قبل أيام قليلة من احتفال المؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه الخامسة والعشرين والتي ستقام بميدان السبعين في صنعاء يوم 24 أغسطس الجاري، تصاعدت وتيرة الخلافات بين الحلفاء المؤتمريين والحوثيين، التي حاولوا مرارا إنكارها، وتكذيب أي خلافات بينهما، غير أن خطاب زعيم الميليشيات الانقلابية عبدالملك الحوثي الأخير، الذي كال فيه الاتهامات والتهديدات إلى المؤتمريين، واصفا إياهم بالخونة والمستسلمين، وأنهم يطعنون جماعته في الظهر، كشف عمق تلك الخلافات وحقيقة ما يدور في الخفاء بين طرفي الإنقلاب. وفيما ظهر عبد الملك الحوثي بشكل يوحي بقلقه ومخاوفه من تحشيد المؤتمر لفعالية كبرى بعد أيام، تضمن خطابه توزيع الاتهامات على المؤتمريين، ممتدحا جماعته، ومتنصلا من مسؤوليتها عن الجرائم التي أرتكبت في اليمن. لا استسلام جاء أول رد من أمين عام حزب المؤتمر الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح، عارف الزوكا، على خطاب عبد الملك الحوثي بالقول «نحن لا نبيع ولا نشتري في وطننا، والمؤتمر الشعبي العام مد يد السلام لا الاستسلام». وفيما قام أنصار المؤتمر بوضع لوحات كبيرة في شارع السبعين للمخلوع صالح استعدادا لهذه المناسبة، قام عدد من الحوثيين بإسقاط صور المخلوع بالقوة، مما أثار غضب المؤتمريين. ومن جانبه، أكد رئيس مركز الإعلام في المؤتمر الشعبي العام أحمد الحبيشي في تصريحات إلى «الوطن»، على استمرار الاحتفال بهذه المناسبة وعدم توقيفها، مضيفا أن الحوثيين أنزلوا صور صالح من شارع السبعين ومزقوها. وقال الحبيشي «لا نريد التصعيد والأمور تحتاج إلى عقل»، وأن هناك كلمة لصالح سيلقيها قريبا، مبينا أن الحوثيين حشدوا قواتهم في مداخل العاصمة مستهدفين تحجيم الاحتفالية. لا تهميش للفعالية أوضح رئيس وحدة الإعلام بمكتب رئيس المؤتمر الشعبي العام، الإعلامي علي الشعباني في تصريحاته ل«الوطن» أن ملايين اليمنيين سيشاركون في فعالية احتفال المؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه. وقال هذه الفعالية رسالة واضحة من قبل المؤتمر الشعبي العام، للتأكيد على وجوده وحجمه في الساحة اليمنية، لافتا إلى أن الفعالية سيحضرها المؤتمريون قاطبة من كل المحافظات باعتبارها ذكرى يحتفل بها المؤتمر الشعبي العام كل عام. وأضاف أنه لا يمكن لأي طرف في الداخل والخارج أن يهمش هذه الفعالية، كونها تؤكد وحدة الصف الداخلي، وأن المؤتمر الشعبي العام مع السلام ومع الحوار، وليس مع الاستسلام نهائيا. حقد إخواني وذكر الشعباني أن المؤتمر يحرص على السلام وحقن الدماء وإنهاء الحرب، كما أن هذه الذكرى يحييها كل اليمنيين بكل مكان، ولكن الحوثيين يغلقون المنافذ، مبينا أنه متواجد حاليا في شارع السبعين، ولا أحد يستطيع إغلاق الميدان أو إغلاق صنعاء التي لم تغلق منذ عام 1962 ولن تغلق نهائيا. وقال: إن صور صالح لن تسقط، وإذا كان هناك حقد على صور الشعار وصالح، والتي يحمل فيها المصحف ويقول نحن مع المصالحة الوطنية الشاملة والمبنية على كتاب الله وسنة رسوله، فهذا حقد إخواني متراكم