لم يعد الحديث مجديًا عن قائمة الهلال الآسيوية، وأسلحته التي ينوي المبارزة بها أمام نخبة فرق القارة بداية بالعين، ولم يعد للحديث عن أسباب وأبعاد إبعاد الحارس العماني علي الحبسي لصالح الأروغوياني العادي بريستوس ماتياس أي فائدة، بعد أن حُسِم الأمر، وبات على الهلاليين أن يأملوا بأن يكون دياز أبخص بالفعل، ولم يعد بأيديهم ولا واجبًا عليهم سوى الدعاء للفريق بالتوفيق والسداد، وأن يتوج بلقب القارة من حيث لا يحتسبون!. الحديث الأهم والمجدي حاليًا هو وضع الفريق في البطولات المحلية حتى يناير المقبل، وإن كانت الأمور قد حسمت آسيويًا، وصار الصمت حكمة، وأمرّ و "مراً" لا بد منه، فما زال في الشأن المحلي ما يمكن التنويه عنه والإشارة إليه وتداركه، والصمت عنه تخاذل وخذلان للهلال لا مبرر له، لذلك لا بد من القول إنَّ على إدارة الهلال أن تحذر من وضع كل البيض في السلة الآسيوية، والانشغال بالاستحقاق الآسيوي عن بقية استحقاقات الموسم، وإن كان دياز قد اتخذ الكثير من القرارات والخيارات واضعًا في اعتباره البطولة الآسيوية وأهمية الانسجام وخطورة التغيير قبلها، فإن على إدارة الهلال أن تنتبه وتنبه مدربها الأرجنتيني أنَّ الهلال الذي ظهر أمام الفيحاء والتعاون يحتاج للكثير من العمل، وإلى بعض التدعيم ليحافظ على ألقابه المحلية، حتى لا يخسر كل شيء بخسارة الآسيوية لا سمح الله!. وفق هذه المعطيات؛ لا أجد مبررًا مقنعًا لقرار دياز وإدارة الهلال في عدم الاستفادة من البطاقة الأجنبية السادسة، في ظل استمرار الحاجة لتدعيم بعض المراكز، وفي ظل عدم تدعيم الفريق بعناصر أجنبية فارقة، على اعتبار أن الحبسي في نظر دياز لا يفرق كثيرًا عن عبدالله المعيوف، لذا أجلسه احتياطيًا له في أهم استحقاقات الموسم، وعلى اعتبار أن بريستوس ماتياس لم يقنع حتى دياز الذي جلبه قبل أن يقنع جماهير الهلال بأنه قادر على أن يكون عنصرًا أساسيًا وعلامة فارقة في الفريق. الفريق بحاجة ماسة للأجنبي السادس لسد واحدٍ من الجوانب التي يفتقدها الفريق بشكلٍ واضح، وأهمها العمق الدفاعي وصناعة اللعب، وعلى إدارة الهلال أن تقنع دياز بضرورة استقطاب أجنبي سادس في أحد هذه المراكز، على أن يكون البحث والاختيار هذه المرة أكثر دقة وتركيزًا، من تلك التي انتهت باختيار لاعب مثل بريستوس ماتياس!. معظم الفرق استعدت وتحفزت للموسم الجديد، ودعمت صفوفها بستة لاعبين أجانب، ولا يوجد مبرر للهلاليين في عدم تدعيم صفوف الفريق بأجنبي سادس لرتق أحد مراكز القصور التي بدت واضحة أمام الفيحاء والتعاون، حتى لو كان ذلك عن طريق الإعارة القصيرة، بعيدًا عن المكابرة والقول بأنَّ أجانب الهلال "الأربعة والنصف" يكفون الحاجة!.