أحداث كثيرة تمر بها المنطقة العربية، بعضها بسبب عوامل داخلية وبعضها مؤامرات من دول لها أطماع توسعية، وبعضها من أحزاب قومية أو دينية لا تزال تعيش على أحلام الماضي وتجد الدعم من دول لا تريد الخير لهذه المنطقة وعلى رأسها إيران ومن يناصرها، ورغم ذلك تسطر المملكة قيادة وشعباً يوماً بعد يوم انتصارات على أكثر من مستوى، بالأمس كانت الدولة بكل مؤسساتها الأمنية والصحية والخدمية تعمل كفريق واحد لإنجاح موسم الحج الذي تفخر به المملكة وبما تقدمه لضيوف الرحمن من خدمات، وقد كان موسم هذا العام استثنائيا بكل المقاييس من حيث السلامة وحسن التنظيم بفضل متابعة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي أشرف على كل التفاصيل، مما جعل هذا الموسم هو الأفضل بشهادة البعيد قبل القريب. ولم يكن نجاح موسم الحج سوى واحد من نجاحات كثيرة تحققها المملكة مؤخراً، فعلى الصعيد السياسي برز الدور الكبير الذي تقوم به المملكة على مستوى العالم مع أهم القوى الفاعلة وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا للقيام بكل ما فيه مصلحة المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار الذي بدونه لن يكون هناك تنمية ولا أمن، وعلى الصعيد الاقتصادي يقود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واحداً من أهم التحولات التي تشهدها المملكة للتحول إلى قوة اقتصادية كبرى أساسها تنويع مصادر الدخل والاهتمام بالإنسان والتنمية المستدامة لما فيه مصلحة الأجيال القادمة بإذن الله. اليوم تشهد الوزارات والهيئات حراكاً منقطع النظير وفي سباق مع الزمن لتلبية مطالب مجلس الاقتصاد والتنمية لإنجاز مبادرات التحول وتحقيق أهداف الرؤية 2030، وقد أصبح التنسيق والتعاون بين الوزارات هو السمة البارزة بعد أن كانت الوزارات جزرا معزولة من الصعوبة تحقيق التنسيق أو التكامل فيما بينها. وفي الوقت الذي تمتد الأيدي للمزيد من البناء ترتفع أياد أخرى تحمل السلاح للحفاظ على أمن المملكة في الداخل وعلى حدودها ومياهها الإقليمية وسمائها، وحتى الأحداث الصغيرة يحتفل بها المواطن، فقد تجلت فرحة الشعب بفوز المنتخب لتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني لهذا الفوز المستحق، وقد أسعدهم كثيراً وجود ولي العهد بينهم في تلك اللحظات السعيدة. لقد تظافرت عوامل كثيرة جعلت المملكة تحصد هذه النتائج المفرحة للقيادة والشعب ومن أهم هذه العوامل: أولاً. القيادة الواعية المخلصة هي أساس كل نجاح، والمملكة ومنذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله وهي تسير بخطى ثابتة نحو المزيد من التقدم والاستقرار، لقد ركزت القيادة الحكيمة للمملكة على عناصر أساسية من أهمها التنمية لجميع المناطق، والأمن لكل المواطنين، وتوثيق عرى الصداقة مع الدول الفاعلة على مستوى العالم، ومن تتاح له الفرصة لزيارة القرى النائية في أطراف المملكة يدرك مدى اهتمام الدولة بالتعليم والصحة وإيصال الخدمات الأساسية. واليوم تقوم القيادة ممثلة بخادم الحرمين وولي عهده بجهود استثنائية للتغلب على المصاعب الاقتصادية التي فرضتها عوامل دولية ومحلية، وعلينا ألا نستعجل النتائج فالأهداف الكبيرة بحاجة إلى الوقت والمال والمتابعة لتصبح واقعاً نعيشه. ثانياً. أثبت الشعب السعودي مدى حبه وإخلاصه لوطنه وقيادته، وقد تجلى ذلك في مواقفه الحازمة أمام كل الهجمات التي تتعرض لها المملكة، وحرصه على المحافظة على المكتسبات من خلال النقد البناء الذي ينشد المزيد من البناء والإصلاحات، من يتتبع مواقع التواصل الاجتماعي يجد أن الأمن والاستقرار يعتبر خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، عدا مواقع مشبوهة أكثرها يبث سمومه من خارج المملكة، لقد وصل الوعي لدى المواطن حداً جعله يتفهم آلام التحول الاقتصادي المؤقت في سبيل إنجازات كبيرة قادمة. ثالثاً. لدى المملكة إمكانات هائلة وعوامل قوة لا توجد لدى أي دولة عربية أو إسلامية، إمكانات اقتصادية وسياسية ودينية، وموقع جغرافي ومساحات بحجم قارة جعلها تأخذ الصدارة دون منازع، وقد حرصت الدولة بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمير محمد على تعظيم هذه العوامل والاستفادة القصوى من هذه الامكانات لتصب في مصلحة المملكة بوجه خاص وأمن المنطقة واستقرارها بشكل عام. المملكة بلد الإسلام والسلام، بلد التنمية المستدامة والقوة، بلد ما زال يمد يد العون للأشقاء والأصدقاء، لكنه لا يسمح بأي حال أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية، حتى ولو كان من أقرب الدول أو الشعوب.