من أبناء الساحات «عيال الشوارع»، مبينا أن المؤتمر الشعبي العام سيطبع البديل وليس هناك مشكلة في التعامل مع التجاوز الحوثي. واستنكر الشعباني اتهامهم بالخيانة من جانب عبدالملك الحوثي، وقال «إن من يتهمهم بالخيانة يفترض أن يستمع لكلمة محمد عبدالسلام بعد خطاب الحوثي وهو يتحدث عن توقيع سبع اتفاقيات في ظهران الجنوب مع السعودية، ومن ثم فهم يعرفون من الخائن». العمل مع قطر وأضاف الشعباني أن الحوثيين لن يستطيعوا إيقاف الحشود الكبيرة القادمة من كل قرية ومحافظة، ولا يستطيع أحد إيقاف الشعب اليمني من حضور تلك الفعالية، والمؤتمر الشعبي العام حفظ الدستور والقانون والأعراض، مؤكدا أنه لا يمكن أن يقبل أي تصرف مناهض من قبل الحوثيين، محذرا بالقول «لكل حادث حديث». وقال إن الحرب لدى المؤتمريين هي جبهة واحدة لمظلومية الشعب اليمني، أما إذا كان هناك طرف آخر يعمل مع قطر ووجهته قطر وشغل الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الغسلامية، التي تسعى لأن تجعل من قطر ذراعا أخرى في اليمن، فإن ذلك لن يوقف احتفالية المؤتمر الشعبي العام، ولن يسمح لأحد في أن يتحكم في هذه الفعالية المقررة يوم 24 الجاري. واضاف أن شغل قطر القذر بإشعال الحروب في أكثر من دولة عربية والذي امتد إلى اليمن لن ينجح في هذا البلد، مشددا على أن مشاريع قطر في اليمن لن تمر. ولفت إلى أنه لا يريد الاستطراد في موقف قطر ودعمها للحوثيين، ومعلقا على تهديد وزير الرياضة حسن زيد لعلي صالح بالقتل بالقول «حسن زيد هو من شلة قطر، وعليه أن يجرب ذلك». ادعاء المظلومية ذكر رئيس تحرير صحيفة الهوية التابعة للحوثيين محمد علي العماد للوطن أن علي عبدالله صالح أسقط في 2011 وانتهى، ولم يسقط الآن، وذلك في تعليقه على إسقاط الحوثيين لصور المخلوع في السبعين. وقال إن انصار صالح من المؤتمريين عندما لم يستطيعوا الالتفاف على جماعة «انصار الله» الحوثية، حاولوا افتعال تمزيق صور «عفاش» أمام مستشفى العلوم والتكنولوجيا السابع للتجمع اليمني للإصلاح، والذي يديره الآن التجمع اليمني للإصلاح بالتنسيق مع وزير الصحة المؤتمري، مشيرا إلى تمزيق لوحة أمام مقر الإصلاح، وأن من مزقها أراد لفت الأنظار وإدعاء المظلومية. نعرف حجمهم الحقيقي أوضح العماد أن ادعاء المؤتمريين القدرة على المواجهة غير صحيح لأنهم لو لديهم القدرة على ذلك لواجهوا في الجبهات. وحول اتهام المؤتمريين بدعم قطر للحوثيين، قال العماد «بالعكس هم يتهمون قطر بغرض التودد والتوسل إلى السعودية التي تدرك خيانة المخلوع لهم، ولهذا يريدون إدخال الملف القطري لكسب ود المملكة التي تدرك أن خطر صالح أكثر من غيره. وفيما يخص احتفالية المؤتمر الشعبي قال العماد «عليهم أن يذهبوا ولا ينسبوا فشلهم لأحد»، مبينا أن «ميدان السبعين أمامهم يوم 24 الجاري، ونحن نعرف حجمهم الحقيقي». وعن تأمين صنعاء ومداخلها أوضح العماد أنه من حق أي طرف سياسي أن يحافظ على أمن صنعاء، خاصة إذا وجد شكا في أطراف تريد خدمة مشروع ما. التهرب من الفساد وأشار العماد إلى تعامل المخلوع مع السعودية في اتفاق