عبّر أنصار المخلوع علي عبدالله صالح عن سخطهم وخيبة أملهم بعد خطابه أمام حشد من أتباعه في صنعاء والذي جاء على العكس من توقعاتهم المرتفعة وموقفهم الرافض للسياسات والممارسات الحوثية والانتهاكات التي ترتكبها بحق كوادر وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام. ويرفع أتباع حزب المؤتمر شعارات تطالب بهزيمة الحوثيين وطردهم من العاصمة والمحافظات وتدعو للمصالحة مع الشرعية ومكوناتها وترفض تغيير المناهج الدراسية بأفكار طائفية، كما رفعت أصواتها للمطالبة بصرف المرتبات، متهمين الحوثيين بسرقتها ونهبها واختلاس إيرادات الدولة في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم. وكان أتباع المخلوع يأملون في أن تكون فعالية الحزب الخميس بمناسبة الذكرى ال35 لتأسيسه فرصة للتعبير عن مطالبهم ولانفصال حزب المؤتمر عن الحوثيين والتوحد مع القوى الوطنية اليمنية ضدهم، غير أنهم شعروا بخذلان المخلوع صالح لهم وعدم تطرقه لمطالب المؤتمريين الرافضة لكل الممارسات الحوثية. وفي حين كانت جماهير حزبه تأمل بالدعوة للمصالحة والانفصال عن الحوثي، دعاهم صالح لرفد الجبهات للقتال ضد اليمنيين الذين يقاومون مليشيا الحوثي، وطالب أتباعه بتوطيد الشراكة مع الحوثي، الأمر الذي أثار سخطاً واسعاً في صفوفهم. وأعرب القيادي المؤتمري كامل الخوداني عن خيبة أمله جراء خطاب المخلوع، إذ إنه أعطى الحوثيين دافعاً جديداً للانتقام أكثر من المؤتمريين الذين رفعوا أصواتهم ضد ممارسات الجماعة. وقال ناشط مؤتمري آخر: إن خيبة الأمل كانت كبيرة بعد رفع سقف توقعاتنا، حيث أشار إلى أن صالح استغل الحفل لإيصال رسائل ضعف للحوثي، وحاول إقناع جماهير الحزب برفد الجبهات للقتال مع الحوثيين ضد السلطة الشرعية، ولم يتحدث عن ضرورة استرجاع مؤسسات الدولة وعودة المرتبات للناس، وغادر الجماهير خلال ساعاتين وهم مخذولون جائعون. وعلق الكاتب اليمني أنور الحاج على تجاهل خطاب المخلوع لمعاناة اليمنيين: "صالح باع الدولة مقابل أحقاده ورضي أن يكون حصان طروادة للمليشيات الحوثية، وكان أول شخص تحول من رئيس بلاد إلى زعيم عصابة، وسينتهي كائناً مأزوماً ممتلئاً بأوهام العظمة ومسكوناً بكهوف الغدر والخيانة". وأكد الصحفي اليمني عبدالله الحرازي أن أطقماً حوثية طوقت منزل المخلوع في حي الكميم بصنعاء قبيل ظهوره الهزيل في السبعين وطوقت حراسة منزله. وأضاف الحرازي: "عملياً وواقعياً المخلوع خارج الفاعلية السياسية وبدلاً من أن يعزز الحشد موقعه السياسي في تحالفه مع الحوثيين أنهى المخلوع -بكل غباء- آخر أوراقه السياسية"، لافتاً إلى أن خياراته ضاقت في ظل تواتر تهديدات حوثية جديدة بتأديبه خلال الفترة المقبلة.