خطوات متسارعة لهيئة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم على خط متوازٍ قبل نهائيات كأس العالم 2018، وبين مؤيد ومتحفظ ومعترض على بعض القرارات، يبرز دور الإعلام الرياضي الوطني الذي لا يقف مع هذا المسؤول أو ويطبل للمسؤول ذاك، هما يؤديان مهمة مكلفين بها من ولاة الأمر وستنتهي في يوم من الأيام وتبقى رياضة الوطن، وكيف نقف مع بعض ونتساعد لبناء جدار قوي تتكئ عليه هذه الرياضة وتعود إلى الواجهة القارية ولا يكون دورها فقط المشاركات الدولية والاحتفال بالتأهل إلى كأس العالم. من يغض الطرف عن الأخطاء وينتقد أخطاء مماثلة لاختلاف الأشخاص والمسؤولين، فهو لا يبحث إلا عن مصالحه الخاصة، وهذا خطأ كبير جدا، بمعنى لو ترجل هذا المسؤول سيكون طرح البعض وتعاطيهم مختلفا مع المسؤول التالي، هذا ما عانينا منه في فترات سابقة، ومثل هذه التناقضات ليست غريبة وتحتاج إلى شرح مفصل لا تكفيه المساحة، ولكننا وضعناه كمدخل لما نريد الحديث عنه، وهو الحضور الفعال لرئيس مجلس هيئة الرياضة وقربه من الاتحاد السعودي واتخاذ العديد من القرارات التي لا يمكن أن نندفع ونطبل لها أو نصفها بالمميزة، ولكن على الأقل نتفاءل ونراقب وندعمها معنويا ولا نثبط المعنويات حتى نرى النتائج ونحكم، ونشاهد ماذا يقدم "الأخضر" في مونديال روسيا 2018، ونهائيات كأس آسيا 2019 بالإمارات؟ إذا لم يكن رجل الرياضة الأول قريباً من اتحاد الكرة والأندية فمن يكون؟ من يطبل فوق المدح الطبيعي ويحتفي بالقرارات، فهو تعود على مثل هذه الأمور، ولكن المسؤول ليس ساذجا أو أن هدفه المدح فقط، وتركي آل الشيخ رجل دولة، وملم جيدا بتفاصيل الوسط الرياضي وطموحات الشباب قبل وبعد تنصيبه قائدا للرياضة السعودية، ومن يرفع شعار الهجوم ضده أو من يبالغ بالتطبيل فحتما ستكون له مآرب معظمها بدافع الميول، أو لمصالح يسعى المادح والناقم لتحقيقها، وكل هذا نجزم أنه لا ينطلي على رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة المؤتمن على المشروع الرياضي الوطني الكبير وبناء جيل قوي يتزامن مع تطلعات وخطط الدولة حفظهاالله. مسألة أن الرجل يتدخل في الاتحاد السعودي ويفرض بعض الأسماء ويتخذ بعض القرارات بالتنسيق مع الاتحاد، فكل هذا لايعنينا -ومعظم الأندية والاتحادات احتموا في فترات سابقة بهيئة الرياضة وهذا هو دورها-، ولكن مايعنينا ماهي النتائج؟ وهل تليق بهذه التحركات، والخطط والقرارات المقبلة؟.. هذا هو مربط الفرس. وما يثلج الصدر ويجعلنا ننحاز مع دعم المسؤول الرياضي الجديد -ولو فقط خلال الأشهر المقبلة التي تشهد إعداد "الأخضر" إلى نهائيات كأس العالم- أن ما ينقل عنه أنه لم يات لخدمة ميول وأطراف معينة، إنما الإشراف على مشروع وطني سيكون محاسبا عليه أمام ولاة الأمر والشارع الرياضي الذي لا يرحم، فضلا عن طموحه بوضع بصمة مشعة في جبين رياضة الوطن وهذا ما نحتاجه ونتطلع إليه. الاعتراض على القرارات الحالية أو أي قرارات مقبلة، كل هذا لا يجدي إنما يوجد حالة من الاحتقان والشوشرة على تحضيرات "الأخضر" وخطط رياضة الوطن نحو خلع جلباب التراجع والوقوف على أرضية صلبة تنطلق منها إلى ما يرفع من قيمتها ويعزز هيبتها، ماجد عبدالله خدم الوطن كلاعب من خلال المنتخب والنصر ولا يختلف عليه اثنان من حيث النجومية، ومسألة هل هو مؤهل للعمل الإداري فهذا ما تخبرنا به مباشرته للعمل وخوض كأس العالم والمناسبات الأخرى قبل أن ننتقد قرار تعيينه، ومثل ما أي طرف آخر من حقه خدمة وطنه وخوض تجارب فماجد هو الآخر من حقه أن يبدأ تجربة جديدة. أما القرارات الأخرى كتشكيل لجنة فنية مهمتها متابعة كل ما يخص تطوير كرة القدم السعودية والعمل على وضع الخطط المناسبة لرفع مستوى اللعبة بما يضمن صناعة جيل متفوق من اللاعبين والاستفادة من المواهب الوطنية، وبناء منظومة علاقات متينة مع الاتحادات القارية والدولية، واستقطاب خبرات وكفاءات عالمية متخصصة ضمن الخطوات التطويرية لرئيس مجلس الإدارة بالتنسيق مع الاتحاد السعودي نحو تطوير لعبة كرة القدم والاهتمام بصناعة مستقبل الرياضة بما يوازي حجم الدعم والاهتمام الكبيرين من القيادة، وتشكيل لجنة لاستكشاف المواهب الكروية وذوي الإمكانات والقدرات الكروية المتميزة، واستقبال المواهب من مختلف المناطق والمحافظات من مواليد السعودية المقيمين الذين لا يحملون الجنسية، وقبل ذلك دعم تركي آل الشيخ للاتحاد السعودي لكرة القدم بتعاقده مع المدرب الأرجنتيني إدغاردو باوزا، لقيادة المنتخب السعودي حتى نهائيات كأس العالم المقبل، كل هذه الخطوات تجعلنا لا نطبل للرجل وقربه من اتحاد الكرة ونتهمه بالتدخل، كما كان في عهد الأمير عبدالله بن مساعد، ولكن على الأقل نقف في خط الحياد والمراقبة ما الذي ستسفر عنه هذه الخطط؟ وما يعزز من الأمل أن رئيس مجلس هيئة الرياضة يهمه قبل كل شيء نجاح الكرة السعودية ومختلف الألعاب وقد استهل ذلك بالدعم المادي الكبير لنادي الهلال بواقع 30 ألف ريال لكل لاعب بعد الفوز على العين والتأهل إلى دور الأربعة في دوري أبطال آسيا، ثم وعده بتقديم 100 ألف ريال لكل لاعب في حال التأهل إلى النهائي، وحضوره لمواجهتي الأهلي والنصر، والاتحاد والهلال، في "دوري جميل"، وبكل تأكيد أن هناك تحركات وقرارات لم يعلن عنها، خطوات موفقة تفرض على الجميع مباركتها حتى لا يكون البعض سببا في تثبيط المعنويات والتأثير على "الأخضر" والرياضة السعودية كلل، ويكون هو الملام لأنه لم يساعد على رفع الروح المعنوية، إنما بدأ بالنقد قبل أي عمل.