خطف حارس فريق الأهلي عبدالله المعيوف (28 عاماً) نجومية لقاء «الكلاسيكو»، الذي جمع فريقه بالنصر أول من أمس في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس ولي العهد، بعد تألقه بشكل لافت بين الخشبات الثلاث، وذاد عن مرماه ببسالة أمام سيل الهجمات الصفراء طوال شوطي اللقاء، لينجح الحارس العملاق في قيادة القلعة إلى نهائي الكأس، راسماً ملامح الفرح في «مدرج المجانين» الذي تفاعل كثيراً مع إبداع حارسه الموهوب. لوحة الإبداع التي قدمها المعيوف بدأت تحديداً بعد الهدف النصراوي الذي أحرزه المهاجم حسن الراهب مع نهاية ربع الساعة الأول من عمر النزال، ليتجلى بعدها على ملعب اللقاء، ووقف سداً منيعاً أمام المحاولات الهجومية الصفراء التي توالت بغزارة أمام المرمى الأخضر وسط ثغرات دفاعية كبيرة وهفوات غير معتادة من مدافعي «القلعة»، ليرفع المعيوف راية التحدي وحيداً أمام لاعبي النصر الراهب والسهلاوي وأدريان والشهري، رافضاً تقبل المزيد من الأهداف، خصوصاً في الدقائق الأخيرة التي شهدت استبسال الحارس أمام المد الأصفر. الأداء المميز المقرون بهدوء الأعصاب وضبط النفس أجبر مدرب الأهلي السويسري كريستيان غروس على الإشادة بحارسه، الذي أمتدحه كثيراً في المؤتمر الصحافي الذي أعقب النزال وأكد أنه أنقذ فريقه من عدد من الأهداف المحققة. الحارس الأهلاوي الأول هذه الأيام مر بتجربة رياضية غير ناجحة في بداية حياته الكروية، ولعلّه يخفى على الكثير أن المعيوف بدأ مشواره الرياضي في الفئات السنية في نادي الهلال وأبهر الجميع تحديداً في درجتي الشباب والأولمبي، لكنه صُدم بواقع مرير عندما تم تصعيده إلى الفريق الأول ليجد أمامه أخطبوط الحراسة السعودية والآسيوية محمد الدعيع، وحسن العتيبي احتياطاً له وينتظر فرصته منذ أعوام عدة بعد ملازمته لدكة البدلاء طويلاً، لتفتر عزائم المعيوف وتراجعت كل أحلامه وآماله، ليتلقى في خضم بحثه عن إثبات الذات نبأ تنسيقه من الكشوف الزرقاء في قرار لقي ردود أفعال متباينة حينها في أوساط الجماهير الهلالية، ليحزم المعيوف حقائبه متوجهاً إلى الساحل الغربي وتحديداً إلى قلعة الكؤوس، الذي انضم إليه رسمياً كلاعب هاوٍ في الأول من أيلول (سبتمبر) 2007، وذلك رغبة منه في تقديم نفسه كحارس مميز يُشار إليه بالبنان. وعانى الحارس القصيمي الذي تندرج أصوله العائلية من بريدة من نفس المشكلة التي مرت به في الهلال، إذ وجد أمامه حارس المنتخب السعودي الأول ياسر المسيليم الذي كان في أوج تألقه وإبداعه، لكن المعيوف صبر وواصل انتظاره للفرصة التي قد تأتيه يوماً ما، وبالفعل قطف المعيوف ثمرة الصبر عندما تراجع أداء الحارس المسيليم لينال الفرصة المنتظرة قبل أربعة أعوام، ومن حينها بات الحارس الأول في العرين الأخضر، ومصدر الأمان والاطمئنان لجماهير الراقي، حتى انضم إلى كتيبة الصقور الخضر على فترات متفاوتة ولكنه لم يجد فرصته كاملة في المشاركة أساسياً أسوة بالدعيع ووليد عبدالله لسيطرتهما تباعاً على المرمى الأخضر منذ ربع قرن.