أي متابع موضوعي لم يتفاجأ من فشل محاولة المحرضين القابعين في طرقات الضياع أو خلف أسوار قصور الفتنة والتحريض، لتحريك الشارع السعودي يوم 15 سبتمبر، كما فشل من قبله 11 مارس، في عز الخريف العربي نجح الشعب السعودي في حماية وطنه، ليس لأن المحرضين لم يبذلوا جهودهم ويدفعوا الأموال برغبة النجاح....، ولكن لأن تحريك الشارع السعودي غير ممكن لاعتبارات كثيرة سآتي على بعضها... من يتابع إعلامنا ومنصاتنا في الإعلام الجديد سيجد مساحة واسعة من النقد والبحث عن الأفضل، وذلك الهامش في حرية التعبير يتفوق على كثير من الإعلام في أغلب الدول العربية وخاصة الدول التي تزعم أنها تؤمن بالرأي والرأي الآخر...، لا نتردد في نقد أي موضوع فيه خدمة للمواطن، ولا نجد حرجاً في محاسبة مقصر.....، نعم هناك ضوابط ولكن تبقى المساحة المتاحة كبيرة قياساً بالجيران..؟؟ نختلف حول الأولويات ولا نتفق أحياناً على بعض التفاصيل... ولكن لا نختلف حول وحدة الهدف، ولا نختلف حول نظام الحكم، والنتيجة أن تلك الحملات تؤكد أن الولاء يتزايد لقناعة المواطن بسلامة سياسة حكومته، وثقته المطلقة بقيادته، بالإضافة لتزايد الوعي بأهداف هؤلاء المجرمين... المواطن السعودي لا يثبت ولاءه لوطنه وملكه فقط، بل ويكشف أن هؤلاء المجرمين في حالة إفلاس، وعدم إدراك لواقع المجتمع السعودي... انشغلوا في التخطيط والتنفيذ للإساءة لنا وإثارة الفتنة في ثنايا المجتمع بين تحريك طائفي وشراء ذمم الخونة، وتحريض الشباب على العمل الإرهابي....، ممارسات خبيثة أشغلتهم عن بناء أنفسهم، فكانت ثروتنا في التصدي لهؤلاء هم أبناء الوطن، شبابنا في غير مجال، وخاصة منصات الإعلام الجديد حيث مساحة الحرية للفرد وصعوبة التوجيه من المواقع الرسمية، فكان الحراك السعودي ليلة ويوم خمسة عشر سبتمبر حراكاً أخضر اللون بطريقة عفوية وحراكاً شبابياً بالدرجة الأولى، مما يعني معه أن المعلومات التي وصلتهم من خلية الاستخبارات معلومات غير دقيقة، ولا تعبر إلا عن مشاعر ناقليها، أما المجتمع السعودي فهو لا يساوم على وطنه وأمن وطنه، المواطن السعودي لا يختلف حول ملكه... ما لا يعرفه هؤلاء أن المواطن السعودي يقف مع قيادته قناعة، وليس قوة أو خوفاً، ويقف مع قيادته إيماناً بحكمتها وصلاحها... من وقف أمام المفسدين من مجرمي التحريض في الداخل والخارج ليسوا رجال الأمن الذين انتهت مهمتهم عند إفشال مجرمي التفجير وخلية التجسس والتخابر مع الأعداء، من وقف أمام التحريض وشياطين الفتنة هم شباب مستنير بالعلم والوعي وانتماء وطني، يوم الجمعة الماضية لم تتوقف الحياة في مدننا أو قرانا، ذهب المصلون وعادوا دون أن يعلم أغلبهم بتلك الدعوة، لم نحتج لاستقدام قوات تحمي الشعب من نفسه، فلمن لا يعرف المواطن السعودي، يعتبر ملكه جزءاً منه وجزءاً من المكون الشعبي...، لأن المواطن السعودي سواء كان إعلامياً أو طبيباً أو معلماً أو بائع خضار أو إمام مسجد أو أمير منطقة أو ضابط مرور أو مهندساً أو عضواً شورياً أو ربة منزل، كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، الجميع قالوها إلا الملك والوطن وأمن شعبنا لا مساومة عليهم.