عبر سياسيون عن استيائهم من النهج الهزيل الجديد لقطر، وتبنيها مسلك نظام إيران العدواني بتسيس وتدويل شعيرة الحج، ورغبة الدوحة في إشعال الفتنة إسنادا ودعما لنهج طهران، مشيرين إلى أن هذا المنحى المحرض افتعلته الدوحة خلال ربع قرن مضى، وما زالت تسلكه. وشددوا خلال حديثهم ل«اليوم» على أن محاولات تدويل المقدسات الإسلامية يمثل تهديدا لسيادتها، وهو أمر مرفوض على مستوى العالم الإسلامي والعربي والخليجي، ومن حق المملكة اتخاذ ما تراه مناسبا للرد على هذا التهديد. وبين المختصون في الشأن السياسي أن أهداف مقاطعة الدول الأربع المكافحة للإرهاب قد تحققت خلال شهرين، وبدأ الوطن العربي والمنطقة يجنيان ثمارها على أرض الواقع، لافتين إلى تحسن الأوضاع في ليبيا، وظهور بوادر الأمل في العراق. ضيوف الرحمن وأكد الخبير في الشؤون السياسية اللواء المتقاعد مسفر الغامدي «أن تدويل المقدسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية ومحاولة قطر تسيسها أمر مرفوض وغير قابل للنقاش»، مبيناً «أن المملكة شرفها الله بخدمة ضيوف الرحمن، وهي قائمة على هذا الشرف إلى قيام الساعة»، وأضاف: «تعودنا أن نسمع في الماضي هذا الكلام من إيران، ولكن ان نسمعه مؤخرا من قطر فهذا أمر شائن وغريب، وأعتقد أنها مدفوعة من ايران او غيرها». وشدد اللواء المتقاعد على أن هذا يدل على أن سياسة قطر مختطفة من قبل العصابات الفارسية، موضحا أن المملكة لم ولن تألو جهدا في خدمة حجاج ومعتمري بيت الله الحرام، والجميع يشهد أنها تطبق ذلك حتى مع الدول التي تختلف معنا سياسيا، وأوضح «أن دور وزارة الحج والاوقاف وسفراء المملكة في الخارج، ووزارة الاعلام في التصدي على الاكاذيب الملفقة تجاه سياسة المملكة الواضحة وخدمة بيت الله وضيوف الرحمن، هو جهد مقدر، ومعلوم للجميع أن المملكة لا تزايد عليه، فهي توفر كل إمكانياتها وجنودها وأمنها ووزاراتها لخدمة ضيوف الرحمن». وفي سياق اجتماع المنامة، قال الغامدي: «إن اجتماع الوزراء الرباعي أثمر عن نتائج جيدة اعطت توضيحا للأسباب التي أدت إلى اتخاذ القرارات الخاصة ضد قطر»، وشدد على «ان الدول الأربع لا ترغب في الإضرار بدولة قطر أو مواطنيها، والهدف الواضح هو توحيد السياسة العامة لدول الخليج بشكل خاص». السياسة الخليجية وبين الخبير في الشؤون السياسية اللواء المتقاعد مسفر الغامدي «أن توحيد السياسة الخليجية يأتي بتكامل الأبعاد الإستراتيجية، والرؤية الواحدة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى توظيف الإمكانيات الاقتصادية والخبرات الخليجية والاستثمار لرفع مستوى الأداء الحكومي، والقطاع الخاص، وزيادة التعاون فيما بينها لما فيه مصلحة الجميع». وأضاف الغامدي: «قد ورد في نتائج الاجتماع أن دول الخليج ومعها مصر لا تمانع في الحوار مع قطر حول جميع النقاط التي أدت إلى هذا التباعد»، مشيرا إلى «أن هذه نقطة غاية في الأهمية، فالجلوس على الطاولة لمناقشة نقاط الاختلاف يعتبر في حد ذاته إنجازا»، واستدرك قائلا: «المملكة أثبتت في الماضي والحاضر والمستقبل أنها الضابط الذي يدير المسائل والقضايا الإقليمية بشكل احترافي، وظهر ذلك جليا في عدد من الأزمات»، واستدرك بالقول: «نجد أن الاجتماع اتسم بالمرونة مع الدوحة من أجل حلحلة نقاط الخلاف معها، وفي اعتقادي أن الحوار سيفضي لإيجاد الحل دون المساس أو التقليل من سيادة دولة او استقلالها، فجميع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تسعى للحل، وهذا في رأيي من المبادئ الأساسية لأي نقاش أو حوار»، مبيناً أن المملكة تدير كافة القضايا بحكمة ودراية وهذا ما تعودنا عليه في جميع العصور، وهو ما يميز السياسة السعودية على المستويين الإقليمي والدولي. زعزعة الاستقرار من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي الكويتي فؤاد الهاشم أن قطر عبارة عن مركز ومصدر للإرهاب والكراهية، وانفجاره في الوقت الحالي، أمر جيد ليتعرف الجميع على حقيقة قادة نظام قطر، وقال: «النظام القطري يدعم الإرهاب بالواضح.. وقد سئمنا من تصرفاته تجاه الدول المجاورة والبعيدة، فالجميع بات يعرف دور الدوحة في زعزعة استقرار المنطقة، وتحالفها مع نظام إيران واستنجادها بتركيا، علاوة على