من بين مئات البراعم الذين يفتح لهم الهلال أبوابه موسمياً، لفت عبدالله المعيوف أنظار مدربي الهلال أثناء التدريبات، لتبادر الإدارة بقيده في الكشوفات لاعباً هلالياً بتوصية فنية، مضت السنون والحارس البرعم يتدرج بين الفئات "الزرقاء"، حلمه الوقوف يوماً جوار الحارس الأسطوري محمد الدعيع، وفي عام 2004 حقق الشاب ذو الشعر المجعد حلمه بالتدريب إلى جوار الدعيع في الفريق الأول، ظل حتى عام 2007 حارساً يتنقل بين دكة البدلاء كخيار ثانٍ أو المدرجات حين يجد نفسه مبعداً عن تشكيلة الفريق، في ختام الموسم أعلنت الإدارة الهلالية تنسيقه من الكشوفات حين بلغ 21 عاماً لتتوقف أحلام المعيوف في النادي "الأزرق"، بعدها بأيام هاتف الحارس الشاب يرن بصوته المرتفع، والاتصال يأتي من غرب المملكة يطرح عليه فكرة خوض تجربة ميدانية مع الأهلي، لملم الحارس قفازه من على الأرض وحمل حقائبه وغادر نحو جدة يبحث عن فرصة جديدة، استطاع في ظرف أيام إقناع الصربي نيبوشا أنه مؤهل ليكون أحد حراس الأهلي ذات يوم، أعلنت إدارة أحمد المرزوقي تعاقدها مع الحارس الشاب لمدة عامين كلاعب هاوٍ، لم يكن طريق المعيوف إلى الخانة الأساسية مفروشاً بالورد، لكنه استطاع أن يتجاوز كل المعوقات من أمامه حتى بات الخيار الأول في تشكيلة المدرب البرتغالي فيتور بيريرا واستطاع أن يزيح الأساسي ياسر المسيليم عن القائمة الأساسية، ثم استمر المعيوف متشبثاً بالدفاع عن الخشبات الثلاث حتى تحت قيادة السويسري كريستيان غروس، وحين عزم الرحيل وخلع قميص الأهلي اختار أن يعود إلى حيث ابتدأ مشواره الكروي، فقرر تجاهل عروض الأندية الأخرى والإمضاء على عقد انضمامه إلى الهلال. المعيوف كان أحد أهم صنّاع الإنجاز "الأزرق" الموسم الماضي، فقد لعب دوراً كبيراً في تحقيق بطولتي الدوري وكأس الملك، وهي ذات النظرية التي يؤمن بها الأرجنتيني رامون دياز المدير الفني للهلال، لذلك قرر الاعتماد على المعيوف والاستغناء عن المخضرم علي الحبسي في البطولة الآسيوية، ليس سراً القول: إن قرار دياز لا يحظى بقبول تام لدى المدرج الهلالي، والتي أظهرت غضبها في مواقع التواصل الاجتماعي وطالبت الأرجنتيني بمراجعة قراره، ولا تبدو الحالة جديدة بالنسبة للمعيوف فقد سبق له المشاركة في مباريات حاسمة وسط ظروف صعبة ودون أن يثق به مدرج فريقه، ففي موسم 2005 كان الهلال يستعد لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد أمام الأهلي، قبلها بأيام يسيرة يتعرض الحارس الأساسي محمد الدعيع للإصابة، قرر المدرب الزج بالشاب المعيوف من الفريق الأولمبي وعدم إشراك حسن العتيبي، القرار عارضه كثير من الهلاليين آنذاك لكن المعيوف نجح في قيادة "الزعيم" لتحقيق اللقب وحافظ على نظافة شباكه طيلة المباراة، في الأهلي لم يكن الأمر سهلاً أن يقرر البرتغالي بيريرا إزاحة الحارس الأساسي ياسر المسيليم والاعتماد على المعيوف والذي برهن مع مرور الجولات على إمكانياته كحارس وأحقيته بالتواجد كأساسي مع الأهلي، المعيوف 30 عاماً من الحراس الحريصين على الالتزام بتعليمات المدرب ويتقيدون بها، فقد اعتمد عليه بيريرا إبان وجوده في الأهلي في خانة "ليبرو" بالفريق ونجح في تطبيق الأدوار الموكلة إليه، فإصغاءه لتعليمات المدربين ربما كانت أحد الدوافع لأن يقرر دياز الاعتماد عليه بدلاً من إشراك الحبسي مع الفريق في الفترة القصيرة. المعيوف العائد إلى بيته الأول كروياً، يحمل الليلة على عاتقه أحلام "زرقاء"، وآمال مدرج طال شوقه إلى معانقة الكأس الآسيوية، هو قادر أن يقود "الزعيم" إلى خطوات متقدمة آسيوياً متى ما تجرد من الضغوطات ورمى بكامل تركيزه داخل الملعب، ولا سبيل الليلة أمام الجماهير الهلالية إلا مؤازرة المعيوف ومساندة قرار دياز، فاستمرار نقد قرار دياز والمواصلة في التشكيك بقدرات المعيوف قد تكون عاملاً سلبياً في مواجهة الليلة الآسيوية، وقد تتسبب بعودة الهلال إلى الرياض بنتيجة سلبية.