من تابع فرحة الناس بنجاح عملية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يعلم يقيناً اننا في هذه البلاد نختلف على آليات العمل ونختلف على مستوى الخدمات ونطالب بقوة بالارتقاء بها ولكننا لا نختلف على حب الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو وان كان هنا يمثل نفسه فهو رمز للنظام. نعم فرح الجميع بنجاح عمليته وقبل ذلك تابع المواطن مراحل الاعلان عنها بداية ببيان الديوان الملكي بتحديد موعد اجراء العملية، ثم بدخوله المستشفى ثم بنجاح العملية. في جزء من المشهد الآخر يحاول البعض اطلاق رماح الاحباط في خاصرة المجتمع السعودي بكل الطرق دون ان يدرك ان المواطن جزء من الاصلاح وليس محرك الفتن. فرحة المواطن السعودي؛ والاهم اتساع مساحة التوقع الايجابي من قيادته الحكيمة حيث تارة ينتظر بدل سكن وتارة زيادة في الراتب وتارة راتب شهرين بمناسبة نجاح عملية خادم البيتين حفظه الله.. بصرف النظر عن الرؤية الموضوعية حول تلك التوقعات الا انها تكشف حالة من الايجابية في المشاعر بين المليك والشعب فكلما ارتفعت التوقعات الايجابية بين الحاكم والمحكوم كلما كان ذلك مؤشرا لايجابية العلاقة بينهما والعكس صحيح. حمدنا الله كثيرا على سلامة خادم البيتين ودعونا الله كثيرا لحفظ بلادنا، ولم يمنعنا ذلك ولن يمنعنا عن المطالبة بالتطوير والتقدم فنحن كنا ومازلنا نؤمن عن قناعة ان الاوطان تقوم على اكتاف رجالها وان التطوير والتغيير ارادة انسان يؤمن ان المسؤولية تكاملية وليست مساراً واحداً.. ولكن التغيير والبناء لا يرتكز على الفتنة ولا يقوم على ارض الاحباط.. بل هو قناعة بقدرة الانسان وواجب الانسان وحق الانسان في خيرات وطنه وبناء وطنه. قراءة احتفالية المواطن السعودي بنجاح عملية مليكه قد يصعب على البعض تحليلها؛ ولكن من يعرف طبيعة المجتمع السعودي يدرك ان ذلك جزء من سيكلوجيته المحبة لأبي متعب كما يحلو للاغلبية تسميته. بين بياض الاحتفالية عند الاغلبية وسواد الاحباط عند البعض تكمن مناطق قوة الانتقال بمجتمعنا من حالة الاستكانة الى حيث يكون التغيير والتطوير ضرورة حتمية يرتقي من خلالها كامل المجتمع. لمن لا يعرفنا ولا يستطيع بناء توقعاته من المواطن السعودي يمكنه قراءة المشهد بموضوعية ليقف من خلالها على اتجاه حراك المجتمع السعودي، وان رغبة التطوير لديه واصراره على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمه له ورفع مستوى دخله لا تعني الاختلاف حول قيادته بأي حال من الأحوال.