ظهران الجنوب، وقال «إن مندوب صالح كان موجودا، غير أن المؤتمر الشعبي التابع للمخلوع يحاول أن يستمر في التكذيب والتضليل على الشعب اليمني»، مبينا أن كلمة عبدالملك الحوثي الأخيرة كشفت الأوراق وعرت المؤتمر ليكتشف الجميع أن مشروع المؤتمر غير صحيح. وأضاف العماد أن المخلوع عرف بالخيانة والغدر والفساد طوال حكمه 33 سنة، أما اتهام الحوثيين وغيرهم بالخيانة، فمرجعه أن المخلوع اعتاد اتهام الآخرين بالفساد والخيانة، مبينا أنه اتهم الإصلاح بالفساد وهو شريك معهم 50 % واليوم يتهم الحوثيين بالفساد وهو شريك معهم 50 %، مؤكدا أن علي صالح لم يعد يفكر أو يدرك ما حوله، وأنه ابتلي بذنوبه ولا نعرف إلى أين ستذهب به تلك الذنوب. البحث عن أموال قال القيادي الحوثي صادق أبو شوارب ل «الوطن»: إن أعضاء المؤتمر الشعبي العام يحاولون إثارة ضجة إعلامية من أجل الحصول على المال، مضيفا أنه رغم أنه ليس كل أعضاء المؤتمر خونة إلا أن أحدا لا ينكر أن غالبيتهم في الخارج، وأنهم لا يتبعون أحمد علي صالح ولا البركاني ولا طارق الشامي ولا غيرهم، مؤكدا أن أولئك يبحثون لهم عن موارد من السعودية أو الإمارت واصفا ذلك بالشحاذة. وأشار أبو شوراب إلى أن الحالة الاقتصادية سيئة جدا ولذا فإن المؤتمريين يبحثون عن أموال استعدادا للعيد، وقال «إن الحوثيين لم يعتدوا على صور المخلوع في السبعين، ومشكلتنا مع من يريد العيش على دماء اليمنيين». وحول تهديد علي الشعباني للحوثيين بقوله «لكل حادث حديث إذا رفضوا احتفاليتنا»، قال أبو شوارب «هو ليس علي الشعباني إنما هو «علي الإماراتي» لأننا نعلم أنه يعمل حاليا بالأموال الإماراتية». من أقوال المؤتمريين: - لن يستطيعوا إيقاف الحشود أو اغلاق الميادين - هذا حقد متراكم من أبناء الساحات «عيال الشوارع» - الحوثيون خونة وارجعوا لكلمة محمد عبد السلام - إذا أقدم الحوثيون على إفشال الإحتفالية «فلكل حادث حديث» - قطر تمول الحوثيين وتريد تواجدا باليمن المخلوع للمتمردين: لا يهمنا تمزيق اللافتات أبها: عوض فرحان قال المخلوع علي عبدالله صالح، إن المؤتمر الشعبي حاضرا في كافة جبهات الدفاع عن الوطن، مشيرا إلى أنهم اتفقوا مع الحوثيين على الشراكة ولكن لم تنته اللجنة الثورية بموجب اتفاق تشكيل المجلس السياسي الأعلى، ولافتا إلى أن اللجنة الثورية تسيطر على المجلس السياسي الأعلى وتلغي قراراته. جاء ذلك في رد المخلوع على خطاب زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، واتهاماته للمؤتمر الشعبي العام والذي تزامن مع تمزيق الحوثيين لصور المخلوع ولافتات للمؤتمر الشعبي العام بميدان السبعين، قبل أيام من تنظيم الاحتفالية بذكرى تأسيسه. وذكر المخلوع في خطابه «اتفقنا على أن يعمل المجلس السياسي والحكومة طبقا للدستور والقوانين التي هي صنع الشعب وليست ملازم خاصة بي كنت أدرس بها في المؤتمر». وأضاف مخاطبا الحوثيين «مهرجان السبعين ليس ضدكم، ولا يهمنا تمزيق الصور وندعو الحوثين للمشاركة في مهرجان السبعين كضيوف»، وشدد على أن رفد الجبهات بالنزول إلى الميدان وليس بالكلام ولا بالملازم.