معظم الحوادث المرورية الخطيرة اليوم سببها استخدام الجوال، فالمشاهد والأرقام التي نراها ونقرأ عنها مروعة وآخذة في ازدياد. طالما الوعي من خطر استخدام الجوال أثناء القيادة ضعيف ويصاحبه عدم الاكتراث، فتراكم الحزن أمر وارد ومتكرر. لا مهارة ولا غيرها كفيلة بالحفاظ على روحك وأنت تتعامل مع كومة من الحديد، ولو رأيت نفسك وأنت تتأرجح بين المسارات لأدهشك المنظر وعجبت من ستر الله عليك، فاتق الله في نفسك وفي الناس من حولك. هداك الله كيف لك أن تركز في القيادة وأنت منشغل بالرد على المحادثات أو "تسنّب" ؟! يقول الله تعالى في كتابه الكريم: «ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه». صحيح أن الجوالات أو الهواتف الذكية عموماً أصبحت جزءاً من حياتنا، لكن ما نراه فاق التحمل، فالزائر للمستشفيات أو الواقف على حوادث الطريق أو المستمع لروايات الأحبة من أقارب وأصدقاء وهم يتجرعون مرارة الفقد يدرك نعمة الصحة والعافية في الأبدان. القيادة كما يقال فنٌ وذوقٌ وأخلاقٌ وهذه الممارسات لا تمت بصلة إليها! قلنا جاء نظام ساهر للحد من الحوادث المرورية التي سببها السرعة الزائدة لتخرج علينا ظاهرة بديلة وهي العبث نعم العبث بالجوال أثناء القيادة، وهي ظاهرة علاجها يبدأ من الجذور، ولن تختفي ما دام الاستهتار مسيطراً، فيا أخي وأنت في سعة من أمرك ترفق بالأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى طيشك وعدم استيعابك خطورة ذلك.