سمي الثامن من ذي الحجة بيوم "التروية" لأن الناس تروي دوابها من مكة بقدر يكفيها حتى تتم مناسكها، لكنه يوم توقد فيه أشواقاً لم ترو بعد من مشاعر الحج، حيث تهيج النفوس في هذا اليوم العظيم رغبة بحضور المؤتمر الإسلاميّ العالميّ، الذي يتوافد إليه عباد الرحمن من كل أصقاع الأرض، متوشحين البياض لأيام معلومات، ملبين الأذان الخالد، مجددين عهد "المحجة البيضاء". ومع علو هتاف الاستجابة المهيب "لبيكَ اللهم لبيك، لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيك، إنّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والمُلْك، لا شريكَ لك" تعلو في جنان المحرومين صدى قصيدة الراحل عبدالرحيم البرعي، والذي أيقن أن أجله يسبق حجه، لينحب مردداً: يا راحلين إلى منىً بقيادي هيجتمو يوم الرحيل فؤادي حرَّمتمو جفني المنام لبُعدكم يا ساكنين المنحنى والوادي