم مميز، وتشجيع أي مسؤول يساهم في رقي الرياضة ويرسم لها طريق النجاح، ويعبر بها إلى آمال وطموحات الرياضيين جميعاً. تلكم هي الرسالة الجميلة التي تبعث بها القيادة السعودية دائماً للنجوم كل في مجاله تعبيراً عن الكفاح والبذل والوفاء، والتقدير والعطاء باسم الوطن تحت رايته الخضراء، بالأمس فعلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- مع الكثير من المميزين والمتألقين في مختلف المجالات يقيناً منه أن الدعم يصنع الرجال، والتحفيز يبرز النجوم، والتوجيه يسجل النجاحات، والتكريم يفجر الطاقات لدى المبدعين ويحفز قدرات كل من لديه موهبة الإبداع، واليوم يجددها مع نجوم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وقيادة هيئة الرياضة ومسؤولي اتحاد الكرة وجميع من كان شريكاً بتأهل المنتخب السعودي الأول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة، هذه العناية وإن كانت تتكرر باستمرار دليل على أن الجميع في قلب القائد، وتحت أنظار ولاة الأمر، وأن الرياضة أصبحت صناعةً ومجالاً للاستثمار، واحترافاً وتنمية للعقول، وصحةً للأجساد، وروحاً تركض بها الأقدام، وفكراً ينهض بسمعة الوطن في المحافل العالمية. وغير أن استقباله لنجوم الوطن ومن ساهم في صناعة الإنجاز العالمي الجديد، موقف تقدير وعنوان للإنصاف، ومبادرة تحفيز، ورسالة اهتمام في جميع المجالات، فهي ترمي إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حث الأجيال الحالية والمقبلة على تقديم ما يمكن فعله من أجل الوطن، والمغادرة إلى "روسيا 2018" وفي أذهان صناع التأهل، لفتة ملك وتوجيه قائد، وتمثيل رسالة مجتمع يحملونها في المعترك العالمي الصيف المقبل، مجتمع لا يكتفي بعشق الرياضة والفرجة عليها، ومتابعة مباريات المنتخبات المشاركة كما هو في جميع النسخ السابقة، إنما يتسلح بروح الوطن والإبداع والتطلع لفعل شيء مميز ومختلف عن جميع المشاركات الماضية في "المونديال" ونتائج تتلائم واهتمام القيادة بقطاع الشباب والرياضة والعمل على تذليل الصعاب في طريقه، وتفرغ اللاعبين للعطاء داخل المستطيل الأخضر باعتبار أن قيادةً سعوديةً ومجتمعاً يلتحف بالشال "الأخضر" يريد تغيير الصورة عن جميع المشاركات المونديالية السابقة، وعدم الوقوف فقط عند الدور الأول، بل تكرار تجربة نهائيات 1994 وتحقيق ما هو أفضل منها. عندما يقول قائد الوطن ووالد الجميع للاعبين: "يسرني أن أكون معكم في هذا اليوم وأنتم تمثلون بلدكم الذي كما تعرفون نتشرف جميعاً بتمثيله، قبلة المسلمين بلاد الحرمين منطلق العروبة"، فهو يضخ لديهم روح القوة والعزيمة والإصرار، والاستشعار أنهم يحملون اسم الوطن، ويمثلون الإسلام والعروبة، ووضع ذلكم في مخيلتهم عندما تنطلق صافرة البداية في روسيا، وتتجه أنظار عشاق الكرة إلى هناك، لمشاهدة من يرفع راية علم بلاده ويستثمر التظاهرة العالمية بتطبيق عمله وتخطيه واحترافه على أرض الواقع ويعود بنتائج إيجابية. أما عندما يخاطبهم بجملة: "اعتمدوا على الله قبل كل شيء وأعملوا جهدكم كله والعلم عند الله". فهو يرفع عنهم حمل المسؤولية الكبيرة والضغوطات ويهيئهم للمحفل العالمي بروح عالية ويزيل رهبة التجربة العالمية الجديدة، واليقين بأن المطلوب منهم تقديم ما يوازي مهاراتهم ودعم القيادة لهم. ويؤكد خادم الحرمين -حفظه الله- في كلمته لنجوم الوطن: "فوزكم هذا مكسب لبلدكم وعلى كل حال ما هو من السهل أن تصلون إلى حدث دولي مثل هذا، ومحبكم يغبطكم عليه وحاسدكم سيزيد حسده"، وبذلك فهو يخاطبهم بروح الوطن، وضمير القائد المحفز لجميع أفراد الرعية، والتأكيد على أن ليس كل لاعب ينال شرف التأهل إلى نهائيات كأس العالم باستثاء المبدعين الذين يصنعون حضورهم ويجددون نجوميتهم، وهذا كاف لأن يصنع روحاً جديدة لدى "الأخضر" ومن يقوده فنياً وإدارياً. ولا تقتصر رسائل الملك سلمان المختصرة والمهمة على من يمثل المنتخب السعودي الأول ويعمل في اتحاد الكرة وهيئة الرياضة حالياً فقط، إنما تتجاوزهم إلى الأندية والاتحادات الأخرى واللجان والحكام وضرورة العمل بروح وطنية واحدة تحافظ على نجاحات الحاضر وتصنع المستقبل الجميل بالعمل الاحترافي والتخطيط الجيد واستذكار ما يريده ولاة الأمر أن يكون الشباب والرياضة عليه من تقدم وازدهار، لذلك على كل رياضي استثمار هذا التوجيه والعمل بموجبه والانطلاق من خلاله إلى مكانة تعلي شأن رياضة الوطن وتبرز دور الشباب وترسم ملامح نهضة جديدة تواكب طموحات ولاة الأمر وفرحتهم الكبيرة عند أي نجاح يسجل باسم الوطن الكبير.