المتتبع لإستراتيجية الصهاينة يجد أن كثيراً مما جاء في التنزيل الحكيم ينطبق على حراكهم وسياساتهم وحروبهم. "لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ" سورة الحشر الآية "14 . تلك الصفات التي عليها اليهود، والتي لا تتغير ولا تتبدل.. كانت فيهم قديماً، وهي قائمة اليوم، وستبقى في حنايا صدورهم إلى يوم القيامة. إنها صفة الجبن والخوف التي جُبل عليها الصهاينة.. فهم أحرص الناس على حياة.. وهم أكثر الشعوب خوفاً من الموت. ومما جاء في التنزيل الحكيم وفسره المفسرون . قوله تعالى: قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ( سورة المائدة ) وهذا خبر من الله جل ذكره عن قول الملأ من قوم موسى لموسى، إذ رغبوا في جهاد عدوهم، ووعدوا نصر الله إياهم ودخلوا عليهم باب مدينتهم، أنهم قالوا له: "إنا لن ندخلها أبداً". والأخبار المصاحبة لزمننا هذا قالت: إنهم يعتقدون أن الحواجز هي أرخص لهم من تضييع الآليات والدروع والبشر. وعندما أقاموا خط بارليف الذي دمرهُ انتصار أكتوبر، كانوا يرون أنهم سينامون ملء جفونهم، ولا يحتاجون إلى حالات طوارئ وصفارات إنذار، واستدعاء الاحتياط. خط بارليف كافٍ وأكثر. قال شاعر سعودي لا يحضرني اسمه إبان حرب أكتوبر:- وين أنتْ يا بارليف وينْ خْطوطك فكّر او عطنا هرجتك يالباير عطوك جند العرْبْ درس جيّد والدرس الآخر لقّنوه ل.. ( ماير ) ويقصد بالمفردة الأخيرة "غولدا مائير" التي كانت ترأس الوزارة أثناء حرب أكتوبر. عندي أن الصهاينة في قلوبهم خشية من تقلبات الزمن وغيب الليالي، عندما تتخلى عنهم أميركا، فتكون لديهم "جدران" بدل السلاح. جدار في الضفة وحول القدس. جدار في غزة، وآخر استنباطاتهم "بوابات إلكترونية".