في كل يوم يحمل عبدالله المعيوف حقيبته الرياضية على ظهره وقدماه تخطان طريق الأمل إلى مقر الهلال لتدريبات فئة البراعم حالماً في أن يصل ذات يوم إلى فريقه الأول يدافع عن شباكه ويحمي مرماه فالحارس البرعم كان يملك المؤهلات بطول قامة وبنية جسمانية مميزة جعلته تحت الأنظار الفنية في الكادر الهلالي لينجح في الفئات السنية ويصل إلى تمثيل «الأخضر» في بطولات عدة على الصعيد الخليجي والقاري، في موسم 2004 وجد ذو الشعر المتجعد نفسه في فريق الهلال الأول واقفاً جوار محمد الدعيع أحد الأساطير في آسيا وحسن العتيبي وهي الفترة التي وصفها المعيوف في لقاء صحافي سابق أنها الفترة التي استفاد منها الكثير من خلال النصائح والتوجيهات التي منحها له مثله الأعلى في حراسة المرمى محمد الدعيع ، لكن مشوار المعيوف شهد مشاركات ضئيلة له في مباريات قليلة مما جعل الإدارة تقرر في عام 2007 إيقاف مشواره مع الفريق بعد 12 عاماً في أسوار النادي وتعلن تنسيقه من الكشوفات، حط المعيوف رحاله في جدة بعد أن خاض تجربة ميدانية أعجب خلالها الصربي نيبوشا الذي منح الضوء الأخضر لإدارة الأهلي بالتوقيع معه لتمضي إدارة أحمد المرزوقي ورقة انضمام المعيوف لاعبا هاويا للفريق وفي الفترة الشتوية انضم الحارس الشاب لاعباً محترفاً بعقد يمتد عامين ومع قدوم المدرب التشيكي جاروليم بات المعيوف واحداً من اللاعبين الأساسيين في خارطة المدرب الأقرع فكان أحد اللاعبين الذين قادوا قلعة الكؤوس إلى اللقب الآسيوي قبل الخسارة أمام أولسان الكوري في مباراة يكره المعيوف العودة إلى تفاصيلها والحديث فيها من جديد. لم يكن طريق المعيوف مفروشاً بالورود حتى وصل إلى النجومية فقد أعاقه عن التوهج في الهلال وجود حراس بقيمة محمد الدعيع وحسن العتيبي وفهد الشمري وفي الأهلي حين وضع قدماه فيه كان أمامه ياسر المسيليم ومنصور النجعي إلا أنه استطاع الوصول إلى الخانة الأساسية وبات واحداً من أهم أوراق الأهلي في اللقاءات الحاسمة والمهمة ففي مباراة النصر الأخيرة نجح بالتصدي للعديد من الهجمات الصفراء ليقود فريقه إلى النهائي ويرفض المعيوف فكرة الرحيل عن الأهلي. يقول المعيوف: «أعشق الأهلي وجماهيره التي تساندنا في الملعب وتدفعنا إلى الانتصارات لا أفكر بالرحيل عن القلعة مطلقاً». الليلة يعود المعيوف إلى الرياض بشكله الجديد حارساً نجماً في خارطة الأهلي مختلفاً عن المنسق من كشوفات الهلال قبل أعوام يطمح إلى حماية مرماه وحرمان فريقه الأم الذي تعلم في أسواره أساسيات الحراسة وركل فوق مستطيله الأخضر كرة القدم ودافع عن شعاره لأعوام طويلة ابتدأت منذ طفولته وانتهت مسيرته شاباً في القميص الأزرق. المعيوف واحداً من أبرز الحراس في الكرة السعودية في العامين الأخيرين بعد أن عمل على تطوير إمكاناته وكان أحد أسباب تألق الأهلي في أعوامه الأخيرة والرجل الحاسم في كثيرٍ من المواقف واللقاءات التي خاضها الأهلي في البطولات المحلية والخارجية. وقد وجه رسالة للهلاليين قبل نهائي كأس ولي العهد أكد فيها بأن مهمتهم في زيارة شباكه لن تكون سهلة وذلك بعد المستويات الكبيرة التي ظهر بها في مواجهة الدور نصف النهائي مع النصر التي تعملق فيها وكان نجم المباراة الأول بعد أن حرم النصراويين من أهداف محققة، ودوَن المعيوف اسمه كأحد مصادر القوة والاطمئنان في صفوف فريقه إذ لفت الأنظار بمستوياته وتركيزه طوال ال 90 دقيقة. وأراح المعيوف الأهلاويين إذ اطمئنوا على شباك مرماهم قبل خوض غمار نهائي ولي العهد الليلة، بعد أن برهن لهم أنه إضافة كبيرة للفريق، إذ استعاد مستوياته التي عُرف بها في فترة سابقة، وسجل حضوراً رائعاً أجبر الجميع بمن فيهم خصوم الأهلي على الإشادة به، وبرز عبدالله في الوقت المناسب إذ يعد قلعة الكؤوس بحاجة إلى ذلك في المرحلة الحالية لكونه يقدم في هذا الموسم مستويات رائعة ويبحث عن تتويجها بخطف الذهب، ولن تقبل جماهيره الابتعاد أكثر عن فرحة التتويج بالبطولات. المعيوف لم يكن ختام موسمه الماضي مسكا، لأنه تسبب في حرمان فريقه من التتويج بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بعد خطئه الفادح في المباراة النهائية مع الشباب الذي ساهم في فوز الأخير بثلاثة أهداف نظيفة، لذلك فإنه مطالب بتعويض الأهلاويين عن ذلك من خلال حماية عرينه كما ينبغي في نهائي الليلة مع الهلال، وتعد مواجهة اليوم فرصة مناسبة للمعيوف حتى يصالح الأهلاويين الذين غضبوا منه كثيراً في عدة مناسبات بسبب أخطائه تارة وتراجع مستوياته تارة أخرى. ولحسن حظه أن الهلال طرفاً في نهائي كأس ولي العهد، فالحارس المتألق لديه هدف آخر لا يقل عن هدفه في البحث عن الذهب، إذ يسعى من دون أدنى شك إلى الرد على الهلاليين الذين جمدوه في مقاعد البدلاء مواسم عدة، ونسقوه بعد ذلك من كشوفات الفريق، لكنه كان مؤمنا بموهبته. وتعد مواجهة الهلال في النهائي دافعاً معنوياً للمعيوف إذ سيحاول أن يثبت لهم بشتى الطرائق أنهم خسروا حارساً مميزاً، ولعل هذا الشيء ليس فيه وحده بل أغلب اللاعبين الذين يتعرضون لما تعرض له يضعون ذلك في الحسبان وتكون مستوياتهم الفنية وروحهم القتالية في المباريات التي يلعبونها أمام فرقهم السابقة مضاعفة، والأمثلة على ذلك كثيرة. الأهلاويون يطمحون في أن يوفق المعيوف الليلة، ويظهر بذات المستوى الذي ظهر به مع النصر، وأن يساهم مع زملائه بالتتويج بأول لقب في هذا الموسم.