تسخير إعلامها سابقا وحاليا ضد مصالح دول المنطقة، وتوجيهه لنشر وإشعال نار الفتنة وتأجيج النزاعات الطائفية، وتخريب البلاد العربية». وتطرق الهاشم لمشاركة الدوحة في التحالف العربي بقيادة المملكة، وقال: تواجد قطر ضمن التحالف العربي باليمن كان وبالا وحملا ثقيلا، ما ألحق الضرر بخطط قوات التحالف، ويكفي تصريح وزير دولتها لشؤون الدفاع حينما قال: نحن أجبرنا على الدخول ضمن التحالف، وأضاف: ما قاله المسؤول القطري كشف أن قواتهم كانت تقف في الخندق الآخر، مع الحوثيين ومُحركته ايران، مبيناً أن سياسة قطر وسيادتها أصبحتا مرهونتين بقناة تلفزيونية تنشر الفتن وتحرق دول الجوار، وهي ماضية في تلك السياسة القذرة بمكابرة أعمت أبصار قادة نظامها. وختم حديثه مشددا على الدول الأربع بضرورة كسر شوكة إرهاب وتلون قطر على جيرانها وأشقائها في الخليج، وذلك بإرادة وعزيمة الرباعي. وصمة عار حكومة قطر سجلت وصمة عار في تاريخها بقرارها تدويل الأماكن المقدسة، هكذا ابتدرت الكاتبة البحرينية سوسن الشاعر حديثها ل«اليوم»، مشددة على إدارة ملف الأزمة داخل الدوحة تحركه أياد خارجية، وهي معروفة. وقالت الشاعر: حكومة قطر سجلت وصمة عار ستلاحقها على مدى تاريخها، فقرار تدويل الحج وتسيسه أجده غير مقبول ولا معقول، وأستبعد تماما أن يصدر مثل هذا القرار من أهلنا في قطر، واستدركت منفعلة: لن تنسى دول مجلس التعاون الخليجي هذه الإساءة، وأضافت: قطر هي الدول الإسلامية الوحيدة التي واجهت مليار مسلم بمطالبتها غير العقلانية، ونعلم جميعنا ونتفق أن المملكة العربية السعودية موكل إليها خدمة الحجاج والمعتمرين، وهو حق سيادي وشرف سماوي منحه الله لها وأكرمها به، فهي بلاد الحرمين الشريفين، وخدمت ضيوف الرحمن على مدى قرون دون كلل أو ملل، بل نعلم والعالم يعلم أنها قامت بواجبها على أكمل وجه. وتوقعت الكاتبة البحرينية استمرار عقوبات الدول الأربع ضد قطر وعزلها، وقالت: الدول الأربع كانت واضحة في مطالبة الدوحة بوقف إرهابها، واستمرار دعمها للجماعات المتطرفة، والتخلي عن مشروعها الإعلامي ونواياها بزعزعة استقرار وأمن الدول الجارة والشقيقة، والذي بدأته (الجزيرة) منذ 2011 وما زال مستمرا حتى اللحظة، وأوضحت: أن الدول الأربع حققت الكثير من أهدافها في أقل من شهرين، وجنت ثمار عزل الدوحة، مشيرة إلى تحسن الأوضاع في ليبيا وسيناء المصرية، وانقشاع كثير من الغشاوة في العراق، وأضافت: الدول الأربع ماضية في طريقها، وتجاوزت الكثير لتحقيق أمن واستقرار المنطقة الخليجية خصوصا والعربية عموما، وهذا يتضح في القائمة الإرهابية الجديدة والتي أصدرتها وتضم مؤسسات وأشخاص قطريين وغيرهم، مشددة على أن قطر إذا مضت في سياستها الهمجية للأمام، ستزيد من معاناة شعبها الذي لا يد له في سياسة تنتهجها قيادته. الدوحة تتحرى الكذب فيما ادعت قطر افتراء وكذبا امتناع وزارة الحج والعمرة عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، رفضت المملكة تلك الادعاءات على لسان وزير الخارجية. واستنكر عادل الجبير محاولات الدوحة تسييس وصول الحجاج القطريين إلى المملكة، معتبرا أن «طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدوانيا وإعلان حرب ضد المملكة»، وقال على هامش الاجتماع الرباعي في المنامة: «نحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة». وشدد وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحافي المشترك لوزراء خارجية المملكة والإمارات والبحرين ومصر بعد اجتماعهم في المنامة، على أن «تاريخ المملكة واضح في تسهيل وصول الحجاج». وذكر الجبير أن «المملكة تبذل جهودا كبيرة في تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين»، مؤكدا أن «السعودية ترحب بأداء القطريين للحج مثلهم مثل بقية الحجاج»، واعتبر قرار الدوحة بمنع مواطنيها من الحج يعكس عدم احترامها للحجاج القطريين، مبديا ترحاب المملكة بهم. وسبق أن أعلنت المملكة بداية يونيو الماضي، وتحديدا في الخامس منه، التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين. وفي السياق، أدان وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب «عرقلة السلطات في الدوحة أداء المواطنين القطريين مناسك الحج».