يمثل تأهل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة بعد غيابه عن المونديالين الماضيين مردودا لافتا كان فيه استشفاء وعودة للروح اللائقة وهيبة المملكة العربية السعودية رياضيا، والذهاب مجددا لمقارعة منتخبات العالم، بعد بناء تراكمي، ولن ننسى في ظل الفرح باني ومؤسس المجد والأولويات الأمير عبدالله الفيصل والأمير فيصل بن فهد رحمهما الله والأمراء سلطان ونواف وعبد الله بن مساعد، ورؤساء الأندية ومن بذلوا جهدهم في منجزات الكرة السعودية، وصانعي الحضارة العالمية الخامسة الثنائي أحمد عيد والمهندس عادل عزت واتحاديهما والأجهزة الفنية والإدارية ونجوم الإنجاز ومن استحقوا تقدير واعتزاز القيادة. ولعل بداية وقف هدر المال بسبب التعاقدات المحلية بحضور الأجانب الستة، والعمل على إقرار نظام الخصخصة احدى خطوات التصحيح والجذب الاقتصادي المدروس على غرار نظم الدول المتقدمة، والعودة بالرياضة السعودية إلى الواجهة العالمية بدعم من القيادة التي كانت حاضرة في مواجهة "الأخضر" أمام اليابان ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله الذي بعث رسائل جديدة تضمنت البقاء في الملعب ليكون المشجع للوطن قبل المسؤول، وعلى الرغم من تواجده في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة إلا أن ظهوره في آخر المباراة يوحي إلى أنه ترك الضوء للرجال داخل الملعب فقط، ولم نره إلا في النهاية كمشجع شارك المدرج والمواطن البسيط الفرح، وغادر المكان من دون بهرجة، وتبادل مع الجماهير لقطات الفرح والختام، وقبل ذلك اشترى تذاكر المباراة، ورفع الروح لمعنوية لدى اللاعبين، وكان الرد متبادلا بين الجميع. اما ما يحتاجه المنتخب بعد التأهل فذاك مرتهن بخطط صادقة وصريحة وتبنى على أنقاض فشل آخر مشاركتين في المونديالين السابقين، وعمل خطة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، ووفق آلية يبتعد فيها النجوم وإدارة المنتخب عن وصاية الأندية الكبيرة وأعلام التأزيم والعصبية، ووضع إستراتيجية يكون فيها المنتخب أولا، وشعار المرحلة المنتخب قبل الأندية، ووضع الخطط المناسبة لإراحة اللاعب واستحضار فكره وجهده ل"مونديال روسيا" فقط، وأن يحصر اتحاد الكرة مشاركة لاعبي المنتخب في بطولة الدوري فقط، وتكون بقية المشاركات حصرية بغير هؤلاء اللاعبين، واستثمار أيام "الفيفا" لملاقاة منتخبات قوية، ونتاجها تهيئة اللاعبين وإبعادهم عن شبح الخوف الذي ربما ينال منهم أمام الفرق الكبيرة، وأن نستفيد من الخبرات المعاونة خارج الملعب وحدوده كحضور الأطباء والخبراء النفسيين والاجتماعيين والنجوم والمدربين السابقين، ونعيد المدرج المخطوف ونقنعه أن المنتخب أولا والأندية ثانيا وعاشرا، فنحن أمام وضع لا مكان فيه لاجتهادات الزمن الماضي، وكل خطوة ستكون محسوبة ومدروسة.