20_anas@ في وقت تنطلق فيه فعاليات توعية السلامة المرورية في مختلف المناطق تزامنا مع أسبوع المرور الخليجي، ثمة شعور سائد لدى بعض المواطنين بأن أداء المرور وضبطه للمخالفات الجسيمة التي تشهدها شوارعنا يوميا، مازال أقل من المستوى المأمول، خصوصا أن الخطر المحدق الذي يعيشه المواطن في شوارع اتسمت باللهو والطيش، مازال يحصد آلاف الضحايا الذين دفنوا، وظلت حسرة أمهاتهم موقدة. وتشير إحصاءات رسمية من الإدارة العامة للمرور وهيئة الإحصاء إلى ارتفاع ملحوظ في الحوادث المرورية خلال الأعوام العشرة الماضية بنسبة تتجاوز 20%، منذ عام 1428 الذي بلغت فيه الحوادث المرورية أكثر من 435 ألف حادث مروري، لتصل إلى ما يقارب 128 ألف حادث في الربع الأول من العام الحالي فقط، بعد أن تجاوزت 518 ألف حادث في عام 1436. ورغم ما تشهده السعودية من المرور والمؤسسات الرسمية والخاصة من حركة نشطة وحملات وخطط توعية دائمة للتحذير بمخاطر حوادث الطرق، مازالت تتصدر المعدلات العالمية في الوفيات والإصابات، إذ تقدر بأكثر من 7000 حالة وفاة، وأكثر من 40 ألف إصابة سنوياً. فيما جزم مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج في حديثه قبل عام أن واقع المرور سيتغير للأفضل بملتقى قيادات المرور، في رسالة واضحة بأن الأداء الحالي غير مرضٍ، ولا يرتقي لتطلعات القيادة في اجتثاث هذا الهم الذي ضرب المدن السعودية، ارتقى المرور درجات عدة في سلم التطوير عبر خدماته التي يقدمها لمراجعيه عن طريق نوافذه الإلكترونية، ولم يصعد سلم تطوير العمل الميداني بشكل واضح وجلي للمواطنين بعد. ولا تعرف الكوارث المرورية في مدننا الفرق بين مواطن ومسؤول، إذ توفي أمس الأول مدير مرور ضرماء المقدم عبدالرحمن العريفي وأسرته في حادث سير مروع. وأكدت تقارير ميدانية أن أسباب الحوادث المرورية في الغالب هي نتيجة استخدام الجوال أثناء القيادة، والسرعة الزائدة، وقطع الإشارة، وعكس السير، ويعد التفحيط والتهاون في التعامل مع المركبة والاستهتار في الطريق ومرتاديه أحد أهم مسببات الحوادث في السعودية كعوامل تؤدي لعواقب وخيمة في الطرق. حراك ضخم يقوده «المرور» في أسبوعه للتوعية ولفت الأنظار لحجم الكارثة التي تعيشها البلاد اليوم، وسط ترقب لما بعد هذا الأسبوع، وماهية العمل والخطط والإستراتيجيات التي ستعمل عليها الجهات المعنية في قادم الأيام.