الودائع من أهم مصادر التمويل لذلك تحرص البنوك على تنميتها وجذب مزيد من العملاء، وتقديم كافة الخدمات التي تساهم في تنمية تلك الودائع وإعادة استثمارها من خلال عمليات الإقراض أو الاستثمار في سندات الدين الحكومية، وهناك ودائع مكلفة تدفع البنوك عليها عوائد مثل الودائع لأجل أو الحسابات الادخارية وهنالك ودائع تحت الطلب يمكن للعميل سحبها في أي وقت دون إبلاغ البنك عند موعد السحب أو قيمته وهذا النوع من الودائع محبب لدى البنوك وتسعى كثيراً إلى دفع العملاء اليه. وتعتبر البنوك السعودية من أكثر البنوك استفادة من الودائع تحت الطلب في العالم حيث تستحوذ على أكثر من تريليون ريال سعودي من الودائع غير المكلفة بسبب تركيبة العملاء الذين يتورعون عن أخذ فوائد على إيداعاتهم لعدم توافقها مع الضوابط الشرعية، ولا تهتم البنوك كثيراً بابتكار بدائل شرعية للودائع الزمنية أو الادخارية لكي لا تذهب الودائع تحت الطلب إلى تلك المنتجات ولقد انعكست هذه الميزة على أرباح البنوك السعودية التي تعتبر الأفضل عالمياً، ولذلك تتوجه كثير من الاستثمارات الأجنبية الى الاستثمار في أسهم البنوك، ومع إدراج السوق السعودي في مؤشرات فوتسي وMSCI ستكون البنوك السعودية من أوائل شركات السوق التي سيتم إدراجها في هذه المؤشرات العالمية للأسواق الناشئة. ويستحوذ مصرف الراجحي والبنك الأهلي على نصف الودائع المصرفية غير المكلفة، مما أعطاها ميزة تنافسية في الاستفادة منها في التوسع في التمويل بأسعار جيدة وخصوصاً في عمليات تمويل الأفراد ولذلك جاءت أرباحها أفضل بكثير من أرباح البنوك الأخرى وانتهجت البنوك الجديدة مثل مصرف الإنماء وبنك البلاد إلى ابتكار بدائل شرعية للودائع لأجل أو حسابات الادخار من أجل منافسة البنوك الكبيرة واستقطاب عملاءها. وقد نجح مصرف الانماء في استقطاب ودائع وصلت الى 86 مليار ريال نصفها تقريباً مكلفة بينما لم ينجح بنك البلاد وهو المؤسس قبل مصرف الانماء بسنوات وقد تكون البدائل التي طرحها أقل جودة من بدائل مصرف الإنماء أو أقل منها عائداً، ولكن يلاحظ أن مصرف الإنماء خلال الفترة الأخيرة قام بتجنيب مخصصات خسائر تمويل كبيرة قد تكون بسبب تكلفة الودائع التي ربما دفعت إدارة المصرف إلى منح تمويل إلى شركات ذات جدارة ائتمانية أقل من المطلوب، أما البنوك التي لديها نسب مرتفعة من الودائع المكلفة يأتي بنك الاستثمار في المرتبة الأولى بودائع مكلفة تجاوزت 63 % ثم البنك الأول بنسبة 60 % أما مصرف الراجحي فان الودائع المكلفة لديه أقل من 12 % ويعتبر من أفضل البنوك في العالم بهذه النسبة المتدنية يليه البنك الأهلي التجاري ولديه فقط 21 % من الودائع المكلفة، وبلغت الودائع المكلفة بنهاية الربع الثاني 2017 حوالي 613 مليار ريال تمثل حوالي 36 % من إجمالي الودائع المصرفية. حسين بن حمد الرقيب*