عقب مباراة لكرة القدم بين منتخبنا الوطني والمنتخب العراقي والتي فاز فيها المنتخب السعودي.. انتشر خبر تعرض السجناء السعوديين في السجون العراقية لصنوف مريعة من التعذيب والتنكيل تشفيا وحقدا إثر تغلب المنتخب السعودي على المنتخب العراقي. وبين آونة وأخرى يعتصرني الألم وغيري من المواطنين عندما يعلن عن إعدام شاب سعودي في العراق من قبل السلطة العراقية.. في بلد يعيش حالة من الانفلات الأمني.. والصراع المذهبي.. والعنف اللا إنساني. ولا يختلف الأمر في سوريا وسجونها.. وقبلا في أفغانستان.. واكتظت أقفاص سجون (غوانتنامو) بشباب سعوديين !!. ونتساءل على الفور.. ما الذي ذهب بأبنائنا إلى هناك؟! ولماذا رموا بأنفسهم ومصيرهم وحياتهم في تلك المستنقعات بالغة الخطورة.. كيف تورطوا في صراعات دامية في دول أخرى مع جماعات متطرفة وتيارات إرهابية.. دوافعها تمتد من طائفية مقيتة إلى مصالح شخصية ومرامٍ مالية.. وأخرى غير معروفة !!. من الذي دفعهم لإلقاء أنفسهم في أتون التهلكة بهذه الصورة.. وكيف تشكلت لديهم القناعات إلى الدرجة التي عميت فيها أبصارهم وبصائرهم وقذفوا بأنفسهم إلى الجحيم.. وسمحوا بذلك أن يستغلهم البعض ويغرر بهم ويضللهم.. تاركين أهلهم وذويهم يعيشون الحزن والأسى. كنت أظن أن تجربة أفغانستان «المروعة» ولت وانتهت إلى غير رجعة بعد أن انكشف الزيف وطارت الأقنعة بأحلامها السرابية الكاذبة وفضحت الكرامات المزعومة.. وقتل فيها من قتل وتيتم وترمل على إثرها الكثير.. وعاد منها البعض مثقلا بأفكار تحمل طابعا تكفيريا وإرهابيا.. مع قدرة عسكرية على استخدام آلات القتل والتدمير. أضرت تلك التجربة الظلامية ببلادنا وسمعتها إضرارا جسيما.. تماما كما أضرت بالمواطن السعودي وسمعته.. حتى تغير نمط التعامل معه والنظرة إليه في الخارج.. من نمط اللون الأخضر الذي تشرع أمامه الأبواب ويمنح الترحيب والمرور الآمن السريع.. إلى اللون الأحمر الموجب للريبة والشك والتدقيق والتفتيش !!. ومن هذا المنطلق فإن الأمر الملكي الكريم القاضي بتجريم الانتماء للتيارات والجماعات المتطرفة داخليا وخارجيا.. وتحديد العقوبات الصارمة نحوها.. يجسد حكمة القيادة وحرصها على أبنائها. الأمر الملكي أوجد نظاما واضحا محددا للتعامل مع الفئات الضالة المشاركة في جماعات وأعمال إرهابية.. ولم يقتصر على ذلك بل شمل معاقبة مؤيدي وداعمي ومحرضي ومشجعي الفكر الإرهابي.. وهذا أمر مهم.. فالمحرضون هم الذين يعيشون في ظلال الحياة الآمنة ويدفعون الشباب الغض إلى ميادين التهلكة والضياع. الأمر الملكي كان قرارا حكيما يعكس حرص القائد على حفظ أمن الوطن والمواطن وحماية لشبابنا من السقوط في المهالك وتجنيبهم مواقع الفتن والدمار.. كما يوقف تجاوزات العابثين المضللين للشباب المستغلين لستار الدين.. البريء مما يرمون إليه. وإذا كان القرار جاء واضحا صارما محددا.. ليكون بذلك هناك «نظام رسمي» يتم بموجبه المحاسبة والعقاب.. فإنه يضع حدا لعبث العابثين بمصير الشباب والتغرير بهم وإقحامهم في صراعات.. لا يدركون أبعادها. فالسجن للمدنيين يصل إلى 20 عاما.. ويغلظ على العسكريين ليصل إلى 30 عاما الذين يشاركون في أعمال قتالية خارج المملكة دون علم السلطات الرسمية والذين ينتمون لتيارات وجماعات دينية أو فكرية متطرفة.. أو المنظمات المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا.. ويشمل ذلك تأييد هذه المنظمات والتعاطف معها أو دعمها ماديا أو معنويا.. أو التحريض على شيء من ذلك أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة. وحتى نصل إلى هدف القضاء على هذه الظاهرة القاتمة.. فإن على الجهات المختلفة.. كوزارة التربية والتعليم.. ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة أن تنهض بدورها لتوعية الشباب والمجتمع عموما حول هذا الأمر.. لتكمل الدور الذي يضطلع به النظام الجديد وتتحقق أهداف الحفاظ على الوطن والمواطن.